في عام 2008 تعرضت حضرموت لكارثة أمطار وسيول دمرت بنيتها التحتية قدمت العديد من دول العالم مساعدات توقع الكل بان حضرموت سيتم إعادة أعمارها خلال مدة وجيزة , لكنني كنت من الناس الذين توقعوا أن لا يحدث إعادة أعمار وان حدث سيكون بعد سنين كان ذلك في مقال نشرت في صحيفة الأيام المحبوسة بعنوان حضرموت ضحية التنمية الزائفة وهو ما حصل بالفعل لا أريد أن اذهب بعيدا في إحصاء المكونات التي لم يتم أعمارها ممكن العودة الى المواقع الالكترونية الحضرمية واكتفى هنا بالحديث عن نماذج من تلك المكونات , الجسور الداخلية التي تربط المكلا الكبرى يبعضها البعض 1-1-جسر المكلا ابن سينا: جسر هام يربط مدينة المكلا بمستشفى بن سينا تم أنشاؤه في ثمانينيات القرن الماضي يبلغ طوله اقل من عشرين مترا منذ سيول أكتوبر2008م رغم أهميته في انتقال السكان من فوه والشافعي وبروم إلى مدينة المكلا أثناء تدفق سيول في وادي الخربة وكذلك إسعاف المرضى من إحياء المكلا إلى المستشفى لم يتم إعادة أعماره إلى الآن ,الإعلام الرسمي يقول إن تم إعادة بناء الطرقات في حضرموت ومن ضمنها هذا الجسر ولكن الحقيقة عكس ذلك. 1-2- جسر بويش الأرضي هذا الجسر يربط غرب حضرموت بشرقها حيث توجد كليات الطب والهندسة تم أنشاؤه في سبعينيات القرن الماضي ظل على حاله لم يتم تأهيله إلى جسر معلق رغم انقطاع المواصلات المحلية والدولية وعزل كليات الهندسة والطب ومدن شحير والغيل والشحر ومطار الريان عن مدينة المكلا عند تدفق السيول وهذا حدث اليوم 1-3- جسر شحير المعلق بدا العمل فيه بداية 2004م ولم يتم استكمال العمل فيه حتى هذه اللحظة السيول المتدفقة من رأس حويره في وادي شحير الى بحر العرب تعزل المكلا ومطار الريان عن شحير والغيل والشحر وبقية مناطق حضرموت وهذا ما حصل اليوم 1-4 – مدينتي تستعد في بداية هذا العام في إذاعة المكلا برنامج مشوار اليوم الذي يعد من البرامج الناجحة كان ضيف البرنامج مدير صندوق أعادة الأعمار وعنوان الحلقة مدينتي تستعد أشار الضيف إلى إن مدينة المكلا ستودع كوارث الإمطار والسيول هذا الحديث من ورقة بحث قدمت إلى مؤتمر المدن العربية في الأردن ( للمزيد راجع إذاعة المكلا برنامج مشوار اليوم للأستاذ الفاضل علي باقي ) . المستمعون والمتداخلون استبشروا خيرا استعدوا للأمطار والسيول للانتقال عبر الجسور المعلقة ( الكباري ) من مكان لأخر للاستمتاع بجريان السيول ونسيم البحر والبر ما حصل اليوم كشف حجم الاستعداد لمدينة المكلا فقد حولتها السيول إلى كنتونات عزلت البيوت عن مناطق الدراسة والاستشفاء ليس هذا فحسب بل نشرت الهلع والخوف في نفوس الأطفال لان السيول جاءت فجأة وجرس الإنذار الذي وضعته لجنة الاستعداد في تلك الأودية لم يقرع بسبب انقطاع التيار الكهربائي لان مادة الديزل غير متوفرة للمضخة التي تم إنشائها في رؤوس تلك الأودية 1-5 مشاهد مروعة مدينة المكلا وهي في قمة الاستعداد بسنية 500% حسب تصريحات القائمين على الأعمار لم تكن مستعدة هناك مشاهد مروعة ربما يصاب بعض الأفراد بصرع وقد تتطور إلى نوبة قلبية على ضفتي وادي الخربة هناك ثلاثة إسعافات واقفة على ضفة فوه القديمة في طريقها إلى مستشفى الجامعة للنساء والولادة ولكن السيل حال دون وصولها للمستشفى , صياح و صراخ داخلها بفعل الآم الولادة دفع بمحبي الفضول إلى الاقتراب من الإسعاف , السؤال لو كانت من أقارب مسئولي الأعمار كيف سيكون حالهم المشهد الأخر الذي يندى له الجبين هناك طلاب المدارس من جميع المراحل رياض أطفال وتعليم أساسي وثانوي بالإضافة إلى طلاب الجامعة هم ضحايا صندوق أعمار حضرموت لم يستطيعوا العودة إلى بيوتهم ولم يتمكنوا من شراء غذاء لهم أما بسبب عدم وجود مبالغ أو لنفاذ الأكل في المطاعم فهل هذا الاستعداد لمدينة المكلا لمواجهة كوارث الإمطار التي وجدت في ورقتكم البحثية في مؤتمر العمارة العربية آم إن المبالغ نفذت قبل تنفيذ خطة الاستعداد الموعودة . 1-6- لحظات العبور انحسرت مياه السيول بدأ عبور السيارات في وادي الخربة عند الساعة السادسة مساء وحضر الأهالي وغابت الجرافات التي تقوم بإزالة رواسب الطمي التي بلغ سمكها أكثر من ربع متر, كما غاب شرطي المرور لتنظيم حركة السير و الذي قام بجميع هذه الأعمال شباب فوه القديمة شكرا مع التحية وهذا مؤشر على أن حضرموت مترابطة متماسكة ولكنها بحاجة إلى مرجعية صادقة تنتمي لترابها مؤشرات الأرصاد تبين أن الساعات القادمة قد تسقط أمطار غزيرة وقد يصاحب ذلك رياح شديدة وهذا يعني أن عاصمة حضرموت الخير ستظل مقطعة الأوصال الدراسة ستصاب بالشلل فالمستشفى يصعب الوصول إليها وينطبق عليها قول الشاعر : كالعيس في البيداء يقتلها الضما *** والماء فوق ظهورها محمول ثمة رسائل هامة : الرسالة الأولى : إلى محافظ حضرموت ينبغي حل لجنة الأعمار وتشكيل لجنة إدارة الكوارث والأزمات لان حضرموت تتعرض لمشاكل كثيرة ومواجهتها يحتاج الى برامج وتخلات بكفاءات عالية . فوق طاقة لجنة الأعمار كما إنها فشلت في إعادة الأعمار الرسالة الثانية : إلى منظمات المجتمع المدني : المنظمات وجدت لمعالجة قضايا المجتمع وليس لطلب العون والمساعدة كما إنها وسيلة ضعط على الجهات الرسمية لتعديل سلوكها الإداري عند الانحراف المطلوب تحرك جماعي لوضع خطط لمواجهة المشاكل التي تهدد حضرموت . الرسالة الثالثة : إلى نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة حضرموت : حضرموت تغرق إلى متى تتفرجون لقد حان الوقت لتفعيل منتدى أعضاء هيئة التدريس لوضع تصورات لإيقاف تداعيات مسلسل تدمير حضرموت. اللهم إني بلغت