لماذا تغيرت أخلاقيات الناس في حضرموت ؟ لماذا لبسنا ثوباً غير ثوبنا الذي عرفنا الناس به ؟ وقد كنا نحن الحضارم في غابر الزمان ممن نشروا الإسلام في أصقاع العالم وذلك لتخلقنا بأخلاق الإسلام الذي ساعدنا في حب الناس لنا واقتناعهم بسلوكنا وأخلاقياتنا الذي جعلنا رقماً له دور كبير في تغيير مجتمعات أخرى لم نكن منها وكان لنا الأثر فيها وتغييرها . إن ما نريد التحدث عنه هو كيف أن الإنسان في هذا العصر تحول مائة وثمانين درجة عن ما هو عليه من الخلق و السلوك الذي كان أهلنا في حضرموت يتصفون به ، وتغيرت نفوس الناس ودخل الجشع والحسد قلوبنا وخلق الضغائن بين بعضنا البعض ونجد أن الشخص يريد القضاء على من يفوقه في التعليم والقدرة والكفاءة واندثرت من صفوفنا روح المنافسة الشريفة في العمل وفي كافة مناحي الحياة وأصبحت المحسوبية والجاه هي المحرك الأساسي لكافة أخلاقياتنا . إذاً نقول بأن هذه العادات والسلوكيات والأخلاقيات النافية لما جبلنا عليه ما هي إلا ضريبة يدفعها كل من تخلق بها ورضي بها ونجد من سلوكه وأخلاقه الحميدة التي كان يتخلق بها ورضي بها من أجل تحقيق مصالحه الذاتية التي كرستها السياسات والثقافة الخاطئة التي انتشرت في مجتمعنا وأنتجتها بعض المصالح غير السوية في المجتمع ولنظام الحكم الدور الفاعل في هذا الناتج . إن المحسوبية وغيرها من الأعمال الضارة والفساد المستشري في المجتمع وكان لنظام الحكم في بلادنا الدور الأساسي والفاعل في مثل هذه التغيرات في الأخلاق والسلوك للفرد داخل المجتمع ، كما أن للسياحة الإقتصادية السيئة الدور في ذلك . نجد أن المتربعين على سلم المسئوليات في مرافق العمل والإنتاج من الأسر والمقربين والمتحزبين ومن دون ذوي الكفاءات والخبرات والشهادات فماذا يطلب من هؤلاء أن يقدموه [ فاقد الشيء لا يعطيه ] تدني في الإنتاج وتدني في العطاء وتدني في العمل وفي كافة الأمور حتى في التعامل مع بعضنا كزملاء في العمل ويصل ذلك التعامل إلى أن يتم تجميد ذوي الكفاءات والخبرات والشهادات وتعطيل قدراتهم وعطاءاتهم وعدم الإستفادة منهم ومحاربتهم وتلفيق بعض السلوكيات والأعمال والأحاديث غير السوية عليهم حتى يتم إبعادهم وتشكيل جماعات من ضعفاء النفوس والفاشلين لمحاربة الكفاءات والقدرات من الكوادر وتركينهم ودخول الإحباط فيهم . وخلاصة القول إن الأخلاقيات والسلوكيات السيئة تجاه بعضنا البعض خلفتها ظروف وطبيعة السياسات الخاطئة للأنظمة الفاشلة وهي غريبة عن مجتمعنا الحضرمي ستندثر لا محالة بإنتهاء هذه الأنظمة الفاشلة التي أوجدت هذه الثقافات في المجتمع بكامله وقيام الأنظمة العادلة التي تلبي حاجات الناس وتقوم على خدمة الوطن والمواطن وإبعاد كل الفاشلين والكفاءات الدونية التي لا تخدم إلا مصالحها ومصالح من أوجدوهم في مراكز القرار والمسئولية في هذا المركز أو ذاك وتسيير دفة الحياة بكاملها في المجتمع لتحتل الكفاءات والقدرات مراكز القرار والمسئوليات للنهوض بالمجتمع وتكريس الثقافات الإسلامية الحميدة التي افتقدناها وجبلنا عليها . كما أننا لا نغفل دور أجهزة الرقابة والمحاسبة ومبدأ الثواب والعقاب ومحاربة الفساد وكافة العادات الدخيلة السيئة والمضرة التي لا تنتج إلا الضغائن والأحقاد والظلم في المجتمع.