بالأمس وفي قلب صنعاء التقيت ببعض الاخوة البسطاء من ابناء الشمال الذين لا حول لهم ولا قوة في اي سلطة أو أي نفوذ أو أي قوة من قوى الصراع السياسي،وكالعادة عرّفت بنفسي،وعندما انتهيت عرف الجميع انني من حضرموت، وبادرني أحدهم كيف الوضع عندكم في حضرموت؟ فكوني من أبناء حضرموت استغليت الموقف وقلت في نفسي هي فرصة أن أتحدث عن حضرموت وأزيل عنهم بعض الإشاعات التي تتناقلها وسائل الإعلام . فبدأنا الحديث عن الهبة الشعبية الحضرمية ومطالب أهل حضرموت الذين يتفقون معنا فيها إلى أن وصلنا إلى وثقية حل القضية الجنوبية ومخرجات الحوار،فسألتهم بشكل جماعي ما رأيكم في مشروع الدولة الاتحادية من عدة أقاليم. فأجابني الأول والذي تربطة علاقة بحضرموت ويعرفها ويعرف اهلها وقال أنها فكرة جميلة وستخرج الحضارم من شر الشمال وشر الجنوب , وأجابني الثاني قال : هذه فكرة لتقسيمنا فقاطعته أنت تعرف حضرموت ؟ فقال لا ولكن قال أعرف الحضارم وأخلاقهم فقلت له إذن ما المخيف في الأمر ؟ وبعد نقاش معه عن الاشتراكي وحكمه للجنوب وحول الوحدة وسياسة مابعد الوحدة،عندها اعترف لي ان الاقاليم ستقسم الشمال ونحن في الشمال لم نعهد الانقسام وقال نحن نريد العيش بسلام وتعبنا حروب ومشاكل. أما الثالث وهو أكبرهم سناً أي عمره يقارب 60 عام ففاجأني انه يحمل مخزون كبير عن الحضارم وذكر لي بعض الاسماء التي يعرفها من حضرموت وكلامه الذي رجح كفة الميزان فكان يقول أن الحضارم ناس يختلفون عن الجميع وأنهم شعب متحضر وشعب متعلم ومنهم رجال الدين واهل سلم وتجارة وعلم ووجاهة وكان يقسم بالله أن الذين يقومون بأعمال العنف ضد ابناءنا في حضرموت انهم ليسوا من أهل حضرموت ولا يحملون اخلاق الحضارم كان تعبيراً منه عن استحالة حدوث مثل هذه الأعمال من أهل حضرموت،اشعرني بالخجل حينها،فسكت حتى أنهى كلامة بعبارة ( لكم كل الحق فيما تقررون ) وأن مايهمنا هو أن تنتهي تلك الصراعات ونبقى نعيش اخوة بسلام. أما الشخص الرابع فقال : اننا في الشمال نعاني من ازمة قيادة ولا نثق في قياداتنا ونخاف أن تتقدموا علينا ونحن نبقى في صراع المتنفذين وسلطنة وحكم المشائخ . وفي الاخير اقتنع الجميع واجمع على ان المسألة ليست ( وحدة ) وانما المسألة هي مسألة ( كرامة ). طالبوني أن أبلغ الحضارم كل تحياتهم .