أهم مخرج لمؤتمر الحوار هو إقامة دولة اتحادية بين الجنوب والشمال على أساس اثنين في الجنوب وأربعة في الشمال, وقد كان للمليونيات الجنوبية و اعتراضها ورفضها لهذا الحل ومطالبتها بالتحرير والاستقلال, سببا مباشرا في سرعة قبول الاحزاب الرئيسية وخلفها مراكز القوى لهذا الحل ليس قناعة منها بتبني هذا المشروع ولكن لاعتقادها ان الجنوب سيجهض هذا الحل و انها ستقوم في النهاية كما تعودت بتفريغ محتوى الدولة الاتحادية… وكما قال الارياني ….. لهم مخرجات الحوار ولنا الدستور بعد افتضاح وفشل مشروعه نهاية مؤتمر الحوار بتبني الدولة اللامركزية واسعة الصلاحيات . فهل قبلت مراكز القوى مشروع الدولة الاتحادية ؟ لا … لم تقبلها مراكز القوى وأحزابها حتى الان على الرغم من المزايدة بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار. وحتى تتخلص من إتهامها بعرقلة العملية السلمية ومخرجات الحوار التي اقرها مجلس الامن والمجتمع الاقليمي والدولي يتم عرقلة إقامة الدولة الاتحادية بعدة طرق منها : 1. العمل على اثارة القلاقل وزعزعت امن المحافظات واضعاف المركز وافتعال المعارك والحروب لإيصال فكرة ان اقامة دولة اتحادية في ظل ضعف المركز وضعف الامن في المحافظات سيعرض الدولة للتفكك والانهيار وتحول الدولة الى دويلات. 2. السعي لتحويل اليمن الى دولة فاشلة, عبر الاصرار في اختيار حكومة فاشلة, على اساس تقاسم مراكز قوى المعاهدة الخليجية, تؤدي الى مزيد من التدهور الاقتصادي وتردي معيشة وخدمات المواطنين ورفض أي تشكيل لحكومة وطنية قائم على الكفاءة والخبرة. 3. التعبئة الدينية والمجتمعية ضد مشروع الدولة الاتحادية كخطر ومرحلة أولى لتقسيم اليمن 4. السعي لتفريغ محتوى الدستور الاتحادي من مضمونه الحقيقي في توزيع السلطة والثروة والعمل عبر عناصرها في لجنة صياغة الدستور على تحقيق هذا الهدف, اضافة الى تقديم المغريات وممارسة الضغوطات والتهديدات للعناصر المشاركة في الدستور والتي تشكل خطرا على خططها في " تفريغ " الدستور من محتواه في توزيع السلطة والثروة بين مستويات الحكم. ان ما يحدث الان ومع اقتراب الانتهاء من صياغة الدستور والاستفتاء عليه ما هو الا معركة متواصلة شرسة لمراكز القوى للإبقاء على سلطتها ونظامها ومصالحها… فهي اما ان تكون او لا تكون ولا يمكن لها ان تسلم سلطاتها وثرواتها التي استحوذت عليها باسم الشعب ومن الشعب لعقود عديدة بهذه السهولة … فقد وصلت مراكز القوى الى مرحلة تشعر فيها انها تمتلك الارض والانسان والسلطة والثروة في اليمن ولن تسمح لأي احد بأخذ كل ذلك منها , فهي تناضل بكل السبل على ما تعتقد انه ملكها ويراد أخذه منها . وفي هذا المرحلة التاريخية الهامة هناك دور حاسم لشرائح المجتمع في اليمن في المحافظات التي عانت الظلم والتهميش والنهب كما هناك دور محوري للجنوب وحضرموت لا عطاءه اخر فرصة لدولة اتحادية يمنية, إما دستور اتحادي بسلطات كاملة للمحافظات والاقاليم في تشريع وادارة شئونها وموارها وثرواتها وامنها, دون مكر او خديعة , أو سيظل مطلب التحرر والاستقلال هدف الجنوب وحضرموت طالما وان فكر التملك والظلم والالحاق لازال مسيطرا على مراكز القوى معتقده انها بكل الوسائل ستستطيع الاستمرار في استغلال واذلال شعوبها.