ناقش محافظ حضرموت خالد سعيد الديني اليوم خلال لقائه اليوم في مدينة المكلا رئيس مصلحة الجمارك سالم صالح بن بريك نشاط وأوضاع العمل الجمركي في المحافظة والمنافذ الرئيسة وخاصة في ميناء ومطاري المكلا وسيؤون ومنفذ الوديعة الحدودي. وتطرق اللقاء الذي حضره أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة صالح عبود العمقي وقيادات فرع مصلحة الجمارك بالمحافظة الجهود المبذولة حالياً في الارتقاء بالنشاط الجمركي وتفعيل آلياته ورفده بالمعدات والوسائل الحديثة التي تسهم في تسهيل المعاملات الجمركية ومكافحة التهريب . وشدد محافظ حضرموت على ضرورة إيلاء النشاط الجمركي بالمحافظة المزيد من الاهتمام باعتباره من الأوعية الايرادية المهمة ،حاثاً على تقديم المزيد من الخدمات والتسهيلات للمتعاملين وفقاً للأنظمة والقوانين وإتباع الإجراءات والآليات التي تحسين من الأداء الجمركي بالمحافظة . من جانبه أشار رئيس مصلحة الجمارك سالم صالح بن بريك إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من الاهتمام بالكوادر والعاملين في الجمارك وإتاحة الفرص أمامهم للتدريب والتأهيل، لافتاً في هذا الاتجاه إلى أنه سيتم تخصيص 30 منحة دراسية في نظام التوفل لجمارك المحافظة منها 15 منحة لساحل حضرموت و15 للوادي والصحراء . وأشاد بن بريك بسير الأداء الجمركي بالمحافظة، مؤكداً على مضاعفة الجهود بما يسهم في تطوير وتحسين العمل الجمركي بالمحافظة . ولست من أنصار القول بأن النبوءات هي التي تحكم قرارات كبار الساسة وتجعلهم يمضون في سبيلهم إلى تنفيذ إجراءات تصب في مصلحة النبوءة، سواء بالتوافق مع النبوءة أو بمحاولة عابثة لنفي النبوءة وإجهاضها بإجراءات انفعالية تكفل في نهاية الأمر تحقق النبوءة لا إجهاضها. وكما أني لست من أنصار النبوءات وسطوتها، فإني لا أستطيع نفي تأثيرها النفسي المتغلغل الذي يجعل صاحب القرار المتأثر بها يقرر في لحظة من اللحظات اختيار الانحياز للنبوءة وضد نفسه، تحت مقولات معروفة ومكررة من قبيل: لا أمل.. هذا هو المكتوب، هذا هو القدر.. القدر يريد هذا.. حاولت لكن القدر غلاب!! على الرغم من أني حاولت أن اتحدى المكتوب لكن المكتوب أقوى. مع كل هذا، فإن التفكير في النبوءة التي تسيطر على توجهات معظم المتوجسين من اليمن وتحولهم من متوجسين إلى متربصين، ثم إلى متآمرين، ينبغي أن يتجاوز الحديث عن تقرير عابر إلى التفكير في مدى واقعية هذا التقرير على أرض الواقع. بعبارة أخرى، فإن المطلوب هو البحث في معقولية النبوءة ومن ثم في صدقيتها ومصداقيتها. وبعبارة ثالثة: هل تعبر النبوءة عن معطيات مادية وأرضية تجعلها أقرب إلى التوقع منها إلى أن تكون صورة من النبوءة الغريبة والناتئة عن السياق؟ أم أن الأمر لا هذا ولا ذاك، ولا يعدو أن يكون أضغاث أحلام؟ أو ضربا من أحلام الكرى؟ واقع الأمر وعلم التاريخ يقولان إن النبوءة نفسها مهما صورت منحازة للشعب اليمني فإنها أقل بكثير من إمكانات اليمن، وإن ما تتوقعه النبوءة ليس إلا تحصيل حاصل، وإن التوجس والتربص والتآمر هو الذي أجبر اليمن على دفع أثمان باهظة لتطور أو تقدم طفيف في الفترات الماضية. وربما نقفز في الماضي مباشرة إلى أكثر النقاط حرجا في تاريخ اليمن المعاصر، وهي أيضا الأكثر حرجا في لحظات المواجهات العربية العربية على أرض اليمن في الستينيات، ونسأل أنفسنا السؤال التقليدي في مثل هذه الحالات عن هدف طرفي النزاع الخارجيين في الحرب، وعن مدى توافق هذا الهدف مع ما آلت إليه الأمور عندئذ في اليمن. الإجابة التقليدية التي بثتها وسائل الإعلام الناصرية ومن سار في طريقها تصور الأمر عدة تصويرات مرنة، لكنها للأسف الشديد تصويرات متناقضة! 1- فقد ذهبت القوات المصرية دعما لثورة المشير السلال، لكن مصر نفسها اختلفت مع المشير السلال فبقيت القوات المصرية تحارب بينما انعزل المشير السلال عن معركة بلده بسبب سياسات وأداء حكام مصر. 2- ثم إن القوات المصرية أصبحت تعاون مجلس قيادة ثورة وزعامات ثورية لا السلال فحسب، بما بدا للوهلة الأولى محققا لقدرة ما على الاستيعاب، لكن العجيب أن عبد الناصر نفسه لم يجد حلا لمشكلات القيادة الوطنية في اليمن إلا أن يدعوهم إلى القاهرة ويدخلهم السجن غدرا!! وهم في مواقعهم الرسمية والثورية ودون أن يدركوا أنهم سيدخلون السجن من فورهم!! ودون محاكمة بالطبع!! وهكذا فقط أصبحت عداوة عبد الناصر والنظام المصري تتسع أيضا لتشمل ثوريين وقادة ثوريين، ولم تقتصر على الملكية أو الإمامية فحسب. 3- ثم إن التدخلات الغربية في دعم عبد الناصر أو حربه تطورت في اتجاهات أخرى غير مصلحة اليمن، وبرزت على السطح قضايا حيوية ومحورية سرعان ما أصبحت بالنسبة للمتنازعين أكثر أهمية من القضية الأصلية، أي من قضية الثورة اليمنية، وذلك من قبيل سلامة القوات المصرية في اليمن والسيطرة على القواعد العسكرية فيها، بل السيطرة على منافذ اليمن الجوية والبحرية. وفي المقابل كانت هناك ضرورات ملحة للنظر في تأمين الحدود السعودية اليمنية الشمالية بعدما ثارت النزاعات المخزنة (أو المحفوظة في الغلايات لا في الثلاجات) فيما يتعلق بترسيم هذه الحدود وبتبعية مناطق بترولية ثرية لليمن. – سبأ نت