مايزيد عن ال 1000 طالب جامعي غادروها في يوم واحد بعد انتهاء اجازة عيد الاضحى المبارك ومثلهم غادروا قبل هذا اليوم وبعده الى المكلا والى عدن وصنعاء وشبوه وربع العدد تقريبا خارج ارض الوطن من اجل التحصيل العلمي بمختلف مستوياته واضعاف اضعافه تجدها غادرت إلى المكلاوعدن والمهره وشبوه متوزعة على مختلف الأعمال الحكومية والخاصة الإدارية والفنية والحرفية واعمال البناء الطيني والمسلح والسلك العسكري والاكاديمي وغيرها من الأعمال من "الباخمري" إلى "الأبراج والعمارات " . حركة الصباح اليومية فيها تبدأ متسللة مداخلها الاثنين "الشرقي والشمالي " لتستقر في عمقها قبل بزوغ الفجر وشروق الشمس أرواح مشرقة تشق حلكة الفجر مسابقة للطيور زادها التوكل مع الاخذ بأسباب طلب الرزق ، تناول وجبة الإفطار قبل أذان الفجر فيها امر طبيعي فطول الطريق إلى اماكن العمل واهمية الوقت يوجب مسابقة الطيور ، تغادرها مئات السيارات يوميا إلى مدنها المجاورة وبطون الوديان وسطوح الهضاب للعمل في مختلف الاعمال ( سيارات تقل فرق عمل في البناء والإعمار واخرى لنسوة يعملن بالزراعة ورعي الاشجار واخرى محملة بمواد البناء و اعمال الحديد والنجارة والمكيفات الصحراوية والبردات والمنتجات "محلية الصنع" لتشرق الشمس مع مغادرة باصات الطلاب والكوادر منها إلى قيادة وانعاش المدن المجاورة . قبلة الابداع والابتكار فإليها يشار عندما تبرز الصعاب ويطلب الابداع فإذا ما اردت لحنا جميلا وعملا فنيا مطربا توجه إلى استديوهات فنانيها وقبل ان تفقد الأمل في ايجاد قطعة صُنعت في اليابان او المانيا او الصين عُدمت من السوق يُشار عليك بأن تذهب إليها فلربما تجد من يصنع لك مبتغاك بإمكانيات محلية وبجودة عالية وسعر مناسب ، واذا ما اردت قصرا بطراز معماري فريد وبإمكانيات ومواد محلية فعليك استقدام احد ابنائها فقد بناء اجداده قديما قصورا من الطراز الباروكي بمواد محلية من الطين والنورة ، عُرف ابناؤها بالبساطة وحب العمل عشقا في الابداع والتميز فالكتلة الطلابية المثقفة التي ذُكرت سابقا يعود معظمها من الاجازة إلى الأعمال المختلفة لجمع رسوم وتكالف الدراسة ومساعدة اسرهم ، لا ضير أن تجد طالب المستوى الرابع في الهندسة المعمارية يشتغل عامل بناء وطالب الطب يغادر مدينته في الاجازة ليعمل في النقش والجبس وحتى مدرس الرياضيات في الثانوية يشغل اجازته بأعمال النجارة او الحداده حتى انا -كاتب هذه السطور – افتخر بأنني ومنذ اجازة اول ثانوي اشتغلت بأعمال الحدادة وبيع الملابس وأعمال البناء -الطين والمسلح والتلييس والنوره – فالاعتماد على النفس في طلب العلم ومساعدة الاهل عند الفرص سمة ابناء هذه المدينة . لم يدفعني لكتابة هذه الأسطر إلا عبارة واحدة تأتي بمعنى "شكرا" من ابناء المدن والوديان والجبال التي استفادت من هذه المدينة عبارة تحل محل "شكرا على الابداع .. شكرا على العمل .. شكرا على التميز " هي (انتم دحابشة او تعزحضرموت اخذتوا كل شيء ) شخصيا اتقبلها بابتسامة بريئة واترجمها بداخلي قصدهم يقولوا (عجزنا ننافسكم) واقول في نفسي شكرا للمدينة التي تأبى إلا أن تكون (تريم )