عندما تصحوا صباحا على دولة رافضية ورئيس ومجلس وجيش رافضي فاعلم أن الرزية كل الرزية قد حلت, والفتنة قد عمت, والخوف هو الشعور المخيم. إعلم –يارعاك الله-أنه لم تخل دولة سيطر عليها الرافضة إلا حولوها إلى جحيم لا يطاق؛ وكابوس يلاحق كل الناس يقض مضاجعهم, لا يوجد تاريخ أبيض أو وردي أو بنفسجي للرافضة إلا مع اليهود والنصارى فقط. لن تمحوا الشعارات الوردية والمنمقة عن الحقوق والمعايشة والمواطنة ما تكنُّه صدورهم تجاه السنة وأهلها, ولن تهذّب يافطات نبذ الطائفية ورفضها غليان قلوبهم وحمم غضبهم المتجذر منذ فاجعة اغتيال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذا وجد هنا من يمثّل دائما بداعش على أنها إرهاب سني, فهناك ألف جماعة وجمعية وحركة ومنظمة إسلامية سنية لا تمارس الإرهاب ولا ترفعه شعارا لها، بل تنبذه وتندد به, لكن مَن ينبري لي ليفتح صفحات تاريخ القوم القديم والحديث ليأتيني بجماعة رافضية إسماعيلية واحدة فقط لم ترفع خطاب الكره والقتل والإرهاب ضد السنة, من يستطيع أن ينقي لنا مفردات المواطنة والأخوة من قواميس الرافضة المشحونة بالعنف تجاه أهل السنة. كيف بربك تصدق أن قوما خاضوا حتى مفارق رؤوسهم في عرض نبيهم –إن كانوا يؤمنون به حقا- ورموها بأبشع وصف وتهمة, ولم يسبقهم إلى ذلك أحد من أتباع الأنبياء السابقين ، ثم تطلب مني خطابا جامعا يؤلّف ولا يفرّق. كيف تتطلع–يامن وفقك الله للسنة-إلى العدل والمعاملة الحسنة والانصاف منهم وأجوافهم تتدفق قيحا وخبثا ووضرا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتاريخهم قد ضاقت صفحاته من هول جرهم وإفسادهم وزندقتهم. ورغم إقامتهم لأكثر من دولة إلا أن تاريخهم خال تماما من أي فتوحات إسلامية تذكر, فهم لم يغزو ولا دولة من دول الروم ليفتحوها, ولم يُعرف أن قائدا واحد من قادة المسلمين كان رافضيا, بل كل دولهم التي أنشأوها قامت على أنقاض دول سنة تآمروا عليها وأسقطوها مستخدمين وسيلتهم المعروفة (التقية) وهي النفاق عينه, وبعد أن يسيطروا ينكلوا بأهل السنة شر تنكيل, سيقول حاذق أنكم دائما ما تحيطون أنفسكم بالتاريخ لتجعلوه ميزانا للحاضر ومقياسا له, ونقول له: نوافقك القول وسنترك التاريخ جانبا ولم ولن نتحدث عنه إطلاقا، ولكن هل بإمكانك أو أيّ أحد أن يعطينا صورة حديثة مشرقة للرافضة في الدول التي سيطروا عليها مطلع هذا القرنكالعراق مثلا, لقد رأينا كيف أعاد التاريخ نفسه, وذكرونا بمجازر وإجرام القرامطة والبويهيين والصفويين والحشاشين الذين لم يسلم من جرمهم حتى البيت الحرام حينما قتّلوا الحجاج بصحن الكعبة وهم معلقين بأستارها ولم تشفع لهم ذلك, واقتلعوا الحجر الأسود من مكانهوصاح شقيهم: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ومكث بدولتهم بالبحرين قرابة العشرين سنة حتى ردوه في سنة 339ه فإنا لله وإنا إليه راجعون. إن غاب عنا تاريخهم القديم وهو ليس بغائب فهاهم اليوم في العراق وسوريا ولبنان يعيدونه مجددا ليقولوا لنا أن الزمن قد استدار وأن عهد دولاتهم الغابرة الغاشمة قد عاد من جديد وها هي رابع عاصمة تسقط في أيديهم فرأينا أبشع صور العذاب في بغداد ودمشق وبيروت, فهل ينتظر صنعاء ما مر على هذه العواصم. لديّ قناعة مليون بالمائة أن الرافضي الاثنا عشري لا يختلف أينما كان, فقد قتل العراقي الرافضي أخاهالعراقي السني ونكّل به, ومثله السوري ولن يقف الحال عندي اليمني إذا وصل التمكين لهم مبلغ تمكينهم في بغداد ودمشق. إن هذا الخطر الرافضي الحوثي بمثابة السيل الهادر الذي لا يبالي به من يقف في طريقه ويتجاهله حينما تظهر بعض بوادره البسيطة, وفجأة يصحو على هديره وزمجرته وقد داهمه فلا سبيل حينها إلا بطن السيل ولات حين مندم, مالم يكن موقفا موحدا ضد هذا الخطر الإيراني واجتماع كلمة السنة قاطبة عليه بكل أطيافهم وألوانهم ومدارسهم ومراكزهم ومناطقهم سواء في الشمال أو الجنوب أو حضرموت فإنا سنصحو على صبح رافضي إجرامي ينكل بنا ويذكرنا بمجازر الخبيث الملعون أبي طاهر القرمطي أمير دولة القرامطة في البحرين.