قبل البدء .. ظاهرة الأربعينية ظاهرة سنوية تبدأ من منتصف نجم الغُفر الموافق 4 مايو في فصل الصيف من كل عام وهي أربعون يوماً شمسية تتميز بدرجات حرارة ورطوبة مرتفعة بحسب فلكيين .لاشك أن الإعلان عن قرب حلول ظاهرة الأربعينية في أجواء مدينة المكلا يضع مؤسسة الكهرباء في حضرموت في وضع لاتحسد عليه حيث سترتعد فرائصها في ظل علمها أنها ستتلقى خلال أيام هذا الضيف الثقيل ضربات موجعة في سير عمل محطات التوليد والشبكة العامة المهترئة والمتهالكة. وبلاشك أن ظاهرة الأربعينية التي تزور المكلا كل عام مطلع شهر مايو تمتلك قدرات هائلة في مرمطة الكثير من مولدات محطات حضرموت التابعة لمؤسسة الكهرباء كيف لا .. وهذه الظاهرة السنوية تستعرض عضلاتها بين أروقة محطات الريان والمنورة والمكلا حيث لاتكمل أسبوعها الأول إلا وقد أدخلت أحد المولدات غرفة العناية المركزة في ظل درجات حرارة ورطوبة عالية تشتهر بها هذه الظاهرة التي تؤثر حتى على نشاط قطاع الكهرباء بشكل عام و أجهزة الراحة من مكيفات وثلاجات ومراوح بشكل خاص.. وعليه .. فالقضية الآن ليست توفير المازوت مع تقديرنا للجهود الكبيرة التي بذلت في هذه الظروف السيئة للبلاد والمحافظة بقدر ماهي مطالب كثيرة وكبيرة يجب أن تلبى على عجل إذا ماأردنا صيفاً مستقراً نسبياً مع علمنا أنه لامناص من ساعات إطفاء إجبارية ستحل علينا شئنا أم أبينا ؟ فقد شهدنا بأم أعيينا أعواماً سبقت كان لمهرجان طفي لصي حضور قوي رغم حصول مؤسسة الكهرباء على برنامجها الاستثماري بملايين الريالات من المركز في صنعاء فكيف والحال والوضع مانراه اليوم من عدم وجود مخصصات لإنجاز مشاريع جديدة وعدم صيانة الكثير من المولدات قبل حلول الصيف ومآسيه.. ساعات قليلة وسيعلن عن دخول ظاهرة الأربعينية إلى أجواء المكلا وحينها ستعلن مؤسسة الكهرباء الاستنفار العام لمواجهة هذا الضيف الذي سيجثم على صدرها ومحاولة ترويضه بإطلاق برنامج طفي لصي ملزم للحفاظ على مولدات المحطات من احتضار أو موت سريري متوقع في مواجهة غير متكافئة مع الأربعينية التي تشكل صداعاً وأرقاً يعلم بأوجاعه فنيو الكهرباء في ساحل حضرموت. وكما ذكرت آنفاً أن القضية ليست في وصول المازوت رغم أهميته في استقرار الكهرباء إلى حد كبير لكنها منظومة متشابكة من المطالب المهمة لقطاع الكهرباء مع حلول فصل الصيف حين تتزايد الأحمال وتعاني المولدات والشبكة من درجات الحرارة التي تتزايد عاماً بعد آخر ، وقد كشفت حادثة الإنطفاء الطويل للتيار الكهربائي صباح يوم أمس الجمعة حتى ظهيرة اليوم نفسه أن القضية أكبر من المازوت بقدر ماهي رسالة وجرس إنذار من محطات التوليد للمسئولين في المحافظة من محافظ ومجلس أهلي ومؤسسة الكهرباء بضرورة المسارعة في توفير ماتحتاجه المحطات من احتياجات فنية في مجالي التوليد والشبكة قبل فوات الأوان . كل ذلك التخوف يأتي بعد أن علمنا أن مدير مؤسسة الكهرباء ذهب ل3 أسابيع لصنعاء قبل حلول هذه الأزمة ولم يعد حتى بخفي حنين ؟؟ ختاماً .. أتحدث إليكم بواقعية .. لا أحب التشاؤم ولا أريد التثبيط لكني أريد أن يعلم الجميع أن وضع الكهرباء في حضرموت محرج وحساس ومرشح لانتكاسات وهزات متوقعة .. وهذا وضع ليس وليد اللحظة فهو امتداد لفساد وعدم تخطيط وكلوسة في إنجاز المشاريع عهدناه من نظام قام على النهب والمشاريع الإسعافية التي تفوح منها روائح الفساد كل عام .. ولانضع مؤسسة الكهرباء في هذا المقال أمام فوهة المدفع فالحال يعلم به علام الغيوب والمؤسسة حالها لايخفى على ذي بصيرة ولايتوقع عاقل في هذا الظرف العصيب كهرباء مستقرة على مدار الساعة وخدمات في بلد اختفى فيه مسؤولوه في ليلة وضحاها واستلمه أفراد في مايسمى القاعدة أو من أطلقوا على أنفسهم (أبناء حضرموت) لا يعترفون بإنجاز مشاريع لقطاع الكهرباء وهم من جاء من دهاليز وأحراش ومخابئ لانصيب لهم فيها من الأضواء والأنوار والمشاريع الخدمية والتنموية.. ومع كل هذا التشاؤم يجب أن نعترف أن حضرموت تعيش أوضاعاً أفضل بكثير إذا ما وضعناها في مقارنة سريعة مع أحوال أهلنا في عدن وهم مايجب أن يكون لنا سلوى حتى يأذن الله بمشروع لمحطة كهرباء في حضرموت في سنوات قادمة تقوم على أسس فنية وتلبي حاجة المواطن من هذه الطاقة بعيداً عن سيناريو وأوجاع برنامج طفي صي الشهير !! أخيراً .. ابتسموا .. فقد يأذن الله بفرج قريب .. واتحدوا ففي التنافر والخلاف مسارات ومواطن الشياطين من إنسٍ وجان !! حفظ الله حضرموت من كل شر ومكروه