انطلقت في جنيف مشاورات بشأن الأزمة اليمنية برعاية الأممالمتحدة وحضور وفد الحكومة اليمنية الشرعية، في حين تأخر وصول وفد للحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لأسباب قيل إنها تقنية. من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى هدنة إنسانية. وأوضحت مصادر في المنظمة الدولية للجزيرة أن تأخر وصول وفد الحوثيين جاء لأسباب تقنية تتعلق بتأخر إقلاع طائرتهم من جيبوتي. وقال مراسل الجزيرة في جنيف رائد فقيه إن الوفد الممثل للحوثيين والموالين لهم لم يصل بعد، مشيرا إلى أن طائرته (الوفد) لم تقلع بعد من جيبوتي حتى يتم تذليل العقبات التقنية. وبيّن المراسل أنه من المفترض أن تقلع الطائرة في الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت جيبوتي. من جهتها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر دبلوماسية أممية قولها إن طائرة وفد الحوثيين والموالين لهم غادرت العاصمة اليمنيةصنعاء مساء أمس الأحد، واضطرت للتوقف مطولا في جيبوتي. وذكرت الوكالة ذاتها أن هذا الوفد يضم حوثيين وعضوين في حزب صالح وزعيم حزب الحق المعارض حسن زيد، مضيفة أن الوفد يضم أيضا مندوبين يفترض أن يصلوا من سلطنة عُمان. وكان المتحدث باسم الأممالمتحدة أحمد فوزي قد أصدر بيانا قال فيه إن اليوم سيشهد "مشاورات أولية" بين طرفي النزاع في قاعتين منفصلتين، على أن يقوم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بالتنقل بينهما "آملا جمعهما معا". دعم وترحيب من جهته قال الأمين العام الأممي بان كي مون في مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه وفد الشرعية اليمنية، إنه يدعم بالكامل الشعب اليمني ويسعى من أجل تحقيق السلام، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة لديها دافع خاص للتحرك ووقف القتال في اليمن والذي أدى إلى سقوط ألفي شخص نصفهم من المدنيين، فضلا عن إلحاق الدمار بالمدارس والمستشفيات وغيرها. وبيّن بان أن الأطراف المتحاربة تقع عليها مسؤولية وقف القتال والبدء بعملية سياسية من أجل تحقيق السلام والمصالحة، في حين تقع على المجتمع الدولي مسؤولية الدعم الكامل لهذه الجهود. وأوضح أن الوقت يمضي وأنه قد آن الأوان لتحقيق السلام وعدم فسح المجال للمجموعات التي وصفها بالإرهابية، إذ لا يمكن للمنطقة أن تعيش سيناريو آخر "كارثيا" مثل الذي تعيشه سوريا وليبيا، حسب قوله. وأكد بان أن كل أعضاء مجلس الأمن متحدون بشأن دعم مسار السلام في اليمن، مقترحا التحرك في ثلاثة مجالات تتمثل في هدنة إنسانية قبل بدء شهر رمضان من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، وحث كل الأطراف من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي وانسحاب كل المجموعات المسلحة من كل المدن، واستئناف الانتقال السياسي في اليمن. وكانت الولاياتالمتحدة قد رحبت بالإعلان عن المشاورات اليمنية برعاية الأممالمتحدة، وحثت اليمنيين على المشاركة في المحادثات من أجل العمل على الاستئناف العاجل لعملية الانتقال في البلاد، بما يتوافق مع المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وسبق أن تأجل مؤتمر جنيف بشأن الأزمة اليمنية بعدما كان مقررا يوم 28 مايو/أيار الماضي بسبب رفض الحكومة اليمنية الذهاب إلى المشاورات قبل انسحاب الحوثيين من المدن التي يسيطرون عليها. الجزيرة نت