استضاف برنامج عيادة على الهواء بإذاعة المكلا على مدى حلقتين بقيادة المذيع المخضرم سعيد سعد خنبري الدكتورة أبها عبدالله باعويضان مديرة إدارة الصحة المدرسية بساحل حضرموت. وتلخصت الحلقة الأولى عن تعريف الإعاقة الذهنية وهي عدم الكفاية الاجتماعية أو تدني القدرة العقلية وقد عرفتها الجمعية الأمريكية للإعاقة الذهنية على أنها انخفاض عام في الأداء العقلي خلال مرحلة النمو مصاحبا بقصور في السلوك التكييفي وكما هو واضح من هذا التعريف فانه يعتبر انخفاض درجة الذكاء كمحك أساسي للتخلف العقلي . ثم تطرقت د. أبها باعويضان إلى أسباب الإعاقة التي هي عوامل وراثية وغير وراثية كإصابة الأم ببعض الأمراض أثناء فترة الحمل مثل الحصبة الالمانية – مرض الزهري – مرض تسمم البلازما – مرض حمرة الصفراء وتعرض الأم للإشعاعات وخاصة الأشعة السينية أثناء فترة الحمل كذلك الاختناق الوليدي أثناء الولادة ونقص الأوكسجين نتيجة لالتفاف الحبل السري حول الرقبة – تعسر الولادة عدم طهارة الأجهزة المستخدمة في عملية الولادة وفي بعض الأحيان قد يولد الطفل طبيعيا ولكنه يصاب بالإعاقة الذهنية بعد مولده او خلال سنين حياته الأولى قبل المراهقة وقد يكون ذلك لتعرضه لبعض الحوادث والأمراض ذات الأثر المتلف لخلايا المخ والأعصاب كالاصابة بالتهاب السحايا والحمى القرمزية والحمى الشوكية . ثم بعد ذلك تطرقنا إلى تجربة الأخت نادية اليماني وهي اختصاصية اجتماعية في مدرسة الزهراء وأم لطفل معاق ذهنيا حيث أوضحت للمستمع كيفية التعامل مع حالة المصاب بإعاقة ذهنية داخل المنزل وكيفية تقبلها لقاء الله وقدره واعتبار حالة الإعاقة الذهنية هي اختبار من الله لمدى صبرها وتوكلها على الله . وأشارت الأخت نادية الى أنها أثناء عملها كاخصائية اجتماعية تقابل عدد من الحالات ذات النسبة الخفيفة ولكن عند تشخيص الحالة مبكرا يؤدي الى معاملتها على أنها حالة تأخر دراسي وليست إعاقة ذهنية وحينها أوضحت الدكتورة أبها بان هناك درجات للإعاقة الذهنية فالدرجة البسيطة والتي يبلغ نسبتهم 87 % من إجمالي نسبة الإعاقة يستطيعون اكتساب مهارات التعلم ولكن يظهر لديهم تأخر في التعلم مقارنة بأقرانهم من نفس الفئة العمرية ويستطيعون أن يعيشون في المجتمع عند بلغوهم بصورة مرضية لا يستطيع المجتمع أن يلاحظ تأخرهم الذهني . أما الفئة المتوسطة وهي الفئة التي تحتاج الى تدخل سريع وإعادة تاهيل وتدريب ولا تستطيع أن تكمل تعليمها وتظهر عليها علامات عدم الاستجابة عند تعلم المهارات الدراسية وتكون أكثر إبداعا عند تعلم المهارات المهنية .. الفئة الأخيرة وهي فئة الإعاقة الشديدة وهي التي تحتاج الى التدخل السريع والمبكر والمستمر خلال جميع مراحل الحياة . وتابعت د. أبها تقول : وجهنا رسالة خلال البرنامج بضرورة احترام هذه الفئة التي أصبحت تشكل ظاهرة في المجتمع الحضرمي إذ أن أعدادهم في تزايد فيجب ان لا يغض عنهم الطرف ويجب أن نحفظ حقوقهم وواجباتهم وضرورة دمجهم دمج صحيح في المجتمع بطريقة تكفل لهم الاحترام لذواتهم ومعاملتهم بصورة من الإنسانية والبعد عن الاستهزاء بهم .. كما ألقي الضوء على جمعية حضرموت لذوي الإعاقة الذهنية التي أنشئت يوم الثلاثاء الماضي بهدف حماية وتأهيل ذوي الإعاقة الذهنية والحفاظ على حقوقهم حيث تم إجراء مداخلة من قبل الأستاذ عبدالله باصمد شرح خلالها أهداف الجمعية ورؤيتها ورسالتها كما تم الإعلان عن فتح باب التسجيل في المركز الذي أنشأته الجمعية لتأهيل هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة تأهيلا علميا وسلوكيا واجتماعيا . كما أجريت مداخلة مع الدكتور عبدالرحمن بلخير الذي لخص نظرة المجتمع القاسية للمعاق ورفضه وعدم قبوله وأوضح انه لابد من تضافر الجهود للارتقاء بهذه الفئة وإعطائها جزء من حقوقها ، وأضاف أن تسليط الضوء على هذا الموضوع في هذا التوقيت كان ضرورة لابد منها في ظل تغافل كل المؤسسات والسلطة عن هذه الفئة . كما دعا الدكتور بلخير المجتمع المحلي والسلطة المحلية لدعم جمعية حضرموت لذوي الإعاقة الذهنية من اجل أن تقوم بتأدية الدور المنوط بها ثم تم تلقي الاتصالات من قبل المستمعين وأعطيت الفرصة للدكتورة أبها باعويضان للإجابة على استفساراتهم وأسئلتهم بطريقة علمية مبسطة .. ثم تحدثت الدكتورة عن أهمية التدخل المبكر بالنسبة للإعاقة الذهنية وأشارت إلى أن التدخل المبكر يبدأ أولاً من الأسرة وتأهيلها وتدريب أفرادها في كيفية التعامل مع الابن المعاق ذهنيا والمرحلة الثانية هي تعليم المعاق مهارات حياتية منها كيفية التعايش والتواصل الفعال مع المجتمع من حوله قبل تعلم المهارات التعليمية.