البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السلطان الكثيري:الحضارم لن ينتظروا أن يصلهم حل من صنعاء أو عدن و جمهورية اليمن الجنوبية قامت في 1967 على ظلم باطل واضح
نشر في هنا حضرموت يوم 17 - 10 - 2012

السلطان عبد الله بن محسن بن حسين بن عمر بن جعفر آل عبدالله الكثيري شخصية مثيرة للاهتمام وغني عن التعريف عرف بتواضعه وحب الناس له .. هو حفيد آخر سلاطين الدولة الكثيرية السلطان الراحل حسين بن علي الكثيري رجل أعمال ناجح وله بصمات في مجالات عده خصوصا الأعمال الخيرية يمتلك علاقات واسعة مع مختلف طوائف المجتمع الحضرمي إضافة لعلاقاته المتعددة مع الكثيرين من دول مختلفة وهو شيخ قبيلة آل كثير التي نشأت في حضرموت.
السلطان عبد الله الكثيري من مواليد عام 1956 م لدية 19 من الأبناء والأحفاد.
يلقب بالسلطان لأنه في المجتمع الحضرمي ينادون بلقب السلطان كل فرد صغير او كبير من ذرية السلطان بدر ابو طورق الكثيري ويتصل نسبه بالسلطان بدر أبو طويرق طارد الغزاة البرتغاليين وموحد حضرموت من ظفار لباب المندب ، وجده السلطان عمر بن جعفر الكثيري ..
الأسرة السلطانية الكثيرية حكمت حضرموت قرابة ستمائة عام.
صحيفة (الأمناء) التقت به واليكم نص الحوار :
حاوره / فراس اليافعي :
-1 كيف تقيمون الوضع الحالي في الوطن بعد رحيل النظام السابق ؟
قراءتنا لمجمل الأحداث الحاصلة في مناطق جنوب شبه الجزيرة العربية وما يحصل الآن هو نتاج طبيعي لنصف قرن من العبث السياسي والأخطاء الإدارية الفادحة فمنذ عام 1962 م ولغاية اليوم والأخطاء السياسية والجرائم الإنسانية تتوالى . ويخطئ من كان يعتقد أن تلك التصرفات قد تصل بأحد إلى رخاء اقتصادي أو استقرار أمني يوفر للإنسان شيئا من التنمية والحياة الكريمة . فالأخطاء لا تولّد إلا مزيداً من الأخطاء وما بني على باطل فهو باطل وللأسف فقد تكالبت جميع الأنظمة المتعاقبة على إدارة البلاد والعباد وبالغت في ارتكاب الأخطاء … وما ترونه اليوم على الواقع من مظهر سياسي بشع وفوضى هو صورة واضحة ودقيقة لأغرب تاريخ سياسي في العالم .. اقصد منذ 1967 م وحتى اليوم ..
- 2 أين تتفقون وأين تختلفون مع دعاه فك الارتباط و الفيدرالية ؟
نحن لا نختلف مع أحد يحترم هويتنا الحضرمية الضاربة في أعماق التاريخ وحق شعب حضرموت في امتلاك قراره وإدارة شؤون وطنه بما ترتضيه القيم والأعراف والأخلاقيات الحضرمية العريقة . فقد عانينا كثيرا يا أخي من تحمل نتائج أخطاء الآخرين . كما إننا نعلم أن ظلم الأنظمة المتعاقبة وفسادها وقع على الجميع ونقدر هذا ونقف موقف احترام أمام أية مطالب عادله لهم .. إلا أننا كحضارم لن نقف موقف المتفرج وننتظر أن يصلنا حل من صنعاء أو عدن , فلنا كامل الحق في التفكير بخارطة طريق خاصة بنا تنقذ مستقبل حضرموت وأجيالها من العبث السياسي الحاصل وتنتج للآخرين نموذج رائع يستفيد به شعبنا ويستفيد منه الآخرون .
-3 كيف تقيمون الانقسامات التي تشهدها الساحة الجنوبية مؤخرا؟
طبيعية .. ! ماذا كنا تنتظر ؟ ليس عبقريا من تنبأ بان الجنوبيين سيختلفون .. فهذه الانقسامات والفرقة نتيجة طبيعية جدا في ضل عدم وجود اعتراف بالخطأ ومصالحة حقيقية تقتص للمظلوم حقه وتعيد للإنسان اعتباره وتضمن له عدالة قانونية , كذلك غياب أيّ مشروع سياسي مكتوب وواضح ويضمن للجميع حقوقهم السياسية والاجتماعية ومستقبلهم التنموي , أضف إلى ذلك غياب القيادة السياسية المثقفة والواعية .. وليس بخافٍ عن أحد أن التاريخ السياسي والسجل القانوني لبعض قادة ورموز الساحة الجنوبية حاليا فيه ما فيه , هذه الأسباب وهناك أخرى لم نذكرها تسببت في هذه الانقسامات .
- 4 ما أسباب عدم اتفاق أبناء الجنوب والجلوس على طاولة واحدة حتى اليوم ؟
الظلم يا سيدي .. فالسكوت عن المظالم لن يولد إلا القهر الذي سيدمر أي مجموعة مهما كان تماسكها قوي .. فعلى سبيل المثال لا يزال الكثيرون ممن يسموهم في الشارع قيادات جنوبية تغمض عينها عن الخطأ الأول الذي تسبب في سلسلة من الأخطاء . وهو الخطأ الأحق بالالتفات إليه ومعالجته معالجة سريعة بسبب فداحته وأولويته . فقد قامت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في 30 نوفمبر 1967 على ظلم وباطل واضح , ففي ذلك اليوم تم الاعتداء على سيادة البلاد الحضرمية (المجاورة) والتي تبلغ مساحتها ضعفي مساحة اتحاد الجنوب العربي بمؤامرة شارك فيها للأسف بعض أبناءها فقام مجرمو 1967 بالانقلاب على جميع مكونات الشرعية القانونية في البلاد الحضرمية وتم استبدال الشرعية بالباطل فأسقطت المكلا في 17 سبتمر 1967 ثم غدروا بسيؤون في 2 أكتوبر 1967 وفي سابقة خطيرة قامت قوى الجبهة القومية سيئة الذكر والصيت بفرض الشرعية الجديدة بالحديد والنار , وهذا ظلم لا يرضاه الله , فكانت تلك أولى خطايا الرفاق في دولة اليمن الجنوبية بالاشتراك مع السلطات البريطانية التي سهلت لهم الاستيلاء على البلاد . فمن الثابت تاريخيا ومن خلال الوثائق القديمة والمسربة مؤخرا إن الحكومة البريطانية المسئولة قانونيا عن حماية المحميتين الشرقية والغربية لم تكن حريصة وأمينة في تسليم البلاد لجهات ذات شرعية قانونية .. إن الوضع القانوني لتلك الواقعة يدين بريطانيا التي تلقت مسبقا وبفترة كافية بلاغ رسمي وشعبي من سلطنات المحمية الشرقية ( الكثيري والقعيطي وبن عفرير ) يرفض الانضمام إلى اتحاد الجنوب العربي لعدة أسباب اقتصادية واجتماعية , ومن الواضح لقارئ التاريخ أن السلطات البريطانية لم تكن موفقة في الخروج من المنطقة بصورة عادلة تضمن إرجاع الحقوق التي كانت تحت إدارتها .
-5 ترددت واختلفت الروايات حول موقفكم من مؤتمر القاهرة التاريخي 11-6-2012 فهل انسحبت من ذلك المؤتمر وماهي الأسباب ؟
كثر الجدل عن ما حصل في (مؤتمر القاهرة للقيادات الجنوبية ) والذي دُعيت إليه في 11/6/2012 بدعوة بريطانية ووجدتها مسئولة عظيمة تحتم علي نقل هموم وتطلعات الشعب الحضرمي وقد حضرت اللقاء وبقية المدعوين من سلاطين وسياسيين وقد ألقيت رؤيتي وحملت رؤى أخرى وصلتني من مكونات وشخصيات حضرمية تتفق جميعها على الحق المطلق في تقرير المصير لشعب حضرموت الذي افتخر بالانتماء إليه كمواطن وطالبنا المجتمع الدولي بالإستماع إلى ما يطرحه أبناء حضرموت من خلال من يمثلهم تمثيلاً صادقاً وأميناً و شفافاً و ليس من خلال من يُجبرهم على أن يكونوا جزءاً من الجنوب أو جزءاً من اليمن كما طالبنا الجميع بالنظر للقضية الحضرمية في أطرها القانونية و الشرعية و وفق المواثيق و المعاهدات و الاتفاقات الدولية كميثاق حقوق الإنسان الصادر في الأمم المتحدة عام 1948 , و كذلك بموجب كل المواثيق الدولية التي تسمح للشعوب بالتعبير الحر و المباشر عن ما تريده من أنظمة الحكم. وأكدنا مطالبتنا للمجتمع الدولي ليقوم بإشعار السلطات الحاكمة في الجمهورية اليمنية بصورة رسمية بأنّ شعب حضرموت يحق له أن يُعبر عن مطالبه المشروعة في استرداد حقوقه بالوسائل السلمية الخالية من العنف و الإرهاب والاستجابة لهذه المطالب المشروعة طالما و أنّها تتفق مع الشرعية الدولية و دعم كل إتجاه سلمي يطالب بهذه الحقوق المشروعة لشعب حضرموت دون إكراه أو تعسف أو تعدّي على حقوق الآخرين إنْ كانت للآخرين حقوق في حضرموت.
وللأسف ففي أثناء إلقاء كلمتي أطلق بعض الحضور صرخات متشنجة بينما لا زلت أسرد على الحاضرين شيئا من الظلم الذي وقع على بلادنا وشعبنا وحصلت بعض المشادات الكلامية وتعالت بعض الأصوات التي تنتقص من الحضارم كشعب عظيم يستحق أن ينال حقوقه ويمتلك قراره , في محاولة منهم لإسكاتي عن مواصلة القراءة فما كان إلا أن تدخل سفير المملكة المتحدة بالقاهرة طالبا من الحضور الإصغاء مشيرا إلي بمواصلة كلمتي التي لاقت قبولا حسنا لدى الحضور من ممثلي الدول الراعية للمبادرة الخليجية وعددها 14 دولة , وبعد انتهاء الكلمة مباشرة رفعت الجلسة لإعداد بيان ختامي , وعلى خلفية كتابة هذا البيان حدث الخلاف في قاعة المؤتمر فما أن خرجنا من القاعة للاستراحة أخذت بعض الأطراف المتشنجة تحاول الانتقاص من حق الحضارم حتى أن بعضهم قال ( المؤتمر تكلف 3 مليون دولار وان الحضارم يريدون إفساده بمطالبهم ) كما تجرأ بعضهم بألفاظ مسيئة تنال من كرامة شعب حضرموت , وكنا قد قدمنا نسخة مكتوبة من المذكرة باللغتين العربية والانجليزية إلى سفير المملكة المتحدة وسفراء دول الاتحاد الأوربي ودول مجلس التعاون الخليجي .
ثم حدث أن طرح نص البيان الختامي للمؤتمر مع عدم الإشارة إلى مذكرة الشعب الحضرمي ومطالبه العادلة مما جعلنا نرفض هذا البيان جملة وتفصيلا ومع إصرارنا على الرفض للبيان الختامي كان الحل التوافقي هو عدم إصدار بيان ختامي للمؤتمر .
-6 يقال أنكم مع عودة دولة حضرموت ما صحة ذلك ؟
أعجبني استخدامك عبارة ( عودة دولة حضرموت ) فهذه هي الصياغة السليمة للسؤال , وفي الحقيقة أن حضرموت بالنسبة لشعبها أكبر من مجرد دولة وعاصمة وعلم , فهي بالنسبة لنا هوية سياسية وتاريخية ضاربة في أعماق الزمان والمكان , إن حضرموت في نظر شعبها تاريخ وسيادة وإرث عظيم من الفنون والآداب والانجازات والتاريخ السياسي كما إنها ثقافة رفيعة يزرعها الإنسان الحضرمي صباح مساء في أبنائه والأجيال المتعاقبة .
والتفريط في هذه الهوية لصالح الهوية اليمنية الشقيقة ولو من باب الأخوة ليس تصرف حكيم بل يعتبر تفريط خطير في تراث عظيم من التاريخ والعلوم والأدب والفنون . وليس من العنصرية في شيء أن يكون الحضرمي شديد التمسك بحضرميته وموروثها . بل أن العنصرية في مصادرة حقه في اختيار هويته وتقرير مصيره وخياره في إقامة دولته وعاصمته ورفع علمها ووضع تشريعاتها وقوانينها .
إن ما تقدم لا يعتبر الدافع الوحيد لدى الحضرمي الذي يدفعه للمطالبة بدولته بل أن هناك أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية كثيرة وكبيرة يعاني منها الإنسان الحضرمي في الداخل والمهجر تدفعه لذلك ولا يتسع المجال الان لسردها .
-7 حضرموت بسلطناتها المكونة من السلطنة الكثيرية والقعيطية إضافة لسلطنة بن عفرير لم تكن ضمن اتحاد الجنوب العربي وكانت موعودة بالاستقلال في 9 يناير 1968م ، فما الذي حصل ؟
في الحقيقة أن هذا الموضوع هو أهم مفصل سياسي في التاريخ الحضرمي المعاصر يجب أن يحظى من قبل المجتمع الدولي بالأهمية القصوى نظراً لما يحمله من تبعات سياسية مفصلية أثرت في التاريخ السياسي للجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية وأدخل هذا الجزء في صراع سياسي ، فالواجب الأول هو معالجة هذا الخطأ التاريخي الجسيم لتصحيح الواقع على الأرض ، حيث أن فصول القضية تفيد بأن السلطنات الحضرمية أبرمت مع بريطانيا العظمى اتفاقيات حماية ففي الأول من مايو/1881م عقدت بريطانيا معاهدة حماية مع سلطنة القعيطي ،وفي 26 من يوليو/1883 عقدت بريطانيا معاهدة حماية أخرى مع سلطنة القعيطي ، وفي 23من ابريل 1886م عقدت بريطانيا معاهدة حماية مع سلطنة المهرة "قشن وسقطرة"، وفي عام 1888م عقدت بريطانيا معاهدة مع السلطان القعيطي ونسج على منوالها في التعاقد مع باقي المناطق ، وفي 25 من مارس 1895م عقدة بريطانيا معاهدة حماية مع سلطنة الواحدي ، وفي عام 1918م عقدت سلطنة الكثيري اتفاقا مع سلطنة القعيطي أقرت فيه سريان الحماية التي عقدت مع بريطانيا ثم عُدلت في عام 1937م تعديلاً كان مقتضاه تعيين " مستشار " بريطاني تسري نصيحته على الشؤون السياسية، ولا تمس دين الدولة الإسلامي والعادات الإسلامية .
وبموجب تلك الاتفاقات وبناء على لقاء سلاطين حضرموت بلجنة تصفية الاستعمار البريطاني في جنيف قبيل الاستقلال فقد كان من المفروض أن تتحصل حضرموت على استقلالها في يوم 9 يناير1968م وتلغي كل معاهدات الحماية من بريطانيا على ما يسمى بالمحمية الشرقية ، وكذلك المعاهدات التي أبرمت في جانب الحماية من اى عدوان على أراضي حضرموت المتميزة بحدودها المعروفة شرقاً عمان وغرباً اتحاد الجنوب العربي وشمالاً المملكة العربية السعودية وجنوباً البحر العربي ( بحر حضرموت ) وبما أن بريطانيا طلبت من السلاطين الذهاب إلى جنيف لمقابلة لجنة تصفية الاستعمار ، ولكن للأسف لم تفي بريطانيا بذلك الوعد لأسباب لا نرد الخوض فيها :
وهذا يقودنا إلى نتائج محددة وواضحة وهي كما يلي :
1/ أخلفت بريطانيا بموعد الاستقلال الممنوح للحضارم في 9 يناير 1968م .
2/ استدرجت سلاطين حضرموت لمغادرة بلادهم بحجة التوقيع في جنيف.
3/ أعطت أوامر لجيش البادية الحضرمي بعدم التصدي و الوقوف إمام قوات (الجبهة القومية ).
ولكن من المهم أن نتأمل ونحن على مسافة ما يقارب النصف قرن من ذلك الزمان النتائج الكارثية التي وقعت على البلاد الحضرمية فلقد عملت الجبهة القومية في احتلالها لأرض حضرموت على جرائم محددة هي ما يمكننا تلخيصه في التالي :
1/ الخديعة الفكرية التي استخدمتها الجبهة القومية للخروج عن القيم الإسلامية وهذا يعتبر خروج من الإسلام إلى دين الاشتراكية العلمية .
2 / استخدام القوة لمنع دخول سلاطين حضرموت إلى موطنهم الأصلي وإجبارهم على المغادرة إلى المنفى دون أي مستند قانوني يخولهم بذلك.
3 / السطو على مقدرات نظام دولة يسودها الأمن والاستقرار.
4 / السحل المفرط لرجال الدين والمثقفين وزعماء القبائل .
5 / تأميم ممتلكات أبناء حضرموت بكافة شرائحهم .
6 / تدمير البنية العسكرية الحضرمية.
7 / طمس الهوية الحضرمية وفرض الهوية اليمنية بالإكراه وإحراق المكتبات الحضرمية.
8/ الزج بدولة حضرموت في ما يسمى بالجمهورية اليمنية بكل مقدراتها وقدراتها في عام 1990م .
-8 هل تمتلكون رؤية جديدة لإخراج الجنوب من عنق الزجاجة ؟
نعم نمتلك رؤية وقدمناها مرار وتكرارا في عدة مناسبات ولقاءات ومؤتمرات ومن بينها مؤتمر القاهرة والذي اوضحنا فيها اننا مع حق تقرير المصر لشعب حضرموت والجنوب واننا نرفض الوصاة على شعوبنا او التبعة لغيرنا ورؤيتنا تستند الى ابسط معايير حقوق الانسان وهو حق تقرير المصير
-9 أين تقفون من جميع هذه التنظيمات التي تنادي باستقلال حضرموت ؟
في الحقيقة هي ظاهرة صحية .. أن ينظم الحضارمة أنفسهم للمطالبة بحقوقهم وهناك الكثير من التنظيمات الجيدة التي برزت على الساحة الحضرمية ولعل عصبة القوى الحضرمية هي أول مكون يحمل مشروع سياسي حضرم طموح بالإضافة إلى جبهة إنقاذ حضرموت والتي يترأسها الدكتور عبدالله با حاج فهو رجل فاضل ومن أسرة عريقة تحظى بحب واحترام في المجتمع الحضرمي ويعتبر مرجعية هامة وكبيرة في التاريخ السياسي لحضرموت.
وحتى لا يفوتني التذكير .. فقد لفت نظري وأعجبني ازدياد الوعي السياسي بين شباب حضرموت بحقهم في إقامة دولتهم وصناعة مستقبل أجيالهم وكان ذلك واضحا من بروز عدد لا بأس به من التكوينات الشبابية ذات الاهتمام بالتاريخ السياسي لحضرموت وصناعة المستقبل .
-10 كلمة تود أن تقولها لقراء الأمناء ؟
في الختام أود أن أقدم الشكر لصحيفة الأمناء ولك أخي فراس اليافعي على هذا اللقاء الذي يعبر على منهجية إعلامية تبحث بجدية ومصداقية عن تقصي الآراء المختلفة والنظر فيها باحترام متبادل ، ونحب أن نقول للجميع أن أي مشروع حضرمي كان سياسي أو اقتصادي أو ثقافي لا يعني أبداً أن تكون حضرموت خصماً أو ضداً لأي طرف من الأطراف ، فنحن شعب من ضمن كل الشعوب التي دفعت الثمن باهظاً من أرواح أبنائها لنيل حريتها من الأنظمة السياسية الظالمة والفاسدة , نحن شعب أنهكت قواه نتيجة السياسات الطائشة والتي أثبت التاريخ خطئها الجسيم في حقنا جميعاً ، حضرموت اليوم ليست حضرموت الأمس ، نحن اليوم نحاول تصحيح مسار الخطأ الذي وقع في 30 نوفمبر 1967م كما إننا نشعر بكل المظالم التي وقعت على الآخرين لأنها أيضاً وقعت علينا وإن كنّا نرى مقدار الظلم الذي وقع على بلادنا هو أكبر مما وقع على الآخرين ، لكن تظل المسؤولية التاريخية هي أن نبذل جهدنا لنخرج من دائرة الصراع والعنف إلى واقع أفضل حيث الوفاق والحوار والتنمية والإصلاح الاجتماعي والسياسي المسئول ، فالمرحلة المقبلة لا يجب أن تكون مرحلة مكررة لمراحل أثبتت فشلها وإلا لمّا كنا في هذا الوضع الراهن الذي يتأذى منه الجميع بدون استثناء …


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.