وانتقلت البلاد من الحكم السلطاني إلى الحكم الجمهوري " الجنوبي " ثم الحكم الجمهوري " الوحدوي "، وإن شئت انتقلت من السلطنة إلى الجمهورية الأولى فالجمهورية الثانية ثم الجمهورية الثالثة…. و الحبل على الجرار….. المدينة تتمدد عمرانياً و ما عداه انكماش في المدينة الناهضة أبصرت البدوي الذي يجيد السلام و يحسن التحية بصوت عال بصلابة سكان الجبال والصحاري وما عند الله خير وأبقى ، ذلك أنه مستسلم لسيف الوقت يقتله ببطء و أبصرت العاطل عن العمل و الحضري الأكاديمي ومثقف وبقية الشرائح وجميعهم يقولون: إنهم يبتغون فضل من الله. بيد من فضل الله وكرمه على عباده؟ كيف يأكلون من رزق الله ( المؤمم ) العاطلون عن العمل وهو بيد حفنة على خزائنه مقاتلون شداد يفعلون ما يؤمرون؟ . أقصد الغذاء و الكساء وما يحتاجه الإنسان في ظل أمن واستدامة وليس الإطعام وكأننا في دهر الرمادة أي في حالة إملاق دائم ، ذلك الإطعام الذي يأتي عبر أيادي عليا من خلال جمعيات تبخر ماء الوجه. نقاد التجارب إياها غائبون أو هم في سبات أم أنهم رهنوا أنفسهم لمنهج عفّ عليه الدهر لموت الروح فيه، ولا يعبر التراشق بألفاظ السياسة ونصوص الدبلوماسية و المناورة عن نقد يفضي إلى تحسن في الحالة و ارتقاء في الوعي و النشاط وتقوية الحافز لأنها قدمت وقادمة عن طريق من ارتهن للمنهج إياه أو متطفلين على الأقلام و السياسة، ولكننا نعتب على النقاد المقتدرين ذوي الكفاءة أصحاب الدائرة الأوسع في العلم و المعرفة الذين يحاكون أنفسهم - و يا للأسف – وإن ارتفع الصوت فمحاكاة إلى بعضهم في كلام لا يخرج عن تفسير الماء بالماء أو نقد التعبير اللغوي وفي أحسن الأحوال تقييم لحوارات أو طرح من على كرسي الحكم ( بفتح الكاف ) ليقول بالنصر المؤزر في لغة البيان وعقدة التفوق لطرف و الهزيمة للآخر. أبصرت طفلاً من ثلاثة دخلوا مطعم و أسرع أحدهم إلى كسرة خبز والتهمها بسرعة وكأنما هو خائف من أحد زملائه في التسكع أو كلاهما من خطفها من يده فتذكرت القول: ( كسرت خبز لا تساوي شيئاً على قارعة الطريق و لكنها تساوي كل شيء عند إنسان جائع )، وفي ذات الوقت دار بخلدي ما قرأته في الصحف الورقية والإلكترونية من مواضيع مكررة لا تخرج عن التفسير: ( وكأننا و الماء من حولنا ** قومٌ جلوس حولهم ماء ) أو تلك التي تقيم الحوارات بلغة السفسطة و من منطلق ( عقدة التفوق ) في الكلام و الكتابة النثرية و الشعرية، أيقنت أن التجارب إياها ستستمر و أننا لا نزال في مشرحة فئران.