بعد العراق والأردن أصبحت اسيوط في الآونة الأخيرة حديث الناس في حضرموت لكثرة المسافرين إليها من المرضى ومرافقيهم وارتفاع أعدادهم شهرياً وهم يشكلون 95% من الركاب وربما أكثر هذا في الرحلات اليمنية التي أطلق عليها أخواننا المصريين (طيارة العّيانين) وهناك أعداد أخرى تسافر بالخطوط المصرية وغيرها الأقل سعراً وهم محقين في تعليقهم فالمسافرين إلى مصر من صنعاء والمكلا (عيّانين) والحقيقة أن هؤلاء هم من تمكن من تدبير أمره أما الغير قادرين فهم أكثر لكون كل سكان اليمن (عيانين) إلا مصاصي دماهم وناهبي خيراتهم متخمين فيها اليوم وفقراء عند ملك الملوك غداً . نعود لأسيوط وماهي انطباعات العّيانين ومرافقيهم عنها .. كلام جميل يقولوه عن الأطباء وكفأتهم وتواضعهم ورعايتهم التي يعجز البعض عن التعبير عنها .. لدرجة أن اسيوط أصبحت جزء من حضرموت لكثرة الحضارم الوافدين إليها وارتفعت ايجارات الشقق المفروشة بسبب كثرة الطلب عليها . أموال طائلة تنفق لليمنية وفي اسيوط ولابأس ان نقف في بلد عربي كأرض الكنانة (مصر العروبة) فهي كانت ولازالت العمق الاستراتيجي للأمة من الخليج إلى المحيط .. وليست هذه هي المشكلة ولكن المشكلة تكمن في عشرات الحالات وربما المئات من ضحايا الشخصيات الخاطئة وخصوصاً الأمراض المستعصية كالأورام السرطانية التي تسبب الهلع ليس للمريض فحسب بل وعائلته وأقربائه ومحبيه وتؤدي إلى إفقار عائلات كريمة وعزيزة تعيش أشهر في حالة طوارئ وتضطر إلى اتفاق مدخراتها تم بيع مقتنياتها وأحياناً الاستجداء من الناس مصاريف متعددة تبدأ بشراء المصل الكيماوي الباهض الثمن ثم النظام الغذائي المكلف وأخيراً جمع المال الكافي للتذاكر والمواصلات والسكن والعلاج والعملية وهناك في اسيوط تظهر الفحوصات نتيجة أخرى فالسرطان ماهو الا غدة أو كيس . وحالات أخرى فيروس الكبد وقصور الكلى تظهر فحوصات اسيوط نتائج أخرى غير مخيفة وبعضها لاوجود للمرض بتاتاً. شاب يسقط في تمرين رياضي ويشعر بألم في ظهره يتم تشخيص حالته بكسر في العمود الفقري ويمنع من الحركة نهائياً ويبقى في فراش أكثر من شهرين وهات وخذ يا أدوية وعند انتهاء أهله من جمع التكاليف الافتراضية لعلاجه وسفره يتنفسوا الصعداء ويسافرون فوراً وبعد يومين من وصولهم اسيوط وإجراء الفحوصات المطلوبة يدخل عليه الطبيب ويقول له حرك رجلك اليمنى فيحركها ببطء فيجرها الطبيب ثم يحرك رجله اليسرى ثم يديه وبعدها يقول له قم امشي فيتردد الشاب ثم يقوم ويجوب غرفته عدة مرات فيقول له طبيبه أنت سليم عد لبلادك وهو ومرافقه في دهشة . قمة البشاعة ان يتسبب ملائكة الرحمة في جلب الشفاء والتعاسة لأبناء جلدتهم هذا وهم اختصاصيون وقدماء في مزاولة المهنة وبالتأكيد كليات الطب لاتقبل إلا الحاصلين على الامتيازات في الثانوية العامة فكيف بالقطاعات الأخرى التي تقبل المقبولين وهذه عينات من ساحل حضرموت وبالتأكيد لجزء منهم فكيف بالباقين . بالطبع ليس جميع أطباء حضرموت على حد سوأ فيعضهم ودود ومتمكن في مجاله ولكنهم قله أما الأكثر فهم من يدعون العبقرية ويتعاملون بتعالي وتغطرس مع مرضاهم ثم يقدمون هذه النماذج المسيئة عن حضرموت وأبنائها الذين اثروا الطب والأدب ونشروا دين الإسلام على مر التاريخ . وكيف تمر مثل هذه الحالات على اللجان الطبية وان مرت ألا توجد هيئة أو لجنة تقف أمام مثل هذه الأوضاع وتعاقب من تتكرر أخطائه أو يثبت تسلله إلى مهنة مخصصة لملائكة الرحمة وليس لشياطين البشر في كثير من بدان العالم يحاسب الطبيب اذا أخطاء في تشخيص حالة لقطة أو كلب ويلزم بدفع التعويض المناسب لصاحبه اما نحن لا نحصل حتى على حقوق الحيوانات الأليفة في البلدان الأخرى . انها مشكلة بل ومصاب جلل حل بنا ولاندري أين تكمن المشكلة هل هي في البشر أو في الأجهزة الطبية ومتى تتوقف هذه الظاهرة ويضع لها حد .. اللهم لا تشمت فينا الأعداء.. ولاتسلط علينا الحكام والأطباء