حدثني شيخي فقال.. كنا يوما مجتمعين نتذاكر حالنا وبقاءنا تحت أمد الاحتلال فمر بنا شيخ حضرمي يتوكأ على عصا.. فقال: أوتعرفون مايوم التاسع من يناير؟؟ فنظر بعضنا الى بعض منكرين قال: ذلك يوم إستقلالكم نسيتوه فنساكم!!! وسمعت خنبقة يقول: أوليس في هذا اليوم وعد الانكليز بإعطاء حضرموت إستقلالها؟؟ قيل: بلى قال: فمن لم يحتفل به ففي حضرميته شك!! فقيل له: ويحك أتجرد الناس من حضرميتهم؟؟ قال: إن كان الإيمان في القلب يزيد وينقص أفلا تكون كذلك الأوطان!!! ومر أحدهم يوما بالسوق فإذا بالناس مجتمعين على رجل يصيح ويحثوا التراب على رأسه ويقول: واجهلاه .. وامصيبتاه فسألت عنه فقيل لي: هذا رجل حضرمي يحتفل منذ 45 سنة بيوم .. إكتشف أنه ليس يوم إستقلاله!! قلت: لو علم أنه كان يحتفل بيوم إحتلاله لسقط مغشيا عليه!!! ودخل أبوكدمة الشفوتي على أمرأته وهو يلطم خديه ويقول: لقد عادوا .. لقد عادوا .! فقالت له امرأته: من الذي عاد ياشيخ السوء؟؟ قال: الحضارمة .. فبعد أن زورنا لهم تاريخهم وأستبدلنا هويتهم حتى جعلناهم طيلة 45 سنة يحتفلون بأيام نحن وضعناها لهم .. عادوا اليوم يحيون يوم استقلالهم .. هلكنا ورب الكعبة!!! وسئل أبو طقطقة عن شعوره في مثل هذا اليوم فقال: شعوري شعور أم أضاعت إبنها طفلا قبل 45 عاما ثم وجدته اليوم فجأة!! قالوا: زدنا قال: أو كفرحي بهدف أحرزه المنتخب الحضرمي في مرمى البرازيل!!! ولا أجد مزيدا وقال أبوسحس النخولي وكان رجلا مسفارا كثير الترحال: طفت بلدان الدنيا فوجدت الحضارمة في كل بلد إلا في حضرموت!! فقيل له: أصلحك الله هلا بينت لنا؟؟ قال: أتيتهم بعد 50سنة فوجدت أغلبهم يحتفلون بإستقلالهم في يوم ليس يوم التاسع من يناير!! فأما أنني لست بحضرموت أو أنهم ليسوا بحضارمة !!! وسمعت رجلا يقول: ان يوم ال9 من يناير هو يوم حضرمي بإمتياز أستبشرت به وجوه الحضارم وجعلت وجوه أعدائهم كوجه عجوز ذهبت الى أهلها بطلاقها!!! وشوهد أبوطقطقة المجنون -وكان من الرعيل الاول المنادين بالاستقلال الحضرمي- شوهد في هذا اليوم وقد أغتسل وصبغ رأسه وشذب لحيته ولبس الجديد ووضع الطيب والناس ينظرون اليه متعجبين.! فقال: أتعجبون من فعلي هذا؟؟ والله لم يكن بي جنون ولكني رأيتكم في مامضى تسلكون مسلكا ليس بحضرمي وتطمسون حضرميتكم بأيديكم فخشيت أن يتهمكم العالم بالجنون فأدعيت انا الجنون حفاظا على سمعتكم فلما عدتم اليوم للحق والصواب عدت!!! ثم أتكأ شيخي على سارية وقال: اللهم رد الحضارم الى حضرموت ردا جميلا.