بداية أتقدم بالتهاني و التبريكات لمؤسسي الصحافة الورقية والالكترونية والرقمية ،بعيدهم العالمي الرابع من مايو من كل عام ((يوم الصحافة العالمي )) والذي يمر علينا هذا العام في يمن الإيمان والحكمة ، والبلاد تمر بفترة استثنائية من تاريخها الحديث ،وعلى الجميع التكاثف والتلاحم لإخراج البلاد والعباد من هذا المأزق التاريخي ، وعلى منسوبي الصحافة دورُ رئيس وفعّال في عدم شحن النفوس والتخندق خلف أسوار الآراء المتشددة والدفاع عن الوطن بالكلمة الصادقة ، والفكرة الهادفة ،ولا يكونوا مطيّة لأصحاب الأهواء والأمزجة المريضة واللهث وراء الزعامات الكرتونية الهالكة والتي لا ترى إلا نفسها المريضة المعجونة بماء العظمة الزائفة ، كفانا جمل وأحرف سطّرت ، وأقلام سالت وجالت ،وأوراق بيضاء دنست بمداد النفعية والحظوظ الآنية وخيانة الضمائر المستترة ، وتضليل قطاع واسع من الناس خلال ثلاثة وثلاثون عاماً قبل انطلاق ثورات الربيع العربي المزهر علينا اليوم قبل الغد أن نحرر عقولاً ضللناها عقود مديدة من الزمن بكتابات مدفوعة الأجر مقدماً ،ومقالات تُملئ من وراء الكواليس عبر رفع سماعات الهواتف الخلوية والثابتة ، للصحفيين وهيئات وإدارات التحرير للصحف والمجلات والمواقع الالكترونية ، هذا هو حال كثير من كتاباتنا وصحفيينا – للأسف الشديد -وظهرت لذلك كتابات ومقالات يندى لها جبين الحق والعدل والإنصاف كلها تمجد الزعيم وتصوره بأنه الفاتح والمخلص والملهم والمسدد وو...وو.. إلى آخر قواميس المدح والتطبيل ، كلها جاءت عندما كانت الصحافة والكتابة مهنة يقتات منها هذا الصحفي أو الكاتب لقمة العيش ، وإحسانا للظن دعونا نقول أنها كتابة بالإكراه مع أن الإكراه برئ من كثير من هذه التفاهات الورقية ، أما المهنية نفسها بأنها مجموعة من القيم والأخلاق الفاضلة والمثل العليا والمبادئ السامية تحجب صاحبها عن الخوض في مثل هذه الترّهات ودليل خلق وإيمان قوله صلى الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )) علينا جميعا أن نحول المهنة الصحفية من ممارسة عملية يومية إلي ثقافة ((المهنية)) وان ننتصر للمهنية بهذا المفهوم تنفيذ لأدبيات ثورة التغيير ...