قال خطيب جامع عمر بالمكلا فضيلة الشيخ ناظم عبدالله باحباره إن الأمة اليوم تشهد انزلاقاً خطيراً وسقوطا كبيراً في معاني الأخلاق ، وفوضى جارفة في السجايا والصفات والخصال الحميدة التي دعا لها ديننا الحنيف ، مضيفاً أن الأمة أصبحت اليوم بحاجة ملحة لعودة وتصحيح وإصلاح واستعادة لمنابع الأخلاق الأصيلة التي تبنى بها الأمم وتسود بها المجتمعات ، مستشهدا بالآيات والأحاديث الدالة على فضل الأخلاق في رفع الدرجات وكسب الحسنات ، كما قال في قوله عليه الصلاة والسلام " إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" ، وكذا قوله عليه الصلاة والسلام " أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" ، وكذا قول سيد الخلق "أثقل عمل يوضع في الميزان حسن الخلق". وحذر الخطيب من سوء الخلق مذكراً بالدلائل في القرآن والسنة على جرمه وأنه يؤدي إلى البعد عن الله ، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين ، مشيراً إلى أن حضرموت نالها نصيب من سقوط الأخلاق ، وانتكاسة في المبادئ الفاضلة ، فانتشرت خصال النفاق وضاعت الإمانات ، وتغيرت الأحوال ، ولم يعد الناس يعيرون اهتماماً لخورام المروءة ، وأصبحوا يتفاخرون بسوء الأخلاق وتجاذبات الأهواء ، وتغيرت سيرة الحضارم بعد أن كانوا رسل الأمانة والصدق والنزاهة والوفاء بالعهد باتوا في أحوال لاتسر ولاتعجب بعد أن تركوا كل ذلك المجد الذي رسخه أجدادهم الذين نشروا الإسلام بالخلق والكلمة الطيبة في أصقاع العالم . وذكّر بأهمية الأخلاق في بناء الأمم ومن ذلك قول الشاعر : وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ** فأقم عليهم مأتماً وعويلاً وكما قال آخر : وإنما الأمم الأخلاق مابقيت ** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا وحث خطيب الجمعة على ضرورة العودة إلى أخلاقنا التي انتكست وبثها بين أبناء الجيل الحالي الذي يعيش أسوأ مرحلة في أخلاق حضرموت ونحن نرى أحوال شبابنا وفتياتنا الذي نعول عليهم في بناء البلاد وهم يتسكعون بين الطرقات والمتنفسات ، ويتشبهون بأهل الكفر والضلال إلا من رحم الله منهم ، مشدداً على أهمية دور أولياء الأمور من الآباء والأمهات لتوجيه أبنائهم وعدم تركهم تتلقفهم الأخلاق السيئة والسلوكيات الخطيرة التي ابتلي بها المسلمون في السنوات الأخيرة.