استشاط بحر المشراف بالمكلا غضباً حينما وقفت على أطلاله فجر اليوم لأخبره بتصريحات مالك الناقلة شامبيون1 المدعو أحمد العيسي الذي أكد أن مايجري في بحر المكلا لايعدو أن يكون أمراً عادياً ، وأن كمية المازوت المتسرب لايتجاوز طن ونصف فقط ، حينها رجفت الأرض وتعالت أمواج بحر المشراف غاضبةً من هذه الأكاذيب التي لم يتوقع أن تقال بعد كل أطنان الموت الأسود التي كتمت على أنفاسه منذ أول أيام شهر رمضان .. ونادى بأعلى صوته يخاطب العيسي : لم تر كيف جثمت هذه العجوز الشمطاء (شامبيون) على صدري لأكثر من عشرة أيام ، ولم تر حجم التلوث الذي خلفته على منطقتي التي تمتلئ بأمواج البحر النقية الصافية البيضاء التي أحالتها عجوزك اللعينة إلى أمواج سوداء مظلمة ، ألم تر ياعيسي كيف أتألم وأنت من حرمني البراعم والزهرات الذين يزوروني كل عام في هذا الشهر الفضيل عصر كل يوم للعب برمالي الصفراء وأطراف أمواجي التي أرسلها لهم مداعبة لأستمع لضحكاتهم البريئة ، ألم تر كم الأحياء البحرية الصغيرة قتلت من هذه الكارثة التي أهديتنا إياها في هذه الأيام الفاضلة .. ووجه بحر المشراف رسالته بضرورة محاسبة المتسببين في هذه الكارثة التي ستخنقه لسنوات متتالية في ظل قصور واضح في التعامل مع هذا التلوث ، وستهدد ثروته من الأحياء البحرية والبشر الذين يعشقون لوحاته التي يرسمها بين مشرق ومغيب الشمس في المكلا كل يوم . وتابع بحر المشراف يقول : أبعد كل هذا تأتي ياعيسي وتقول أن ليس ثمة تلوث في المكلا ، تعال إلى ساحل المكلا (بحر المشراف) وشاهد بعينيك حتى تتحقق من قول الشاعر ألا تدنو فتبصر ما … قد حدّثوك فما راءٍ كمن سمعا .. هدأت أمواج بحر المشراف بعد أن أخرج مابجوفه من ألم وحزن على نقاء استحال سواداً ، وتاريخ مهدد ، فلم أستطع أن أخبره بأن ناقلة متهالكة أخرى قادمة لحضرموت تحمل الموت الأسود اسمها (الضياء1) تابعة للعيسي !! لأنه قد ينفجر ويغضب من كارثة أخرى قد تنهي تاريخه الجميل في الوقت الذي لايزال تحت وطأة سيئة الذكر (شامبيون1) .. فجر يوم الثلاثاء (خواطر كتبها مجدي بازياد ) في حوار مع بحر المشراف صورة لبحر المشراف قبل أن يتلوث بمازوت شامبيون1