يأبى نجم البلدة الذي يزور سواحل مدينة المكلا هذه الأيام إلا أن يفرض سيطرته في بعض الأوقات خاصة مع ساعات الصباح الأولى ، حيث تهب نسماته العليلة بقوة رغم أطنان المازوت التي تسربت في سواحل المدينة وأحالت نسمات ذلك النجم البارد إلى سموم ينفثها بحر المكلا صباح مساء. وحال وصولي على مشارف بحر المشراف فجر اليوم استمعت لنجم البلدة يقول مخاطباً سموم المازوت : لن أسمح لك بعد أن قطعت آلاف الكيلومترات للوصول إلى مدينة المكلا بأن تسرق فرحة أبناء هذه المدينة التي أعشقها كل عام وأحرص على الوصول إليها منتصف شهر يوليو لألطف أجواءها الحارة ، لم أتوقع أن أصل لأجد هذا السم الأسود يعبث ببياض أمواج بحر المكلا الذي يهيج شوقاً لمداعبتي ويدعو كل أبناء حضرموت للتمتع بي بالاغتسال في بحر المشراف وشارع الستين وكورنيش المحضار وسيف حميد ، وسواحل خلف وروكب الممتدة لمئات الكيلومترات ، لم أتوقع أن اجد بحر المكلا يختنق مما وصل إلى رئتيه من سم المازوت القاتل فوجدته شاحب الوجه مكفهر الأوداج مغاير للوجه الذي ودعته فيه في العام الماضي ، لم اتوقع أن لاأجد شيخاً عجوزاً ولاطفلاً بريئاً يهرع ناحية البحر لطلب برودتي المعهودة التي تداعب أقدامهم ، لم أتوقع ولم أتوقع ولم أتوقع الكثير لكني لن أسمح لك أيها المازوت بسلب وسرقة فرحة المكلا بقدومي وسأشعل معك صراعاً يومياً حتى يوم مغادرتي لأنظف رئات أبناء هذه المدينة الجميلة مماعلق بها من سمومك ، وستكون سواحل مدينة المكلا شرقاً وغرباً مسرحاً لصراع بين نسماتي البادرة وسمومك اللعينة حتى يأذن الله برحيلك وعجوزك الشمطاء شامبيون1 عن شواطئ الخيصة التي عشقتني على مر السنين ..