تعتبر صناعة الفضة من الصناعات القديمة في حضرموت وهي مرتبطة بحياة الإنسان وتستخدم حلي للمرأة إلى يومنا هذا في المناطق البدوية بكل أنواعها من حزمة وحروز وأساور واقتصر استخدامها في المدن على البعض منها مثل القلادات والحزمة ذات الطابع الحديث وحديثنا هنا يتركز على الأنواع القديمة تتركز النقوش على القطع مثلا سعف النخيل والأشكال من رسومات التراث الإسلامي المعاصر طبعا تختلف القطع من منطقة إلى أخرى مثلا تتميز منطقة ساه وغبل عمر بحزام يسمى ( حنيشة ) ومنطقة قصيعر والشحر بنوع من القلايد أو بالمسمى العامي المرية ( المعيشوقة ) والمناطق الوادي أنواع كثيرة ومتنوعة منها الحزمة المخرزة والحروز التي توضع فيها آيات من القران وأما مدينة سيؤن تشتهر بالخزمة الصغيرة وكذا الحروز مثلا (حرز رقاد بن يحيى ) المناطق التي تشتهر بصناعة الفضة وأهمها الشحر ويوجد سوق خاص وسيؤن وتريم والقطن ووادي عمد والهجرين وقصيعر والمكلا وأما أشهر الابر التي تعمل في الصياغة أل باحشوان وال باداوؤد وال باقطيان وال العماري وال حسان هذه الأسر امتهنت صناعة الفضة منذ القدم وتوارثها من الأجداد ولا تزال إلى يومنا هذا يتم تزاول هذه الحرفة ويتم تصنيع القطع حسب طلب كل منقطة وتواكب الزمن الحالي. الأستاذ/ حسن عمر باحشوان الخبير والمهتم بهذه الحرفة وهو من أسرة لها باع طويل في صناعة هذه الحرفة وله الفضل أن أوصل الفضة الحضرمية إلى أصقاع العالم من خلال مشاركاته في العديد من المهرجات والمعارض التي أقيمت في عدد من بلدان العالم تحدث وهو يتألم بالقول : لا يوجد اهتمام بهذه الصناعة القديمة من قبل الجهات الرسمية في البلاد عامة وحضرموت خاصة ولا هناك الترويج لهذه الحرفة سوى كان على المستوى المحلي أو الخارجي بالرغم من اهتمام الباحثين الأجانب الذين تطرقوا في مؤلفاتهم عن تاريخ صناعة الفضة الحضرمية . مؤكدا بان دور مكتب السياحة على صعيد وادي حضرموت في هذا الجانب ضعيف جدا والدليل على ذلك اهتمامهم بحرفة نقش الاخشاب واقتصار المشاركات في هذا الجانب فقط , لماذا القائمين على السياحة لم يعطوا صناعة الفضة مشاركة كغيرها من المجالات المشاركة في مهرجان صيف صنعاء التي تحتضنه العاصمة صنعاء لهذا العام 2013م . لافتا أن محافظة حضرموت توجد بها حرف قديمة أخرى وكثيرة منها حرفة صناعة الخوص وحرفة صناعة الخزف والملابس الحضرمية القديمة وبجهود شخصية تم الاشتراك في مسابقة دولية في الولاياتالمتحدةالأمريكية في واشنطن للملابس القديمة وحاز الثوب الحضرمي على الجائزة الأولى والثوب هو من منطقة الهجرين مرابع امرؤ القيس ويظهر في الصورة هذا الثوب وهو مطرز بخيوط من الفضة الصافية . وأشار باحشوان في سياق حديثه إلى أن الكثير من الباحثين اهتم بصناعة الفضة من أمريكا وروسيا وألمانيا وقدمت لهم المساعدة وتوضيح الكامل عن تاريخ صناعة الفضة الحضرمية وزيارة المناطق التي توجد وتنتشر هذه الحرفة حيث تتميز بعض قطع الفضية القديمة بنماذج وأشكال أخرى والاستفادة من الطبيعة مثلا هذه القلادة التي تظهر في الصورة على شكل خفاش. منوها بأنه شارك في شهر مايو من عام 2011م في معرض في واشنطن بنماذج مختلفة من المصنوعات الفضية الحضرمية وكانت مشاركته في المعرض بجهود شخصية , موضحا بان جميع زوار المعرض الذين حضروا وشاهدوا مصنوعات الفضية الحضرمية اندهشوا كثيرا ونالت إعجابهم تلك المصنوعات . وطالب باحشوان المهتم بهذه الحرفة في ختام حديثة وزارة السياحة في بلادنا بالاهتمام بهذه الحرفة واعطاء المهتمين بهذه الصناعة القديمة اهتمام ورعاية خاصة وذلك من خلال المشاركات في المهرجات الدولية والمحلية التي تقام هنا وهناك حتى يشاهد الجميع تلك الصناعات القديمة التي تشتهر بها اليمن عامة و حضرموت خاصة ولا تقتصر المشاركات على أشخاص بعينهم .