أيُّها المَوت انتظرْ فإني في انتظاركَ كنت. انتظرْ حَتى ألمْلِمَ بعْض أغراضِي و أقَبّل رأس أمِّي و أودِّعَ بعض أصحَابي انتظرْ حتى أكتبَ رسَالة وداعٍ من أربعَة أحرفٍ لحبيب غُيِّبَ عنّي أمهلني بُرهة -يا صاحبَ الفضْل- حتى أخُطَّ وصيتي على هذا الجَسد المُعَنَّى وأعَطر كفَني بعطر الرَّحيلْ انتظرْ حتى... حتى أنفُض عن قلبي غبَار الخوفْ و أصَلّي ركعة أو رَكعتين للإله -فأنا عبدٌ مؤمن كما تعلم- انتظر فقد نسيت كتابي المقدَّسْ على مكتبي المدنسْ -عياذا بالله- بزور الأقاويل دَعني فقط أغْسِلُ صَوتي منه بآية او آيتين وأغَسِّلَ ما بقي مِني بدَمعتين - "و هل تكفيان ؟" )تهْمِس( أجل! أظن ذلك أيها المبجَّل فلم يبق مِني إلا قليل القليلْ أمهِلني هُنيهة أمْلأ دَواتي من حبْر أحزان الأيامْ لأضَع عَلامة استفهام في آخر سَطر من القصيدة و من عمري يا أيهَا المبجَّل.