يظن البعض من الناس أن هناك تقارباً كبيراً بين الزيدية (أتباع الإمام زيد بن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب, رضي الله عنهم جميعا)والشيعة الاثنى عشرية (الروافض) الذين ذهبوا يستغلون هذه النظرة الناجمة عن جهل بالمعتقدات في أوساط المسلمين عموماً, مستغلين موالات الزيدية لآل البيت, رضي الله عنهم, بهدف جذبهم إلى عقيدتهم الفاسدة وهذا التقارب المزعوم غير صحيح البتة وأورد هنا بعض هذه الفروق الجلية التي يظهر من خلالها أن نسبة الفروق بينهما كنسبة التوافق بين الزيدية ومذاهب السنة, فالشيعة ينادون يا حسين والزيدية لا يؤمنون بهذا التقديس, فهم ينادون يا الله, والشيعة يكفرون الصحابة وخاصة أبا بكر وعمر والزيدية يقبلون بالشيخين أبي بكر وعمر ولا يتبرأون منهما, وهم ما بين فريقين, فمنهم من يترضى عنهما, ومنهم من يسكت.. قال الإمام يحيى بن حمزة رحمه الله: (روي أن الإمام زيد بن علي كان كثير الثناء على الشيخين أبي بكر وعمر والترحم عليهما, وينهى عن سبهما, ويعاقب على ذلك). وأضاف(: والمشهور أن بعض الناس قالوا لا نبايعك حتى تبرأ من الشيخين, فقال: كيف أتبرأ منهما وهما صهرا جدي وصاحباه ووزيراه؟ وجعل يثني عليهما، فرفضوه). والشيعة يؤمنون بزواج المتعة والتي تعد زنا واضحاً لمن له دين وعقل, والزيدية يحرمون هذا الزواج, فالطهر لنسائهم عنوان, والشيعة يعتقدون بعصمة أئمتهم ولديهم اثنى عشر إماماً وهم أعلى مرتبة من الأنبياء والملائكة وهذا مالا تعتقده الزيدية, والشيعة ليس لديهم مساجد ولا يصلون الجمعة (منتظرين خروج إمامهم الغائب منذ أكثر من 1200سنة حتى يصلي بهم) وهذا ما شاهدته أنا في طهران عاصمة جمهورية إيران عندما زرتها مع وفد رسمي لم نسمع أذاناً طيلة أسبوع وما وجدنا مسجداً نصلي فيه جمعة, أما الزيدية فهم بناة ورواد المساجد, والشيعة يؤمنون بمبدأ التقية (الكذب والخداع) مع المسلمين, أما الزيدية لا يميلون إلى التقية, ولا يجيزونها إلا بشرط الإكراه, فيجوز للمؤمن أن ينطق بكلمة الكفر إذا أكره كما قال الله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾, ومع خوف الضرر كما قال الله تعالى: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾, والشيعة عكس الزيدية لا يعتبرون الإمام زيدا إماماً. وأخيراً أورد هنا أقوال الشيعة في الزيدية عموماً ولهم أقوال كثيرة نذكر بعضاً منها نقلاً من مصادرهم الأصلية بدون واسطة: جاء في التنقيح في شرح العروة الوثقى- كتاب الطهارة- تقريراً لبحث آيتهم العظمى زعيم الحوزة العلمية السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي تأليف الحجة الميرزا علي الغروي التبريزي مانصه(ومنه يظهر الحال في سائر الفرق المخالفين للشيعة الاثنى عشرية من الزيدية، والكيسانية، والاسماعيلية، وغيرهم.. إلى أن قال: جميعهم في الحقيقة كافرين وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة).