الحوار نال أتفاق جميع الفرقاء السياسيين على الحوار فقال البعض اننا ندعو الى الحوار، وقال الآخر : اننا نرحب بالدعوة الى الحوار . فما أكثر الجمل التي فيها ان واسمها ولا تجد خبرها ..! او تجد كان الملفوظة او المقدورة بلا اسم او خبر او تجد الشروط بلا جواب او تجد المبتدأ بلا خبر . فهذا سقم ثقافي وسياسي يرجع الى قصور بلغة البيان ومجازاته ومتطابقاته. وإن التركيب الفصيح يعرف وصف المفردات ويبين المسند والمسند إليه والفصل والوصل ، والضمير المستتر والبارز وطريقة اتصاله وقطعه.عزيزي القارىء لا أريد ان اطيل المقدمة ليذهب بنا التعبير الى موضوع آخر ولكن لنا على سبيل الحديث مجازاً هو الحوار فالحوار وما أدراك ما الحوار!! كلمة يجب الوقوف عندها والنظر اليها نظرة مسئولة وسليمة لواقعها وموقعها كما قال افلاطون : ( السالم العاقل ينظر الى الأمور بحقائقها وليس بطبعها ) . فهل يمكن إغلاق الشعار ببدء الحوار ام ان طريق الحوار طويلة، على اية حال ولا ندري ماذا تخبئ لنا الأقدار من هواجس السياسة وصناع القرار ولا يعرف شعب ما يحقق له من توازن بالحياة من رغد عيش وامن واستقرار ،وسؤالي هنا :ما هو المقدار المضمون للحوار من إصلاح المسار والعمل بأجمل الرؤى والأفكار التي تجنبنا الجدل وخطاب التأزم والاحتضار . فهكذا يكون الحوار وبنا عند محطة لم نبارحها ، فليستجد الحوار . فهناك أسئلة مشمولة تبحث عن جواب ما مضمون الحوار؟ ما هي أهداف الحوار ؟، وما مدى العمل بالحوار ؟ والجواب كافٍ ممن يسيروا عربة القطار بشكل تصادمي يمشي على سكة حديدية دون وجود مكابح توقفه وتكون النتيجة حتمية تفتت عربات القطار وسقوط ركابه على طول طريق الهلاك الذي يسلكه ، وأعتقد ان على جميع المهددين بمثل هذا المصير ان ينتبهوا ويحزموا امرهم قبل ان تبلغ القصة نهايتها الدامية والى ذلك الحين ( الحوار ) سيظل الشعب مرتاباً ومأزوماً ومحشوراً بحاله وفي من حوله ، ومأزوماً مع اختلافات ساسته وغياب حريته وحقوقه ومحشوراً بزاوية ان حاول النهوض أثقله الحلم وأعيته الحيلة ومن لا يشخص داءه أعياه دواؤه . وحياته الطويلة مليئة بالكوابيس ومرتهن لمستقبل أفضل لن يأتي في انتظار المخلص بطول الانتظار وفي صالة الوقت وعلى الجدران المطلية بطين الأرض لوحات دامية بالأحمر والأسود ومجموعة من التماثيل نحتها اشخاص كثر لأنفسهم وظلت التماثيل منتصبة لا تزحزح من على منصات عرضها ، وكلما مر الوقت صارت اكثر رسوخاً وثباتاً ، فلا يزيدها مر الأيام إلا ثباتاً وقوة . فجوهر الحوار يجب ان نفهم أنه تسوية إصلاح المسار ويكون صحيحاً وجدياً عند التحقيق بصورة وافية للحوار والى مدى المعاني التي لا تتغير ان ظلت الالفاظ هي بمضمونها . أم ان الاتفاق بمقدار والاختلاف بمقادير كثر . وجعلوا من ذلك شعاراً .. الوحدة اكبر انتصار ..!