لم يكن حصار صنعاء لعام 67-68 مجرد صدفة أو مجرد قطع طريق .. بل جاء بمخطط مدروس ومرسوم لإسقاط نظام اختاره الشعب, نفذ من جانب الأعداء الذين يشنون حربا على الثورة والجمهورية حيث جاء حصار صنعاء بعد أن سقطت جميع الأوراق وفشلت جميع الرهانات التي وضعت من أجل إسقاط النظام الجمهوري .. المخطط الجديد الذي بقي لأعداء الثورة هو حصار العاصمة ، وسقوط صنعاء والنظام الجمهوري حتى يتمكنوا من تنفيذ مخططهم ومرامهم وبكل الوسائل الممكنة وإعادة الحكم الملكي البائد إلى اليمن حيث ظلت البلاد في قتال مند قيام الثورة من عام 62 وحتى 67 م ضد أعداء الوطن " حيث فتحت القوات المعادية ثغرات لإحباط مسارا لثورة وأهدافها التي أعلنت صباح السادس 26 والعشرون من سبتمبر واستطاع أعداء الثورة أن يغرروا ببعض القبائل في المناطق الشمالية والشرقية مما أحدثت شرخا للثورة الوليدة مما اضطرت قيادة الثورة إلى استدعاء المدد من الشقيقة مصر وبعض الدول الشقيقة والصديقة حيث كنا حديث العهد . وقواتنا غير مؤهلة للدفاع عن مولدوها الجديد ولم تكن قوات تذكر لليمن من قوات . برية . وجوية . وبحرية .. كانت القوات المصرية هي السند الأوحد والوحيد للدفاع عن الثورة والجمهورية بعد الله ولم يكن لدينا قوة تذكر سوى قلة من ما كان يسمى بالجيش النظامي أو الدفاعي الذي لا يملك شيئا من السلاح ألا السلاح الشخصي القديم حيث كان هذا الجيش مواليا للحكم الملكي أما السلاح الثقيل فكان مخبئا في قصر السلاح ( القلعة ) ولايمكن الوصول أليه وإذا وجد السلاح عدمت ذخيرته .. حيث قامت الثورة بإمكانات بسيطة جدا استطاع الثوار أن يوجدوا بعض الذخائر للدبابات والأسلحة الشخصية استعملوها في ليلة قيام الثورة . بعد قيام الثورة بدأت قيادة الثورة بإنشاء قوات مسلحة حيث بدأنا في إنشاء قوات مسلحة واستجابا الاتحاد السوفيتي سابقا بإرسال بعض الأسلحة الثقيلة والخفيفة إلى اليمن بموجب اتفاقية سابقة حيث كانت هناك روابط بين اليمن والاتحاد السوفيتي قديمة . وبدأت قيادة الثورة بفتح المدارس العسكرية .. والمعاهد.. والتحق الشباب بهذه المعاهد والمدارس وفتح باب التجنيد وشكلت الألوية العسكرية بمختلف أنواعها, وتم إيفادها إلى مصر للتدريب على السلاح والقتال . ومن هذه ألألوية لواء الثورة , ولواء العروبة , ولواء الوحدة , وغيرها من ألألوية والوحدات العسكرية كما أوفدت الثورة بعض الضباط للدراسة هناك . حيث بدأت قواتنا تأخذ زمام المبادرة وتتخذ مواقع متقدمة بجانب إخوانهم من القوات المصرية وتخرجت أول دفعة من الكلية الحربية والتحقت بالصفوف الأولى ثم توالت الدفعات العسكرية من الكلية الحربية , وكلية الشرطة , لتكون نواة ورديفا لقواتنا المسلحة والأمن . مرت أعوام عجاف كان الهم الوحيد هو الدفاع عن الثورة والجمهورية . في هذه القترة تم افاد بعض الطلبة للدراسة إلى الاتحاد السوفيتي ( سابقا ) للدراسة الطيران الحربي والمدني . حيث كنا نفتقد إلى هذا الجانب .. واستعنا في أول الثورة بطيارين مصرين وروس وسورين مع طائراتهم للعمل معا حتى تم تخرج الدفعة الأولى من الطيارين اليمنيين واستلموا مهامهم في حماية أجوى اليمن . في بداية العام 67 م ( كنت من ضمن الضباط الدارسين في تعز في معهد القادة ( المركز الحربي ( سابقا ) بعد أن عدت من منطقة رازح محافظة صعده والحصار الذي دام ستة أشهر مع الأخ العميد / عبد الكريم السكري ومجموعة من الإخوة الضباط منهم الأخ العميد / حسين الدفعي . والأخ العميد / عبد الله الراعي وغيرهم من ضباط اللواء في ( قلعة رازح وحرم ) . سقطت خلالها منطقة رازح من محافظة صعده وأجزاء من المناطق الشمالية بعد حملة عسكرية وشعبية أسر خلالها العميد عبد الكريم السكري ومن كان معه من الإفراد والضباط كان هذا في عام 64م علما أن أللواء الذي حوصر معنا هو أول لواء تم تدريبه في مصر ( لواء الثورة ) بعدها عدنا إلى سلاح المشاة وحدتي الأساسية تم من خلاله إعادة تشكيل الكتيبة العسكرية التي كنت فيها لكن أمر طاري حصل في حينه وصلتنا أوامر بالتحرك إلى منطقة المحابشة محافظة حجه ولم تكن الكتيبة مهيأة للقتال حيث أن أكثر الجنود والضباط قد وقعوا في الأسر مع العميد/عبد الكريم السكري أما نحن فقد أدخلونا سجن ( القلعة ) أنا وبعض الضباط والجنود بعد محاكمة عسكرية من قبل القوات المصرية مكافأة لنا حيث اتهمنا بالخيانة من قبل القوات المصرية وذلك بعد عودتنا من منطقة رازح .. مكثنا في السجن حتى نهاية عام 66م خرجنا بعفو عام من المشير السلال .. ومن الإخوة الضباط الذين كانوا معنا الأخ / المقدم علي ألنهمي الأخ عبد الله الحرازي وغيرهم من الجنود كنا خمسة من الضباط وعشر من أفراد . التحقت بعد ذالك بسلاح الدروع أخذت على أثرها فرقة مدرعات قادة كتائب وألويه في المركز الحربي في تعز .. وفي منتصف عام 67م أي في يوليو لنفس العام. . كنت من ضمن العاملين في سلاح الدروع جاءت بعد ذلك نكسة حزيران 67م التي غيرت مجرى الأمور بكل مقاييسها في المنطقة العربية والعالمية أصبحت فردا في سلاح الدروع وخاصة الكتيبة الثانية التي كانت متمركزة أمام الكلية الحربية ( تبة رسلان ) طريق المطار . وفي هذه الفترة كانت المؤامرة على أتمها لإسقاط النظام الجمهوري حيث عقدت ألقمة العربية بالسودان وسمي بمؤتمر الخرطوم الذي كانت اليمن له النصيب الأكبر من هذه القرارات حيث أتى هذا الموتمر بقرارات منها ا إيفاد لجنه ثلاثيه للمصالحة إلى اليمن . 2 انسحاب القوات المصرية. 3 عقد صلح مع القوة الملكية والنظام الجمهوري. تم أفاد لجنة ثلاثية إلى اليمن في أكتوبر 67م مكون من ثلاث دول هي العراق, والسودان, والمغرب.. وجاءت لجنة السلام في 3 أكتوبر 67م إلى صنعاء تحمل معها قرارات موتمر الخرطوم المشئومة حيث كانت الحرب الدائرة في اليمن لازالت مشتعلة . . وبدأ الشعب بالتحرك في صنعاء وفي بعض المحافظات مثل تعز , والحديدة , والبيضاء .. ورفضت اللجنة وعادت مطرودة من حيث أتت بعد أن خرجت الجماهير في الثالث من أكتوبر 67م معلنة إصرارها على الدفاع عن صنعاء وعن النظام الجمهوري ، وعدم المصالحة مع الملكيين . حيث سقط كثيرين من الشهداء في هذه المظاهرة حيث اندس بعض العملا في المظاهرة وكان ماكان . سقط قي حينه بعض الضباط اليمنيين والجنود وأيضا سقط عدد من الجنود من القوات المصرية عادت هذه اللجنة إدراجها من حيث أتت بعد مظاهرة عمت إرجاء اليمن من محافظات الجمهورية , بدأ التفكير بإنشاء المقاومة الشعبية والدفاع على العاصمة حيث بدأت القوات المصرية بالانسحاب من العاصمة والتجمع في م/ الحديدة . في سبتمبر 67 م وبالتحديد العيد الخامس للثورة كانت فلول المرتزقة ، قد بدأت بالتحرك من ناحيتي صعده وحجة .. حيث سقطت صعده وحوصرت حجة البطلة وبدأ الزحف على العاصمة .. لأن مؤتمر القمة الذي عقد في الخرطوم قد حدد المسار للقوات المصرية وانسحابها من اليمن . حسب قرارات قمة الخرطوم كانت القيادة المصرية قد وافقت على سحب قواتها بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر وعلى اثر نكسة حزيران .. بدأ المخطط يكبر حيث عملت القوات الملكية على تجميع قواتها شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً ، وبدأت القوات الرجعية والمرتزقة بالتمركز حول صنعاء لإسقاط النظام الجمهوري بعد أنهت كافة المخططات السابقة والتي فشل في تحقيقها سابقاً . ومع أحداث ذلك العام من مؤتمر القمة العربي إلى نكسة حزيران إلى جلاء القوات البريطانية من جنوب الوطن في30 من نوفمبر 67م إلى أحداث أخرى ، كان المخطط يسير بمنظور عالمي مدروس من أجل إنهاء النظام الجمهوري وعودة النظام الملكي , وبانسحاب القوات المصرية من اليمن وجد الفراغ لبعض المناطق الشمالية التي كانت متمركزة عليها القوات المصرية مما أعطاء فلول المرتزقة دفعة جديدة للقيام بالالتفاف على العاصمة من اجل إسقاطها . غادرت القوات المصرية صنعاء إلي الحديدة وتم التجمع هناك لعودتها إلى مصر وذلك اثر نكسة حزيران 67م . في هذه الفترة وقع انقلاب 5 نوفمبر 67م , ضد حكومة السلال الذي غادر البلاد إلى العراق حيث تولى قيادة البلاد القاضي عبد الرحمن الارياني ، وفي منتصف نوفمبر 67 م بدأت قوات المرتزقة بالتحرك ضمن المنطقة الشمالية والشرقية .. ويأتي هذا التحرك في بداية وضع كماشة على صنعاء من الغرب والجنوب والشمال . أما لشرق فقد كانت أكثر المناطق بيد العميل قاسم منصر من أول وهلة لقيام الثورة . في حيينها كنت أنا ضمن ضباط وأفراد الكتيبة الثانية المرابطين في ( تبة رسلان ) وممن أذكرهم من الإخوة الضباط الأخوة / علي عبد الله صالح .أمين دماج.عبد الكافي محمد عمر , عبد الرحمن حمزة , يحي مشراح , احمد ألعبيدي وآخرون لم أتذكرهم وأما الأخوة / المقدم علي المنصور , ولطف سنيين ، وحسين خيران , وآخرون فقد كانوا قادة للكتيبة التي كنت ضمنها على طريق المطار في ( تبة رسلان ) في منتصف شهر نوفمبر وصلتنا معلومات بأن هناك تجمع في منطقة أرحب والمنطقة الشمالية . قمنا بالتحرك إلى منطقة بني الحارث بدبابتين ومصفحة للتأكد من المعلومات التي وصلتنا بان هناك تحرش قائم من الملكيين شرقا وشمالا، وتم التحرك للتأكد من تلك المعلومات التي وصلتنا .. تأكدنا من هذه المعلومات بأنها صحيحة وان القوات الملكية توزع بعض الأسلحة والنقود على بعض القبائل . عدنا بعدها لتجهيز الكتيبة وإبلاغ القيادة العامة بذلك حيث عملنا على جمع المعلومات من خلال استطلاع قامت به الكتيبة.. يتبع في الحلقة القادمة ..