بقلم/عاصم السادة: ستظل الحقيقة عنوان كبير وبارز ومشع في نواصي المخلصين والصادقين لا يستطيع احد أن يحجب ضوئها مهما أراد الواشين تحريفها وتكتم عنها لأنه في النهاية لا سواها \"الحقيقة\" من تملك الحجج والدلائل والبراهين الدامغة التي تحتم على الآخرين التسليم بقراراتها إذ تفرض ذاتها بقوة على الطبيعة البشرية التي وصفها خالق الكون \"الأمارة بالسوء\" .. فالحقيقة مبدأ كوني سنه الله عز وجل لبني البشر كأسلوب تعاملي فيما بينهم لا تخضع للمزايدة والمحاباة بها مهما بلغ حب الإنسان لأخيه وبالتالي أصبحت مرة لدى الآخرين لكونها تعارض مصالحهم وأهوائهم المزاجية ولا يمكن تقبلها- أي الحقيقة- حتى وان كانت موافقة لشرع والدين الذي فطرنا الله عليها ..!! وبالتالي أن تقول كلمة الحق لا تجامل بها هذا وذاك فأنت تافه تهرف بما لا تعرف بل سفيه وغير منطقي وربما تكفر كونك لم توافق أرائه وافكارة وأيدلوجيته التي أملية عليه من أربابه وإذا ما قلت العكس فأنت إنسان ذو وعي مكتمل لا يضاهيك احد على وجه هذا الكون ..! وهكذا الحال يحدث في الوقت الحالي مع البعض ممن يقولون الحقيقة ولا يخشون لومت لائم إذ تعرضوا لهجمات شرسة ووابل من الشتائم والقدح والطعن في وطنيتهم ومكانتهم العلمية والعملية على مرأى ومسمع من قبل أشخاص يعتقدون أن الوطن أرضاً وإنساناً ملك لهم وان الحقيقة هم الناطقين بها فقط وما دونهم ليس إلا مفترين للحديث ..!! فلا وجود لمنطق العقل واحترام الرأي لدى الآخرين عند هؤلاء طالما تحريت الصدق وأظهرت الخفي المشين لديهم على السطح .. في الوقت الذي يدعي هؤلاء إنهم ملائكة لا يخطئون وان الثورة التي قام بها الشباب هي من اجل الحرية والديمقراطية ..فلا ادري عن أي حرية وديمقراطية يتحدثون عنهما وهم لا يتقبلون حرف \"لا\" لتفنيد ما اخطئوا فيه في أحاديثهم الهزلية ليس إلا..؟! فقد شككوا بشخص كهيكل ذلك الرجل المخضرم والمفكر العربي صاحب الموسوعات السياسية والإعلامية الذي كتبه منتشرة في مكتبات العالم ويتحدث عنها الشرقي والغربي إذ قالوا فيه ما لا يمكن قوله \"وكالوا بمكيالين\" فقد نعتوه ب(....)وبأنه رجل غبي لا يفقه من أمور السياسة شيء لأنه وصف ما يحدث في اليمن ليس بثورة وإنما هي قبيلة تريد التحول إلى الدولة..ولو انه أتى بعكس ذلك وكان مناسب وموائم لما يريدون بالحرف الواحد لكان الأمر مختلف تماماً عن ما هو الحال الآن .. وبالتالي هيكل ليس بحاجة لتقييم احد من مثل أولئك المراهقين ..!! لذا لا تحزن..يا عباس ..فأنت بنظر اليمنيين كبير كبر اليمن ورجل نافح عن الحقيقة ووقف بجانب الوطن والمواطن معاً ولم تدافع عن شخص بعينه بل كنت غيوراً على الوحدة اليمنية بدرجة الأولى في وجه الكائدين والحاقدين على هذا الوطن الذين أرادوا تمزيقه بعلم أو بدون علم.. فكم هم حقيرين أمام اليمن وشعبه ويكفي انك يمني لم تتنصل عن بلدك كما الآخرين . لا تحزن.. لقد كنت تربأ أن تسابب من سبك على قناة الجزيرة حيث كان ردك على هؤلاء \"المفلسين\"الابتسامة العريضة والكلام المنطقي والموضوعي الذي ينم عن الثقافة الواسعة التي اكتسبتها لخدمة نفسك ووطنك لا لغيرهما..! لا تحزن ..كنت ولازلت الكاسب دوماً عندما تواجه بمفردك عدد من المحللين و الاكاديمين على أي منبر إعلامي مناوئين لتحليل الواقع اليمني . لا تحزن..لقد تمنى الكثير أن يقتدوا الثوار بشخصك المتزن فأنت ثائر شريف ونزيه لم تقبل على ذاتك أن تكون ثائراً بالدفع المسبق ..! لا تحزن..ستبقى ناطق حقيقي للحقيقة بين قوم يتجاهلونها ويحاولون إخفاء معالمها بإصرار وترصد ..! كن على ثقة بأن المعجبين بفراستك وبديهيتك كثر حتى وان لم يظهروا لك بذلك ..فقد بلغت مكانة عظيمة لم يبلغه غيرك . والسلام