إلى المناضلة والثائرة اليمنية توكل عبدالسلام كرمان رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود الحاصلة على جائزة نوبل للسلام هاكِ تحية العروبة والإسلام .. تحية ثورية كما كان أن ينبغي عزيزتي الأستاذة توكل إنطلقت الثورة من أجل التغيير .. التغيير بكل معانية وأبعاده الثورية والإخلاقية والسياسية والإجتماعية كمنظومة ثورية متكاملة لا تتجزء ولا تقبل أنصاف الحلول وأخماس التعاطي في المبادئ ثورة كان شعارها الشعب يريد إسقاط النظام ومن هذا المنطلق ومن أجل التغيير وتفاعلاً مع شعار الثورة إلتحقت جماهير الشعب التواقة للتغيير بركب الثورة وسجلت الحضور الحضاري مجسدة الفعل الثوري بسلوك سلمي وثقافة ثورية معاصرة فكانت توكل كرمان حاضرة في مسار الثورة الشبابية ومعها كل الأحرار النشامئ والحرائر الماجدات بل كانت توكل تتصدر الفعل الثوري كيمنية ثائرة رمت خلفها الأنتماء السياسي الحزبي وأنتمت لفترة إلى الوطن .. عزيزتي توكل حين أنبرت القنوات الفضائية والصحف والمواقع الإكترونية بخبر حصولك على جائرة نوبل للسلام أبتهج الجماهير اليمنية في الداخل والخارج وإرتسمت الفرحة على محيى الجميع حتى من كان في صف النظام لم يخفي إرتياحه لسبب واحد وهو أن توكل مواطنة يمنية بالنسبة للمعارض ويمنية ثائرة بالنسبة للثوار الجميع تفاخر وقلنا يومها فخراً لك وطني توكل وبكِ توكل تفاخر أخوات الرجال وسيدات النساء في وطننا العربي الكبير من المحيط المغربي إلى الخليج العربي بإختصار .. وربما للحقيقة سراط مستقيم إن مال عنه الثائر بداً يقع في مطب الإنحدار ويتعثر بين تضاريس الغرور وهنا تكمن الخقيقة في وهن الإنكسار .؟؟ في هذه الأيام وخصوصاً بعد عودتك من رحلتك المكوكية في دول إقليم الجوار وأمريكا والإتحاد الأوربي في مهمة كانت ضمن الأهداف الثورية والتي لم تتحقق مع إلتماس العذر لك وللثوار والوطن الإعتذار منذُ العودة وإنطلاقاً من تلك اللحظة التي ترنحت في السجود على أرضية المطار اعتقد ويعتقد معي الكثيرون إن مسارك الثوري تعرض للترويض وتحولت اهداف الثورة إلى زيارات المسؤلين لك لن أقول في كوخك الرابظ في ساحة الإعتصام بل أقول إلتزماً أدبياً في خيمتك بساحتك التغيير فكان الهدف الأول زيارة باسندوة والثاني إبن عمر وهذان تحققان والحمد لله وبقى حسب تصريح لك هدف ثالث هو زيارة خيمتك من قبل الرئيس المستفتى عليه عبدربه منصور وهذا تحول جدير بالتساؤل هل تحولت أهداف الثورة يا عزيزتي وثائرتنا من التغيير وإسقاط النظام وأدواته السياسية والأمنية كمنظومة إنتجت الفساد إلى زيارات لمسؤلين هم جزء من ثقافة النظام مازال هذا الشعار يرسل ذبدباته الثورية إلى مسامعي من على منصة حفل إستقبالك في مدينة شيفيلد البريطانية حيث تعلمين جيداً بأن الحضور لم حزبي بقدر ما كان ثوري ينتمي للوطن ولن أُذكر القارئ هنا بحماستك الثورية وخطابك الشعاري الخالي من الرقي السياسي ولاداء اللُغوي ..؟ والقدرة الخطابية المجسدة للحس الوطني والبعد الفكري ورصانة الألقاء المعبر عن ثقافة ثورية ناضجة ومؤهلة بإختصار عزيزتي الأستاذة توكل بنت كرمان اقول لك ناصحاً وبلُغة ثائر لا يقدس الأنظمة ولا يعظم الأشخاص بقدر ما يؤمن بقدسية الوطن ويقدر دور العظماء منذُ عودتك قل مناصريك وكثر بحجم النفاق منافقيك وبمساحة الحزبية مقدسيك .. تناقضت أرائك من التغيير وتعثرت خُطاكِ على مسار الثورة وتبدلت مواقفك من المبادرة إلى المراهنة والتعويل على المباردة السياسية التي أنبرتي يوماً للقنوات الفضائية واصفة أياها بالمؤامرة وهى كذلك تسارعت خُطاكِ على أرصفة الساسة وأسرعت خُطى الهرولة وما كنتِ تعتقديه ونؤكد عليه نحن وكل ثائر في الداخل والخارج مهزلة أصبح في مفهومك مصلحة وتغليب رهانات المرحلة .. عجباً ..!! تلازمك الإبتسامة العريضية في إنجاز المهزلة حسب وصفك تشيرين بالسبابة والوسطى وتلبسين الإبهام ثوب اسود يقال له حبر بينما الثوار والثائرات يمزجون الأكف بالثورية وينسجون عليها وعلى الصدور العارية والوجوه النيرة علم الوطن راية التغيير لواء الثورة يستلهمون أرواح الشهداء ويعزفون لحن آنين الجرحى ينشدون بالروح بالدم نفديك يا يمن .. نرخص لأجلك الثمن تجرحين مشاعر الثوار بتصنيف الشهداء كوكبة .. نخبة .. خزبيون .. في المقدمة .. في الذروة .. وأخرون تابعون دعي الحوثيون على شمالك لن نخوض بثقافة .. عج .. وسياسة .. قم .. أما الحراك فهنا يكمن التوصيف ركاكةً وتتجزء أحرفه ..!! الحراك السلمي في المحافاظات الجنوبية هو الطليعة الثورية وهو ملهم الثقافة الثورية بسلمية مساره النضالي وثقافته المدنية المتحضرة منهم سقط أول شهيد في ثورة التغيير سبقونا إلى الثورة هم من أول من جسد على الواقع وصرخ صادعاً بكلمة لا ..؟ بينما نحن كنا نراواح بين الممكن ونعم ..؟ الحراك السلمي الوحدوي هم أول من ضحى وأخر من لم يستفيد من سياسية المراوحة والرهانات وثقافة التجزئة السياسية ومازلت دمائهم تسفك حتى اللحظة حتى بعد تلك المهزلة التي أطربتي بها مسامعنا .. فلماذا الجحود في حق الصمود الحراكي ؟ بإختصار أستاذة توكل كوني كما كنتِ في الثورة .. في ساحة واشنطن .. في قاعة أكتاجون سنتر بمدينة شيفيلد في كل محطات النضال .. ثقي بأننا نقدر دورك وليعلم المعاقون ممن يحاولون الدفاع عنك من النقد الإيجابي أنهم إنما يخدعونك بل يوهمونك بالتقديس أثق تماماً بأنك في قرارة نفسك اللومة تدركين سر الحقيقة وتتجرعين الأملاءات الحزبية مكرهة أخية لا مستسلمة ..!! فليكن إنتماؤك للوطن كثائرة لايرقى مسارها الثوري عن مسار الثائرة بشرى المقطرى .. ونادية مرعي .. وسحر غانم .. ومنال الأديمي وكل رموز الثائرة بل لا يرقي حتى على بائعة الخبر في ساحات وميادين التغيير .. هاكذا يجب أن تكون الثائرة الحرة .. لا ترضى الإنكسار تحقر الإنهيار تقزم المساومات فكوني كأنت لا تثقي بمن يمجدك لتصلي إلى كوخ الراهبات فلن يكون بديل لخيمة الثائرات ..؟ لسنا جاحدون بحق الثوار والثائرات أيها القادمون من فوهة الحزبية المنبطحون في زرائب التبعية الشخصية .. نحن مع الحلول الواقعية التي تخرج الوطن من بين سندان الصراع ومطرقة الوصاية الأقليمية وتوجييهات السفارة الأمريكية نحن مع التوافق من أجل التغيير لا من أجل التبرير والتنظير ..!! نحن مع الوطن لنبلسم حراحاته ونرقى بطموحاته بإختصار الشهداء أكرم منا جميعاً فهم شهداء الثورة وكفر بحقهم التصنيف المناطقي والحزبي فهم من بذلوا الأرواحوارخصوا اغلى وأزكى الدماء الطاهرة في سبيل الحرية والتغيير وكل منجز تحقق أو يتحقق محسوباً لهم .. هم ذاتهمقُدسة أرواحهم فقد كان التغيير هدفهم والسلمية سلاحهم والوطن ميدانهم .. والدولة المدنية حلمهم والمواطنة المتساوية وسيادة القانون أحد أسمى أهدافهم بإختصار : أستاذة توكل التناقض في المبادئ مهلكة وإن شرعنه لك ساسة المرحلة وأجازه الجهلة وأفتى به الراسخون بالحزب واستغله الضد ولانني لستُ من المثلت الأول وضد ثقافة الضد أرجو أن لا تبدل الجلود حين تنضج المصالح فحن نقدرك كثائرة بلا حدود فأنتصري لطفاً على الجمود وخصصي جزء لا بأس به من وقتك للإطلاع على كتب السياسة بمفهومها القيمي والإخلاقي لا بتعريفها الساداتي ومصطلها الغربي كلُعبة قذرة وفن الممكن .. أثق ومعي الكثيرون بأن المقياس الحقيقي لتكريم الثائر والمناضل هو الشعب وجماهيره وليس نوبل ومنظمات خقوق الطغيان العالمي ولا شك تدركين ذلك .. جرح قدسية الشهداء يوافقك عليه البُلداء لقد كُنت هنا وبرز كوكبك لا نجمك في غفلة من قادة الفكر وعناوين النضال .. فلا ضير في ذلك ولما لا ..؟ ولكنني أتوسم فيك ومن منافقيك أي المدافعين عنك من النقد الإيجابي المفلسون من ارصدة الحجة والمصابون بمرض الإسهال الفكري في الحوار أن تحترموا عقولنا ..! ويتسع صدرك أنت للنقد والعمل بما هو إيجابي منه ولتشيري بالسبابة لتك الشلة من الرهط أن يرحموكِ من دفاعهم عنك لانهم إنما يسيئو إليك كما فعل مقدسي النظام بصاحبهم .. أزجريهم وتقبلي النقد فمن ينقد يدافع عنك بوعي ورصانة بأختصار فلتكوني حصيفة في الطرح وكفى .... ولنا في كوكب السمو وطن إسمه اليمن. شيفيلد المملكة المتحدة - بريطانيا