منذ أن أنشأت أمريكا ما يسمى بتنظيم القاعدة إبان الحرب السوفيتية على أفغانستان عندما تحرك رموز هذا التنظيم في الدعوة للجهاد في أفغانستان .. والذي كان فعلا جهادا مع أمريكا وبعد أن خرج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان تحولت قواعد اللعبة وتغير السيناريو .. فاختاروا بعد ذلك ممثلين كوميديين لتمثيل هذه المسرحية الهزيلة والذريعة القذرة التي اتخذتها أمريكا ودول الاستكبار العالمي ذريعة لاحتلال البلدان العربية والإسلامية .. ومن ثم روجت له إعلاميا بشكل غير عادي وهي بذلك تريد أن تصور للعالم بأن هذا التنظيم يهدد امن واستقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية وهذا فعلا ما حصل .. حيث عبدت لهذا التنظيم الطريق ومهدت له بأن يتنقل من والى أي بلد عربي وإسلامي فأينما تقتضي المصلحة نرى أمريكا تدق على وتر هذا التنظيم المؤدلج أمريكيا .. نتابع بين الفينة والأخرى التوجه ألاستخباري والعسكري والاستحواذ على المشهد السياسي من قبل أمريكا وبالأخص خلال الثورة الشعبية والتحرك النشط لطائرات بلا طيار وهي تجوب سماء المدن اليمنية .. وكذلك الزيارات المكثفة للمسئولين الأمريكيين إلى اليمن .. حيث أصبحت الزيارات الأمريكية إلى اليمن أكثر من زياراتهم إلى العراق وأفغانستان وهذا يدلل على أن أمريكا تريد أن تفرض الهيمنة على اليمن .. حيث سيطروا على البحر الأحمر البحر العربي والشواطئ والجزر اليمنية بذريعة القرصنة فحشدوا مئات الفرقاطات والسفن الحربية المليئة بالأسلحة التقنية وحاملات الطائرات ومئات الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح وهم بذلك سيطروا على الملاحة الدولية وعلى باب المندب .. ومن ثم سيطروا على المطارات العسكرية والمدنية بذريعة الطرود المفخخة وقصة النيجيري وبهذه الذريعة زرعوا كآمرات التجسس في المطارات وانتشار الاستخبارات الأمريكية بشكل ملفت للنظر في المطارات ومراقبة المسافرين والوافدين إلى اليمن وتفتيش الطرود .. فهذا دأب اليهود في نسج المؤامرات والمكائد ضد المسلمين حيث يصورون للناس وللعالم أن هناك خطر محدق ولا بد أن تتحرك أمريكا للقضاء على هذا الخطر الذي هو في الحقيقة من صنعوه ومن أرادوا في تحريك صوب الهدف الذي قد رسموه .. الجدير بالذكر أن أمريكا تخوض حربا وهمية في اليمن بذريعة ملاحقة تنظيمها ما يسمى بالقاعدة .. حيث تتصدر الصحف الأمريكية والبريطانية الحديث عن هذه الحرب والنتائج التي تحققها أمريكا ودول الاستكبار العالمي في الحرب على هذه التنظيم ويصورون للعالم أن اليمن باتت مأوى وملاذا امن لهذه الألعوبة القذرة التي تشغلها أمريكا أينما تريد .. وتخفيها في الوقت الذي يكون مناسب للسياسية الأمريكية فيعتبر ما يسمى بالقاعدة ألعوبة استخباراتية أمريكية .. لما من شأنه ضرب الإسلام وتقديمه مهزوم أمام اليهود وانه لا يستطيع احد أن يقف أمامهم وهم بذلك يحتلون البلدان العربية والإسلامية فينهبون الثروات وينشرون الفساد ويضرمون الفتن بين أوساط المجتمعات المسلمة .. فالتحرك الحثيث للأمريكيين خلال هذه الفترة وبالأخص مع الثورة الشعبية التي خرج الشعب اليمني إلى ساحات الحرية للمطالبة برحيل الطغاة والعملاء .. حيث سارع الأمريكيون في المحافظة على النظام والإيحاء إلى بعض رموزه العسكريين والقبليين والسياسيين إلى تأييد الثورة .. ومن ثم تحويل مسار الثورة إلى صراع مسلح بين شقي النظام لكي يستطيعوا أن يرسموا كيفية نهاية الثورة فأعلنوا عن مبادرة بين شقي النظام وقعت في الرياض وتقاسموا الحقب الوزارية وتحدثوا عن نهاية الثورة .. واشتغلت المكينة الإعلامية للترويج للمبادرة وأنها الحل لإخراج اليمن من مستنقع الحرب الأهلية التي يهددون الشعب بها لأنهم لا يريدون أن يسقط عملاءهم فهم لازالوا بحاجتهم .. وبالأخص في هذه الظروف التي تريد أمريكا أن تحتل اليمن وتعلن عن حرب وهمية في المحافظات الجنوبية بذريعة مطاردة ما يسمى بتنظيم القاعدة وتكون بعد ذلك مسرحا لتنفيذ هذه اللعبة الاستخباراتية القذرة ومن خلالها يحتلون تلك المحافظات الغنية بالمعادن والنفط .. في المقابل يشعلون حروبا غير رسمية تحت عناوين طائفية ومذهبية على الشمال بعد سيطرتهم على الجنوب ويضرمون الفتن ويشعلون الحرائق في هذه المناطق بالتعاون مع النظام السعودي لتغذية هذه الصراعات .. وكذلك بالتنسيق مع اللواء علي محسن الأحمر وبعض قيادات حزب الإصلاح ، فما يجري في منطقة عاهم محافظة حجة ومنطقة كتاف محافظة صعدة لهو خير دليل على هذه المؤامرات .. فأمريكا تتكفل بالجنوب وتشن حرب وهمية للسيطرة عليه والنظام السعودي يشن حربا غير رسمية في شمال اليمن عبر مليشيات الإصلاح والجيش الشعبي الذي بنته المملكة بعد الحرب السادسة على الشريط الحدودي والمرتزقة والمحششين .. فهي تتكفل بالدعم المالي الكبير وكذلك تزويد هذه المليشيات بالسلاح والعتاد الحربي والمؤن والتغذية وكذلك فتح منفذي البقع حرض لدخول الجرحى إلى المملكة لتلقي العلاج .. وفي نفس الوقت تجهيز قنوات سعودية للنفخ في كير الفتنة الطائفية وتسخير الخطاب الإعلامي في تلك القنوات لمثل هذه الورقة الأمريكية التي هي معروفة الاتجاه والأهداف .. ندرك جميعا أن التدخلات الأمريكية في اليمن أصبحت واضحة ولا تحتاج إلى دليل فإذا لم نتحرك في مجابهة المحتل ونعود إلى القرآن الكريم عودة صادقة ونجعله منهاجا نستنير منه فأننا سنصبح مستعمرين وستنهب ثرواتنا وسيغيرون ثقافتنا ويهتكون أعراضنا فأين الحكمة يا أهل الحكمة أين اليمنيون الذين لا يقبلون الظلم ولا الضيم ولا عيش المهانة والاستذلال وسيكون واقعنا أسوء من كل من احتلتهم أمريكا في المنطقة .. هنا علينا جميعا كمسلمين أن نتحد ونكون يدا واحدة وننطلق تحت مظلة القرآن وننخرط فيما أراده الله لهذه الأمة من عزة وقوة تقوم بمسؤولياتها الملقاة على عاتقها وبأذن الله سننتصر على اليهود كما انتصر عليهم رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم .. وأن نكون بمستوى المسؤولية أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتصدع بالحق وما النصر إلا من عند الله .. فأن لم نسارع في أن نتدارك الخطر المحدق بنا كشعب يمني قبل أن يداهمنا إلى بيوتنا وعقر ديارنا فالشعب اليمني من سيذوق الم الاستعمار لان الحكومة أصبحت أمريكية بامتياز وهذا واقع لا يستطيع احد نكرانه وتحول قيادات الجيش والمشائخ والنافذين في الحكومة أيادي أمريكية تقتل وتقمع الشعب خدمة للمشروع الأمريكي في اليمن .. فلنتحد ونكون كالجسد الواحد لمجابهة المحتل وطردة من بلادنا قبل فوات الأوان ولنعد العدة ونشمر على سواعدنا ونحمل السلاح ونهتف بالصخب والغضب تجاه أمريكا وسياستها الاستعمارية في المنطقة .. فإذا ما تحركنا ضد هذا الاحتلال خلال هذه الأيام وقبل أن يقع الفأس في الرأس لن نستطيع أن نعمل شيء بعد أن يحكموا القبضة والهيمنة والسيطرة الكاملة على اليمن ومقدراته وسنصبح كالعراق وأفغانستان وفلسطين بل أسوأ منهم .. بقلم / علي السيد [email protected]