هناك مثل شائع ( كالشمعة يحرق نفسه ليضيئ للآخرين) وينطبق الى حد كبير على المبدع والأديب والإعلامي وماشابه ذلك من أصحاب الأفكار التي تنير الدروب للآخرين ، لكن مع ذلك يبقى هذا بعيداً عن الاهتمام والرعاية وتقدير لما قدم . كثيراً هم المبدعين البعيدين عن عدسة الجهات المختصة وعن الدعم المالي والمعنوي على الأقل ، وقد تكون المناسبات الثقافية الموسمية أو ما ماثلها من فعاليات ، فرصة لتقدير المبدعين وتكريمهم كجانب معنوي . ضمن انشطة المعرض الدولي للكتاب المقام حالياً في صنعاء تم التطرق والالتفات الى بعض من قدموا من ابداعاتهم الثقافية والأدبية ومن هؤلاء الشاعر والأديب عبدالعزيز المقالح الذي تم تكريمه اليوم على هامش فعاليات المعرض وهو يستحق ذلك بل وأكثر . ونستغرب ان تتناسى جهات الاختصاص في هذه المناسبة الالتفات الى بعض الهامات الشعرية والأدبية منهم أديب وشاعر اليمن الكبير الاستاذ / مطهر الإرياني ، ونتسائل متى سيأتي اليوم الذي يلقى هذا العملاق التكريم الذي يليق بمقامه الشعري والأدبي الرفيع وتقديراً لما فاضت به أحاسيسه من أبيات شعرية وأدبية حتى اصبحت كتب ومجلدات ومؤلفات تاريخية غنية بالمعاني العميقة ذات رسالة وطنية هادفة وستظل كنزاً ترثه الأجيال القادمة تروي أفكارها بنقاء أدب التوجه المشبع المفيد ، لأن قصائد ومؤلفات الإرياني كالذهب لن يتلف أو يصدأ حتى قيام الساعة . والعجيب المؤسف أن الاهتمام والتلميع يذهب لبعض المتسلقين وأصحاب أدب متواضع لم يضف أي جديد مفيد للأدب اليمني ، وتناسى هامات الشعر اليمني الذي انتشر صداه وأضاء فكره مشارق الأرض ومغاربها كعمل نعتز به ويفيد مرتاديه . فهل يكون المعرض ال28 للكتاب فرصة لتكريم أديب وشاعر اليمن الارياني ؟ .. نتمنى ذلك .. وإلا فأننا نصف عزوف الجهات المختصة عن المبدعين بتجفيف منابع الإبداع .