يوجد في الدستور نص يمنع النائب بعد فوزه في الانتخابات بأن يمثل دائرته فقط، فقد اعتبره الدستور منذ دخوله إلى قبة البرلمان "ممثلاً للأمة" ، وهذا مع إن عضو البرلمان أنتخبته منطقة جغرافية محددة ليمثلها في السلطة التشريعية، إلا أن الدستور كما اسلفت منعه من ذلك... اعضاء مؤتمر الحوار الوطني مسئوليتهم أكبر جسامة من مسئولية النائب، فالنائب و المجلس بكامله سلطته زمنية محددة بأربع او ست سنوات -طبعاً بإستثناء البرلمان الحالي الذي لا يظهر له آخر- بينما مؤتمر الحوار واعضائه سلطتهم ليس عليها قيد زمني، فقراراتهم ستبني الدولة وتشكلها، بينما البرلمان والحكومة سلطاتها لا تتعدى إدراة الدولة لمرحلة معينة فقط... لكن وللأسف لازال اعضاء مؤتمر الحوار يؤدون دورهم وكأنهم اعضاء مجالس محلية، فأغلبهم قصروا حديثهم على جزئيات صغيرة ، هي مشاكل و قضايا بحاجة لحلول فعلاً، لكنها تصرف النظر عن القضية الأهم التي يفترض بالحوار أن ينجزها وهي قضية بناء الدولة كما ان هذه القضايا ليست من مهام الحوار إلا ضمن مشروع بناء الدولة،،، والى اليوم لا اجد اي مبرر لهذه الكلمات المؤقتة بدقيقتين ، فأغلب من تحدثوا كانوا فقط يبحثون عن الألفاظ و الجزئيات التي ستمنحهم التصفيق داخل وخارج القاعة بالرغم من عدم جدواها كمحصلة عامة، هم أشبه بالمجالس المحلية لكن بدون الصلاحيات التنفيذية الممنوحة للمجالس المحلية،،،، يذكرونني وانا اشاهدهم بمجموعات العلاج النفسي والتي يتحدث فيها كل اعضاء المجموعة العلاجية عن مشاكلة الخاصة، ولا يملك بقية اعضاء المجموعة اي شيء يقدموه لبعضهم غير الانصات لبعضهم كنوع من العلاج النفسي الحديث،،،. الله يشفيهم و يشفينا...