" ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيراً " " ما يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً " . هذا الجزاء الرباني ما أرهبه في قلب من يؤمن بالله واليوم الآخر وقد حكم ربه وخالقه عليه بالخلود في جهنم والطرد من رحمته والغضب الذي يصيبه ومصيره نار جهنم أبد الآبدين . لقد فُجعت القلوب وأُكلمت الأفئدة وتاهت العقول والألباب مما رأت وسمعت وشاهدت صوراً وأشكالاً في هيئات آدمية بينما الحقيقة أنها ليست سوى وحوش في أشكال بشرية وهي تقوم بذبح أربعة عشر جندياً يمنياً كانوا عائدين لأسرهم ليستكملوا العيد معهم بعد أن حلَّ العيد وهم يؤدون عملهم في خدمة الوطن والمجتمع وأمنه وسكينته , ليتفاجئوا بمجموعة وحوش تعترض طريقهم وتقوم بفرزهم طائفياً ومناطقياً ومذهبياً ثم يتم بطحهم وذبحهم كالخرفان . ما أبشع الجُرم وما أكثر قذارته فالذبح تمَّ أمام الكاميرات والوحوش تضع السكاكين على رقابهم لتحتزَّ رؤوسهم كالخرفان في مسلخ الملحمة , ينتظر الوحش الذابح تسليط الكاميرا على شفرة سكينته ويضع بطاقة المذبوح أمام وجهه أثناء عملية الذبح !!! يا الله .. ما هذه الوحشية ؟ وما هذه البشاعة ؟ أيَّ فكر هذا الذي يقتل الإنسان بهذا الشكل ؟ أي حقد وعداء وكراهية ينضح بها قلبه ؟ وأي تعبئة تعرض لها هذا الوحش على أخيه ؟ قلب المجتمع دام ونفسه في أنين من هذه الجريمة المنكرة التي لا تتصل بدين ولا قيم ولا أخلاق ولا إنسانية !! هناك خلاف بين الطوائف الدينية المسيحية فهل رأيتم مسيحياً يفعل بمسيحي هذا أو بغير المسيحي ؟ وهناك خلاف وصراع بين الطوائف اليهودية فهل رأيتم يهودياً يفعل بيهودي هذا ؟ وهناك صراع ما بيننا وبين الصهاينة وبرغم وحشيتهم إلا أنهم لا يذبحون الفلسطينيين بهذا الشكل ؟ البوذيون والوثنيون لم يخطر ببالهم الذبح بهذه الطريقة !! ولئن أتى يوم يفعل فيه المسيحي أو اليهودي أو الوثني بغيره ما فعله الوحوش حاملوا راية لا إله إلا الله محمد رسول الله بالجنود فإنما تعلَّموا وتتلمذوا على يد وحوشنا البربرية !! الرعب يتملك الإنسانية من هذه الوحشية ويصيبها في مقتل فكيف بالأطفال والنساء ؟ الأديان تنعي القيم والأخلاق والمبادئ وتشعر بالغربة في وضع وصل الحال بأهله الذبح بهكذا طريقة !! من يقف ومن يتكلم ؟ وأي لسان أو قلم يمكن أن يبرر هذا الجرم ؟ حاش لله إلا أن يكون من نفس الفصيلة ومن لُبِّ الطِّينة التي نشأ فيها فيروس الذبح الآدمي ولا نحسب أحداً من بني البشر يفعل ذلك كونه مناف للبشرية , ومن يفعل ذلك فإنما يتكشف بين الناس لتظهر حقيقته التي لم تكن قد بانت بشكلها الطبيعي . إنما ديننا مصفوفة قيم وأخلاق ومُثل , وما نحن إلا خليط مشاعر وأحاسيس فطرية جبَّلها الله فينا كجزء من فطرتنا التي فطرنا عليها حتى أن البعض منا لا يجرؤ على ذبح دجاجة رحمة ويصعب عليه رؤية مسلخ تُذبح فيه النعاج والخرفان , وحين يتعرى الفرد المسلم من القيم والأخلاق والمشاعر والأحاسيس فإنما يثبت للعالم أنه بلا دين وبلا أخلاق وبلا قيم . إننا في منظمة دار السلام لنستنكر أشد الإستنكار ونشجب الجرم المشهود المغلف بالطائفية والعنصرية المقيتتين والدخيلتين على وطننا فما أبناء حضرموت بشافعيتهم وصوفيتهم إلا مثال للتآخي والتراحم والتعايش والمحبة وما حدث في بلادهم لا يسيء إلا لمن فعل الجريمة ولا يشوِّه إلا من قام بالذبح . كما أننا نوجه اللوم للأجهزة الأمنية على تقصيرها في القيام بواجبها ونشد على قيادة الجيش في استئصال هذا الفيروس المرعي إقليمياً واستخباراتياً قبل أن يستفحل أمره ويصل المجتمع ضرره فالإدانات والإستنكار لا يكفيان فالسرطان حين يظهر لا ينفع معه سوى التدخل الجراحي . كما نوجه التعازي للأسر المكلومة المفجوعة سائلين المولى عزوجل أن يجبر مصابهم ويتغمد الشهداء بواسع الرحمة والمغفرة , ونهيب بكافة أبناء وطننا للتضامن والإستنكار والخروج تعبيراً عن رفض واستنكار ما حدث والمطالبة بالقصاص الشرعي من ذوي فيروس الذبح الوحشي . وندعو أبناء وطننا الحبيب لليقظة والحذر وعدم الإنجرار لما يقضي على المحبة والتعايش وقيم السلام والأمن المجتمعيين . والله نسأله التوفيق وجبر المصاب . الدائرة الإعلامية لمنظمة دار السلام . 14 شوال 1435ه الموافق 10 أغسطس 2014م .