اعتقد ان إستمرار القوى السياسية في حشو مشاعر الشباب باستمرارية المناشط الثورية والتحريض على المسيرات والاعتصامات إلى ما لانهاية ,هذه العمل في تصوري اصبح قديم جدا, موضة كانت رائجة في الخمسينيات والستينات من القرن الماضي. المرحلة الحالية تتطلب منا كمثقفين ان نعمل على لم الشمل وتكاتف الجهود وتهدئة النفوس والأجواء وتلطيف مشاعر الشباب بحيث تتوجه جهودهم الى طلب العلم و التنمية بكل متطلباتها وفروعها. ان استمرار القوى السياسية في تهييج الشارع السياسي له نتائج وخيمة,منها عدم الاستقرار الامني والسياسي والذي سينتج عنه عدم استقرار اقتصادي قد يؤدي الى حدوث هجرات للإنسان اليمني إما داخلية او خارجية بحثا عن الإستقرار و لقمة العيش . النبي الكريم اخبرنا في اكثر من مناسبة وهو يتحدث عن فتن آخر الزمان , عندما سأل حذيفة ابن اليمات عن الفتن آخر الزمان وما سيرافقها من إختلاف ,ارشدنا بعدة ارشادات والتي منها; (الزم اهل الإيمان والعمل الصالح إو إبتعد واعتزل الفرق كلها ولو ان تعض على جذع شجرة حتى يدركك الموت,وفي توجيه متصل قال (امسك عليك لسانك وليسعك دادك). ومن هنا نفهم وجوب الإبتعاد عن الفتن والخلافات,بل حذرنا النبي من مجرد الكلام عنها بقوله (امسك عليك لسانك )يعني إغلق فمك وطهره بعدم الكلام عن الفتن والقيل والقال. (وليسعك بيتك), فيه تأكيد على المفاصلة وترك اهل الخلاف ومثيري الفتن والمكوث في البيت . وفي حديث آخر يحثنا النبي اذا ما واجهتنا فتن آخر الزمان بقوله; (فمن له ارض فليلحق بأرضه.. ومن له إبل فليلحق بإبله.. ومن له أغنام فاليلحق بغنمه.. ونفهم من تلك التوجيهات النبوية وجوب الابتعاد الى مسافات بعيدة عن اهل الخلافات ومثيري النزاعات بين المسلمين . ذكر لنا النبي عن احوال آخر الزمان كلام طويل ,منه انه سيكون هناك قيادات سياسية واعلامية تمارس الكذب والدجل والإبتزاز بقوله(سيكون هناك اقوام تعرف منهم وتنكر) أي يخلطون الحق مع الباطل, شبههم كما لوكانو دعاة على ابواب جهنم من اجابهم واستمع اليهم وصدقهم قذفوه فيها,وهذا الوصف ينطبق على تجار التحريض والترويج الإعلامي الذين سخروا مؤسسات الاعلام لأغراض الابتزاز والتسول. الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم امرنا بالتمسك بمنهجه بقوله (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهمالن تظلوا بعدي ابدا ,كتاب الله وسنتي) . فالتمسك بمنهج الله في كل تفاصيل حياتنا هو طريق النجاة في الدنيا والاخرة. فأ رجومن اخواني العاملين في الحقل الإعلامي ان نبتعد عن اساليب تهييج الاجواء وحشو القلوب والتعبئة السيئة لمشاعر الناس من خلال منشوراتنا, لانه بمقداد انتشار الاكاذيب بواسطة التكنولوجيا الإعلامية بمقدار ما يكون العقاب عند الله عظيم وكبير مصداقا لقول النبي (ان المرء ليقول الكلمة من سخط الله ,أي تغضب الله ,لا يلقي لها بال يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا) من هنا نفهم انه بمقدار تأثير التحريض السلبي في صفوف الامة بمقدار ما يكون العقاب والجزاء عظيم. ليست الحياة بعدد السنين ولكنها بعدد المشاعر … لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة ورحم الله سيد قطب حيث قال: عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ,أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض. وقديما قالوا لإن تشعل شمعة خير لك من ان تلعن الظلام .