كلنا نعلم ان إعلامنا العربي والإسلامي إعلام ببغاوي غالبا مايعيد انتاج ما يصله من مطابخ الإعلام الغربي القائم علي منهجية الترويج والإثارة و نشر ثقافة الكراهية بين الشعوب اما بدوافع طائفية او بعوامل اثارة المناطقيات والعرقيات وما شابه ذالك. الإعلام القادم من الخارج له مساوئ كثيرة جدا,وتكثر تلك السلبيات بسبب عدم التزام المؤسسات الإعلامية بالقوانين والقواعد الشرعية المرتكزة على المصداقية والمهنية,وهو ما يمكن ان نفهم من خلال أحاديث النبي الكريم الكثيرة والتي شرح لنا من خلالها ملخص عن فتن آخر الزمان والتي اعتبرها من مقدمات علامات الساعة الصغرى حيث قال صلى الله عليه وسلم (سيأتي زمان على امتي تبلغ فيه الكلمة مبلغ السيف) وهذه إخبار من النبي قبل اكثر من الف و أربعمائة سنة بأن الإعلام البعيد عن منهجه الحق سيمارس كافة أساليب الدجل والتحريض والإثارة ,وسيروج للفتن بين المسلمين بكل صورها و أشكالها, بواسطة الفضائيات والوسائل المقروءة والمسموعة مصداقا لقول النبي وهويصف احوال اخر الزمان (ان المرء ليكذب الكذبة فتبلغ الافاق) أي المسافات الطويلة بسرعة فائقة, ونفهم من ذالك الأثر الشريف سرعة انتشار المعلومة بواسطة التكنولوجيا الاعلامية من نت وفيس بوك وتويتر والقنوات المتعددة, وهذا يجعلنا نفهم ان الاعلام سيقوم بدور المعارك القتالية في آخز الزمان . وعليه فهذه دعوته وهذا بلاغه، يبينه أحاديث متعددة جاءتنا عنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، منها قوله عليه الصلاة والسلام عند ذكرِ الفرق والافتراق والتباعد بين الناس: (فالزَم إمامَ المسلمين وجماعتَهم) فإن لم يكن جماعة ولا إمام؟ قال (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة حتى يدركك الموت) رواه البخاري، وجاءنا عنه صلى الله عليه وسلم: ( تكون دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، هم مِن جِلدتنا ويتكلمون بألسنتنا) فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: (الزم إمامَ المسلمين وجماعتَهم، فإن لم يكن إمام ولا جماعة؟ فاعتزل تلك الفرق كلَّها) رواه البخاري ومسلم وغيرهما، من رواة السنة عن سيد أهل الفطنة، الحصن من كل فتنة، ذاكم محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن سار في دربه . كل واحد منا يجتهد لتحقيق مقصدة الذي خلقه الله من اجله ويحرض الآخرين لذلك مع حمل الرحمة والشفقة للجميع اقتداء بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين. يصاب ابن ادم كل يوم وليلة بثلاثة ابتلاءات، قد لا يتعظ بواحدة منها : ( الابتلاء الأول ) عمره يتناقص كل يوم واليوم الذي ينقص من عمره، لا يهتم له؛ و إذا نقص من ماله شىء، اهتم له ؛ و المال يعوض .. والعمر لا يعوض ... ( الابتلاء الثاني ) في كل يوم، يأكل من رزق الله ؛ إن كان حلال، سئل عنه.. إن كان حراماً عوقب عليه ... ولا يدرى عاقبة الحساب . ( الابتلاء الثالث ) في كل يوم ، يدنو من الآخرة قدراً .. ويبتعد من الدنيا قدراً ورغم ذلك لا يهتم بالآخرة الباقية بقدر اهتمامه بالدنيا الفانية ولا يدري هل مصيره إلى الجنة العالية أم إلى النار الهاوية. " اللهم سبحانك لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا ". مهما جمعت من الدنيا ، وحققت من الأمنيات لن تجد أجمل من أمنية يوسف عليه السلام : " توفني مسلما والحقني بالصالحين".