عندما كنت أحد مناهضي حروب صعدة؛ كان أسامة ساري يكتب في صحيفة الثورة مقالا بعنوان (لإخواني المغرر بهم) مباركا حرب صعدة ومسبحا بحمد علي صالح.أعداد صحيفة الثورة أثناء الحربين الأولى والثانية، شاهدة عليه، وأعداد صحيفة النداء المتوقفة شاهدة علي. وعندما كنت أحد ناقدي مراكز النفوذ التي دمرت اليمن؛ كان أسامة يتباهى بقربه من حسين الأحمر وعمله كمستشار إعلامي له في نادي الفروسية: عودوا إلى كرتون ما كان يكتبه وينشره لصالح الرجل في الأعداد القديمة من صحيفة الديار أو اسألوا الزميل عابد (على الخاص طبعا). وعندما كنت أثابر، وأجريت مقابلات صحيفة مع أدونيس وقاسم حداد وبيضون، ونشرت عدة تحقيقات حققت نجاحا كبيرا قياسا إلى سني الصغير كان أسامة يستخدم الوساطة القبلية من أجل توظيفه، ويأتي إلى صحيفة الثورة برفقة شيخ شهير، يمشي بسيارتين مرافقين. تخيلوا من يكون؟ صغير عزيز. أي والله صغير عزيز والأستاذ الرعوي حي يرزق واسألوه. وعندما هاجم حسين الأحمر الهاشمين بحوث وأعلن إهدار دم كل من يتحوث داخل حاشد؛ كتبت مقالا انتحاريا وفق معايير ذلك الوقت بعنوان التقلبات المناخية لحسين الأحمر ونشرته صحيفة النداء؛ قلت إن اقتحام بيوت الناس وترويع نساءهم وأطفالهم عمل جبان وعديم رجولة. (تماما؛ مثلما وصفت ما حصل مع أسرتي قبل أيام. أي إنسان صاحب مبدأ وفيه ذرة احترام لا يمكن أبدا أن يدين اعتداء وقع عليه، ثم يصفق ويبرر نفس الاعتداء إن كان ضحيته غيره: آخر أو خصم سياسي فيما عدا حثالة الناس). وقتها كان أسامة أبكم أو يكتب حول الملازم ومفاهيم دينية وعذاب القبر وما شابه إيثارا للسلامة، مثل طابور طويل من الذين صاروا بعد 2012 شجعانا بل ويتصدرون المسيرة القرانية -جناح الشتاميين تحديدا- وأذكر أن الصديق علي جاحز اتصل بي يومها ليخبرني بامتنان أنه قرأ المقال بصوت عال في مقيل مكتظ بمدينة حوث بمنزل الصديق الشرعي. هل أنا نادم؟ على الإطلاق قلت ما كنت وما زلت مؤمنا به وسأعيده إن حدث ثانية. أكنت أنتظر منا أو شكورا؟ لا والله. قادتهم يعرفون ما رفضته من "عروضهم". هل أنا إذن متفاجئ لكون أسامة بات طرزان الجماعة وكأني كنت أنتظر أن يأتوا بنتشه أو الحلاج؟ أيضا لا. أمثال أسامة يزدهرون في زمن رديء كهذا. مثله لا يستطيع العيش إلا في كنف ولي نعمة: في السابق كان الشيخ حسين والآن السيد وقبلهما شيخ البلاد. صدقوني لست متفاجئا من نوعية أسامة ولا من تقلب الدهر ولا من كل ما سبق ولا من حدوث ما هو أسوأ. كأنكم لم تسمعوا قول الإمام علي بن أبي طالب: يأتي على الناس زمن تصبح العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس وواحدة في الصمت". إنه يتحدث عن زمن أسامة ساري. زمن إمحاء القيم. زمن مليشيات الحوثي. زمن الرعب.والقسر والاختطاف. زمن ينكل الجلاد بالضحية ويسبقه بالصراخ. زمن يتهم فيه النزيه والشريف، الذي لا بيتا لديه ولا سيارة ولا أرصدة بنكية ولا صحيفة كمثلي -مع مقدرتي على كل ذلك بسهولة- ويتهم ممن؟ من سارق دبابات ومعسكرات ومبتز ومتبجح يتحدث عن الفساد! ما أنا متفاجئ به وموجوع منه أني لم أتوقع أن أسامة، الذي تجشمت عناء ووعثاء السفر إلى حرف سفيان للاحتفال بزفافه ومشاركة فرحته بتكوين عائلةسوف يسيء إلى عائلتي وينكر أن لدي عائلة أصلا (وليته أنكر حدوث الاعتداء فحسب) وأني ابن شوارع، ويشمت من عدم قدرتي على الزواج وفي نفس الوقت يقول مليادرير! حتى أمي لم تسلم منه وهي في قبرها، بل وصل انحطاطه إلى درجة القول بالحرف إن علي الإفصاح عن هوية النساء اللواتي معي -يقصد شقيقاتي الثلاث- في البيت حتى"لا تذهب بنا الظنون بعيدا"! أهذا كلام يكتبه كائن بشري؟ أهذه هي أخلاق المسيرة القرانية؟ وأفاجئ بأصدقاء كثر وأناس لطفاء دايسين لايكات! حتى الزميلين الذين ذكرهم ساري بمنشوره لم يقولا له "عيب" وكأنهم يوافقونه. بل إن الصديق ماجد الخزان بلغت هفته أن عمل لي إشارة في التعليقات مع كلمة: هههههههه فحظرته قبل ساري ما الذي جرى لأخلاق الناس؟ وللعلم لم يحذف أسامة المنشور إلا بعد أيام بعدئذ اتصل به، غاضبا ومستاء، أحد أبزيائي وهو هاشمي وحوثي قح بالمناسبة ويعرفان بعضهما جيدا وكان يصدق جميع ما يكتبه من أكاذيب إلى قبل أسبوع، عندما وجده يكذب ويسيء ببذاءة لا نظير لها إلى خالاته! يا أسامة حتى الانحطاط وصل لعندك وقال يا ساتر وتفوووه عليك! ووالله لولا الألم الذي أحسست به في منشور بصفحة أختي قبول ما كنت لأرد، أو أهتم، بما يكتبه منحط مثلك لا تسوى التراب الذي تدوس عليه إحداهن. أصلا هو -وعدد من الزملاء الحوييين- الذين كذبوا الحادثة، هكذا تلقائيا، يعرفون سكني وكان بوسعهم المجيء للحارة وسؤال أهلها وبخاصة جاري في العمارة وهو منخرط مع جماعة الحوثي وضمن لجانهم وقام مشكورا بالخروج لهم وقال لهم "محمد مسافر خارج اليمن وما يصحش عيب؛ وحال بينهم وبين ما هموا به. ولكن سهل يا أسامة. ربنا كبير. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون *من صفحة الكاتب على شبكة "الفيسبوك"