يأمل نجم كرة القدم الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي في فتح صفحة جديدة شعارها النجاح مع منتخب بلاده وذلك من خلال تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. ويبدأ ميسي /24 عاما/، نجم برشلونة الإسباني، الجمعة مرحلة جديدة في مسيرته مع المنتخب الأرجنتيني (راقصو التانغو) عندما يخوض المباراة أمام منتخب شيلي في الجولة الأولى من تصفيات مونديال 2014 والتي ستشهد أول مشاركة رسمية لميسي بعدما حصل على شارة قائد الفريق. والحقيقة أنها ليست المرة الأولى التي يحمل فيها ميسي شارة قائد الفريق في مباراة رسمية حيث سبق للأسطورة دييغو مارادونا المدير الفني للفريق أن منح الشارة لميسي بشكل عارض خلال إحدى مباريات الفريق في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. لكن المباراة ستكون المرة الأولى لميسي التي يحمل فيها الشارة في مباراة رسمية بعد اختياره قائدا للفريق من قبل أليخاندرو سابيلا المدير الفني الجديد للفريق والذي تولى المسؤولية قبل أسابيع قليلة خلفا لمواطنه سيرخيو باتيستا الذي أقيل عقب الخروج المبكر من دور الثمانية في بطولة كوبا أمريكا التي استضافتها الأرجنتين في تموز/يوليو الماضي. وألقى ميسي بكابوس كوبا أمريكا خلف ظهره وأصبح هدفه الحالي هو تحقيق الشيء الوحيد الذي ينقصه ليصبح الأفضل في العالم من وجهة نظر أنصار التانغو الأرجنتيني بعدما استحوذ على معظم الجوائز والألقاب الشخصية في السنوات القليلة الماضية ومنها الفوز بلقب أفضل لاعب في العالم خلال العامين الماضيين. وينحصر هذا الشيء الذي ينقص ميسي في التألق مع منتخب بلاده وترك بصمة حقيقية له مع الفريق بعدما حقق ذلك مرارا مع برشلونة الأسباني حيث أصبح هذا الأمر بمثابة دين معلق في عنق ميسي ويسعى إلى سداده في أقرب فرصة. واعترف ميسي بأنه لم يحقق أي نجاح مع منتخب التانغو الأرجنتيني حتى الآن وإنما كان الإخفاق هو مصيره أكثر من مرة وكان آخرها الخروج المبكر من دور الثمانية لبطولة كوبا أمريكا 2011 بالأرجنتين بعد عام واحد من الخروج المبكر من كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا اثر الهزيمة القاسية صفر/4 التي مني بها أمام ألمانيا في دور الثمانية.
ومع الخروج المبكر من كوبا أمريكا، خيمت حالة من التوتر والشك حول المنتخب الأرجنتيني وأسفر هذا الإخفاق عن الإطاحة بالمدرب سيرخيو باتيستا وتعيين سابيلا خلفا له ليصبح المدرب الرابع للفريق في غضون ثلاث سنوات. وضاعف ميسي من حالة الاحتقان الموجودة لدى أنصار التانغو ضده عندما استهل الموسم الحالي مع برشلونة بلقبين متتاليين في غضون أسبوعين حيث فاز مع الفريق بلقبي كأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الأوروبي بعد أسابيع قليلة من إخفاقه في كوبا أميركا. ولكن ميسي يبدو قادرا على تعويض جماهير التانغو في الأيام القليلة المقبلة باستغلال مستواه الرائع في الفترة الحالية لفتح صفحة جديدة مع الفريق وقيادته إلى بداية قوية في تصفيات مونديال 2014 . وسجل ميسي خلال الأسابيع القليلة الماضية 14 هدفا في 11 مباراة خاضها مع برشلونة في مختلف المسابقات هذا الموسم وكانت منها ثلاثة أهداف في مرمى ريال مدريد خلال مباراتي كأس السوبر الإسباني. وعادل ميسي بذلك رصيد النجم المجري السابق لاديسلاو كوبالا ليشاركه في المركز الثاني بقائمة أفضل الهدافين في تاريخ النادي الكتالوني. وقال آنخل دي ماريا، نجم فريق ريال مدريد الإسباني والمنتخب الأرجنتيني، "ميسي يتسم بالعناد" في إشارة إلى أنه لن يتنازل عن تحقيق حلمه مع المنتخب الأرجنتيني. وبذل ميسي جهدا كبيرا في الفترة الماضية لإقناع أنصار التانغو بصعوبة المقارنة بين الأداء الذي يقدمه مع برشلونة ونظيره مع المنتخب الأرجنتيني. وقال ميسي: "ألعب أحيانا مع المنتخب الأرجنتيني في مركز يختلف عن مركزي في برشلونة، ولذلك تكون المقارنات ظالمة". وطالب ميسي الجماهير بالصبر عليه مشيرا إلى أنه يدرك تعطشها الشديد لإحراز أي لقب بعد 18 عاما بدون تحقيق أي بطولة. وقال ميسي: "الجماهير تعلم أن المنتخب لا يعتمد علي بمفردي. لن أفوز بمفردي بأي شيء فالأداء يعتمد على جميع لاعبي الفريق مثلما هو الحال في برشلونة". وأشار ميسي إلى أن تصفيات مونديال 2014 ستكون أكثر صعوبة من بطولة كوبا أمريكا. والحقيقة أن الأرجنتيني كلاوديو بورجي المدير الفني لمنتخب شيلي أكد هو الآخر على قدرات ميسي التي لا يمكن إيقافها حيث أوضح أنه لا يستطيع مع احترامه لجميع لاعبي منتخب شيلي أن يكلف أي منهم برقابة فردية على ميسي في مباراة الفريقين وأنه من الأفضل أن تكون الرقابة المفروضة عليه حسب موقعه في الملعب. وأعرب بورجي عن أمله في أن يستمر ميسي في اللعب بنفس الطريقة التي اعتادها مع المنتخب الأرجنتيني وليس بطريقة لعبه مع برشلونة لأن ذلك سيعني أنه سيلعب في مكان متأخر بوسط الملعب مما يجعل رقابته أكثر سهولة نظرا لقوة خط وسط منتخب شيلي. ولم يسجل ميسي أي هدف في بطولتي كأس العالم 2010 وكوبا أميركا 2011 لكنه بات الآن بحاجة إلى تسجيل الأهداف لتكون طريقه إلى قلوب جماهير التانغو.