متابعات : ارتفعت حصيلة المواجهات بين المحتجين ورجال الشرطة في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة الى اكثر من 40 قتيلا وجرح المئات .. وكانت قد أعلنت وزارة الصحة المصرية في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين أن حصيلة المواجهات بين المحتجين ورجال الشرطة في ميدان التحرير في وسط القاهرة ارتفعت إلى 20 قتيلا، بحسب ما أفاد التلفزيون المصري الرسمي. ولم يحدد التلفزيون متى سقط القتلى كما لم يعط تفاصيل حول ظروف مقتلهم أو هوياتهم. وتواصلت المواجهات صباح اليوم الاثنين (21 تشرين الثاني/ نوفمبر) بين رجال الشرطة الذين اطلقوا الغاز المسيل للدموع، ومئات المتظاهرين الذين كانوا موزعين في مجموعات صغيرة في ميدان التحرير ومحيطه، ورد المحتجون بإلقاء الحجارة. وتأتي هذه المواجهات قبل أسبوع من بدء أول انتخابات تشريعية منذ سقوط نظام الرئيس حسني مبارك اثر انتفاضة شعبية أطاحت به. ويطالب المتظاهرون المجلس العسكري الحاكم منذ تنحي مبارك بتسليم الحكم الى سلطة مدنية. وقد اثارت هذه المواجهات المخاوف من الغاء او تأجيل الانتخابات التشريعية، المقرر ان تبدأ في 28 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، أو أن تتخللها حوادث وأعمال عنف دامية. ويردد المحتجون هتافات ضد المجلس العسكري مطالبين بإسقاط المشير حسين طنطاوي الذي يرأس المجلس العسكري الحاكم وبتسليم الحكم إلى سلطة مدنية. قطر ضالعة في احداث العنف . الى ذلك اتهم محللون ومتابعون دولة قطر بالوقوف مباشرة وراء احداث العنف الجارية في العاصمة المصرية في ظل مساعي الدولة الخليجية الى انهاء السلطة الباقية في مصر وتأديبها على مواقفها.. وبما يفرز الى سيطرة حركة الاخوان المسلمون على كامل القرار في الدولة بعد إنتهاء سلطات المجلس العسكري. ويتابع المحللون : ترى قطر والدول المتآمرة على هذا البلد العربي ان النفاذ الى القرار المصري يأتي من افراغ المجلس العسكري من سلطاته ومن ثم تكوين صناع قرار جدد يدارون بالريموت كنترول. كما ان مواقف مصر في الجامعة العربية ، المناوئة لتوجهات قطر وعلى وجه الخصوص الأزمة اليمنية قد دفعت قطر الى تبني المطالب الجديدة التي افرزتها أحداث العنف في القاهرة. ويقول آخرون ان ما يجري هي اجندة خارجية تحاول اسقاط هيبة الدولة المصرية .. ويشدون على الأمن والجيش المصري في فرض هيبة الدولة.. المجلس العسكري ضمان مصر والمنطقة.. ويقول المحللون ان ضمانات المجلس العسكري الذي يظل العمود الرئيسي في بنيان الدولة المصرية والذي يجب الحفاظ عليه من اجل سلامة الدولة المصرية لاضطلاعه بدور تاريخي وحاسم لمصر.. مؤكدين ان دور المجلس يتعدى مصر نفسها نحو المنطقة فاستقرار المنطقة من استقرار مصر وهذا هو البعد العميق لهذه الأزمة التي تعيشها مصر حاليًا. المحللون اشاروا الى أن مصر التي تمتلك كل هذه العقول النيرة والنخب السياسية المتميزة وطيفًا واسعًا من المفكرين تعجز عن إيجاد حل للأزمات المتلاحقة، وتسقط في الفوضى وهو ما يحير كل من يراقب الأوضاع في مصر. وقالوا "إن هذه التظاهرات والاضطرابات والاعتصامات ما هى إلا مقدمة لما يمكن أن يحصل مستقبلاً ما لم يتدارك العقلاء من أهل مصر، وينقذوا بلادهم من المصير المرعب الذي تتجه إليه، خاصة أن البلد مقبل على انتخابات برلمانية لمجلسي الشعب والشورى "إذا كانت تلك الاحتجاجات لها مبرراتها فإنه يجب ألا يغيب عن أذهان شباب ثورة يناير أن الجيش ومجلسه العسكري كان الحاضن لثورتهم والمدافع عنها منذ اليوم الأول " ويحسب له ولقادته رفضهم إطلاق الرصاص لقمعها في مهدها باسم "الدفاع عن الشرعية" كما طلب منهم أنذاك".. ودعى المحللون إلى حماية الاستحقاق السياسي الذي تتأهب مصر لخوضه الأسبوع المقبل أي أول انتخابات برلمانية بعد سقوط نظام مبارك للمضي في باقي الاستحقاقات من انتخابات رئاسية وغيرها حتى تستقر الأوضاع في مصر وتسترد عافيتها وتتفرغ لمرحلة البناء الجديد لتعود درعًا وسيفًا لأمتها العربية. ".