قرر وزير المالية في حكومة الوفاق الوطني صخر الوجيه قطع المساعدات الحكومية لتسكين مجموعة من أبناء الطائفة اليهودية في اليمن من آل سالم الذين تم نقلهم من محافظة صعدة وتسكينهم في المدينة السياحية بصنعاء عقب تهديدات لهم بالقتل من عناصر الحوثي . القرار الذي اتخذه وزير المالية لا يكتفي بسحق الجانب الإنساني فقط؛ بل يمتد ليشمل تهديد أمن وحياة يهود آل سالم عبر الإصرار على إعادتهم إلى محرقة الموت في صعدة؛ حيث لا سكن يأويهم، ولا ضمانات أمنية لحياتهم، ولا مجير لهم من تهديد عناصر الحوثي. إقرأ : يهود اليمن يبكون صالح و في المذكرة الموجهة بتاريخ 28/12/2011م- نشرها موقع المؤتمر نت - يخاطب وزير المالية صخر الوجيه وزير الداخلية في حكومة الوفاق: تلقينا مذكرتكم رقم (2076) بتاريخ: 27/9/2011م والمتضمنة المطالبة بتسديد تكاليف تغذية وتسكين المرحلين من يهود آل سالم م/ صعدة الساكنين في المدينة السياحية للنصف الثاني من عام 2011م. يضيف وزير المالية :وعليه: مرفق بهذا شيك ببقية تكاليف تسكين وتغذية المرحلين من يهود آل سالم م/ صعدة للنصف الثاني لعام 2011م. لكن وزير المالية ينهي أمل يهود آل سالم في العيش بأمان في المدينة السياحية بصنعاء، وتعيدهم من حيث فروا هاربين بحياتهم من الموت والتهديد والقتل،حيث يختتم مذكرته بالقول: ونظراً لأن الحرب قد انتهت في م/ صعدة فإنه ليس هناك مبرر من بقائهم في صنعاء وعليهم العودة إلى مساكنهم في صعدة ولن تقوم وزارة المالية بتعزيزكم بأي مبلغ مستقبلاً لذات الغرض. وكان توجيهات أصدرها الرئيس علي عبد الله صالح عام 2008م قضت بنقل يهود "آل سالم" من محافظة صعدة بعد تهديدات بالقتل تعرضوا لها من العناصر الحوثية الذين نهبوا ممتلكاتهم وسطوا على كتبهم الدينية . وفي الوقت الذي لا تزال مشكلة النازحين من أبناء محافظة صعدة جراء الحرب قائمة حتى الآن، يصر وزير المالية على أن الحرب انتهت، ليتناسى بهذا القرار التعسفي أن حالة الانفلات الأمني جراء الأزمة السياسية لا تزال تلقي بظلالها على الأوضاع في صعدة؛ حيث لم يتمكن النازحون من العودة إليها بسبب انعدام الأمن أو بسبب أن منازلهم ومساكنهم دمرت وأصبحت أثراً بعد عين. ولا تختلف حالة يهود آل سالم عن أولئك النازحين حيث لا تزال بيوتهم مدمرة ويعجزون عن العودة إلى قراهم حتى إن رغبوا في ذلك.. ناهيك عن أن يهود آل سالم لهم وضع خاص؛ فحياتهم ستظل مهددة من قبل العناصر الحوثية حيث وصلت تلك التهديدات حد محاولة ثلاثة من عناصر الحوثي اغتيال الحاخام اليهودي يحيى يوسف موسى صالح في شهر نوفمبر من العام 2009م داخل المدينة السياحية بالعاصمة صنعاء . وعبر الحاخام موسى عن خشيتهم من العودة إلى صعدة وقال في تصريحات صحفية: (والآن نعود إلى قرانا•• مستحيل• خربت البيوت وبعد ما نهبها الحوثيون أوصلوها إلى الأرض). وقال يهودي آخر في صنعاء يدعى سليمان يحيى حبيب: (جميع ما حصلنا عليه بكدنا من يوم ما خلقنا نهبوه وجئنا بين هؤلاء• هذا يقول غدا وهذا يقول بعده• اليوم لنا من الغذاء خمسة أشهر• ذهبنا من الجوع). نص مذكرة وزير المالية الأخ/ وزير الداخلية المحترم تحية طيبة... وبعد؛؛؛ تلقينا مذكرتكم رقم (2076) بتاريخ: 27/9/2011م والمتضمنة المطالبة بتسديد تكاليف تغذية وتسكين المرحلين من يهود آل سالم م/ صعدة الساكنين في المدينة السياحية للنصف الثاني من عام 2011م. وعليه: مرفق بهذا شيك ببقية تكاليف تسكين وتغذية المرحلين من يهود آل سالم م/ صعدة للنصف الثاني لعام 2011م ونظراً لأن الحرب قد انتهت في م/ صعدة فإنه ليس هناك مبرر من بقائهم في صنعاء وعليهم العودة إلى مساكنهم في صعدة ولن تقوم وزارة المالية بتعزيزكم بأي مبلغ مستقبلاً لذات الغرض. وتقبلوا خالص تحياتنا؛؛؛ وزير المالية صخر أحمد الوجيه
يهود اليمن يبكون صالح "ميدل إيست أون لاين" - يقول اليهود القليلون الباقون في اليمن حاليا إنهم يشعرون بتهديد.. كانت حكومة صالح الذي يصفه الحاخام اليمني يحيى يوسف موسى بأنه "الأب الحنون" تساند اليهود اليمنيين طوال حكم الرئيس المنتهية ولايته. وقال موسى حاملا صورة لصالح "هذه صورة الأب الحنون على جميع أبناء الشعب اليمني صاحب القلب والتسامح". وكانت الحكومة قد نقلت مجموعة من اليهود من قرية آل سالم بمحافظة صعدة إلى صنعاء في عام 2007 بعد أن تلقوا تهديدات من جماعة الحوثي الشيعية المتمردة التي كانت تقاتل القوات الحكومية آنذاك. وبدأت بواعث قلق اليهود الذين يقيمون في المدينة السكنية التابعة للحكومة في صنعاء قبل بضعة أسابيع عندما طلب منهم أعضاء في حكومة الوفاق الوطني الرحيل من مساكنهم الحالية ليعاد استخدامها في الغرض الأصلي وهو إقامة الضيوف الأجانب. لكن الخاخام موسى ذكر أنه شرح لأعضاء الحكومة أن كل ما كانوا يملكونه في قرية آل سالم نُهب وهُدم. وقال "والآن نعود إلى قرانا.. مستحيل. خربت البيوت وبعد ما نهبوها 'الحوثيون' أوصلوها إلى الأرض". وكان اليهود خلال حكم صالح يحصلون على مساعدات مالية من الحكومة تبلغ خمسة آلاف ريال لكل فرد ويتلقون معونات غذائية مثل السكر والقمح والطحين. لكن المعونات الغذائية توقفت منذ نحو خمسة أشهر مع تصاعد الاحتجاجات ويخشى اليهود أن تتوقف كل المساعدات الحكومية. وقال يهودي آخر في صنعاء يدعى سليمان يحيى حبيب "جميع ما شقينا 'حصلنا عليه بكدنا' من يوم ما خلقنا شالوه 'نهبوه' وجئنا بين هؤلاء. هذا يقول غدوة وهذا يقول بعده. اليوم لنا من الغذاء خمسة أشهر. أقلدكم الله في أي دولة هذا وفي حكم من. ذهبنا من الجوع". ويبلغ عدد اليهود في العاصمة زهاء 60 شخصا بينما يصل عدد اليهود في اليمن الى 450 شخصا معظمهم في مدينة ريدة بمحافظة عمران شمالي صنعاء. ولا يميز اليهود عن بقية اليمنيين في الملبس سوى غطاء الرأس اليهودي التقليدي وجدائل الشعر التي تتدلى من رؤوس الرجال. ويطالب اليهود حكومة الوفاق الوطني بإعادة النظر في وقف المساعدات واستئناف صرفها وتحسين أوضاعهم. وقال الحاخام موسى "ضروري أن الدولة تعوضنا بدل بيوتنا التي نهبت لأننا من أصل اليمن.. الأصيليين ما احنا 'لسنا' مستوردين ولا مصتنعين. هذه حقوقنا.. حق كفله الدستور والقانون لك.. كفله الدستور والقانون لي". وكان عدد اليهود في اليمن يبلغ 40 ألف شخص في عام 1949 قبل أن تنظم إسرائيل عمليات نقل جماعية لهم إلى الدولة التي أعلن قيامها قبل عام من ذلك الوقت. ويقول اليهود الباقون في اليمن إنهم كانوا يعيشون في سلام بين مواطنيهم المسلمين حتى قبل بضعة أعوام.