بعد ان هدأت الأوضاع في صعدة واستطاعت الدولة بسط سيطرتها امنياً على المحافظات الجنوبية ، وبعد ان ضلت يد الحوار الوطني ممدودة دون مصافحة ، ومع اقتراب الاستحقاق الديمقراطي وجد الشيخ حميد "أوراقه الرابحة" تًسحب من على الطاولة ولم يعد امامه في سعيه الحثيث الى اسقاط النظام والوصول الى السلطة سوى تثوير الشارع في خطوة تبعده كثيراً عن ممارسة أي دور ديمقراطي منهجي وتضعه في قائمة المتمردين الجدد. ثمة اوراق يجب ان تقلب لتكشف ما يخطط له وراء الكواليس خصوصا بعد اتحاد الغايات بين مجلس التضامن الوطني الذي يرأسه حسين الاحمر شقيق الشيخ حميد وبين اللجنة التحضيرية للحوار التي اسسها حميد الاحمر ويشغل منصب امينها العام التي تتصرف باللقاء المشترك بل وتديره كما يحلو لها، بينما تثار الشكوك المحلية حول الداعم الرئيس لها اقليميا.
وحين وجد الاخوين البارين نفسيهما في وضع لا يحسدا عليه، اذ لا جدوى ملموسة من كياناتهم ولا انجر المواطنين خلف خزعبلاتهم بالرغم البذخ والصرف بسخاء لتثبيت مجالس القبيلة ولجانها، كشفوا على مضض عن نواياهم عقد حوار ثنائي (لم يعلنوا عن اي مقيل سيحتضنه بعد) بين مجلس التضامن الوطني واللجنة التحضيرية للحوار، لاجل تاسيس( شراكة استراتيجية) بين لجنة (حميد) ومجلس(حسين) هدفها كما يقولون اخراج البلاد من أزماتها ، بينما يتفق الجميع في الشارع اليمني على ان بؤرة الفوضى والازمات من صنيعة اللجنة والمجلس. ولعل المتابع لمراحل انشاء وتأسيس كيانات (اولاد الشيخ) يدرك انه ضلت تراوح مكانها ولم تقدم شيئ يذكر على الساحة الوطنية ،برغم مؤتمراتها وندواتها الكثيره والمتعددة واموالها الضخمة ،فحميد ارتمى بلجنته وامواله صوب احزاب المشترك لحفظ ماء الوجه،وحسين يراوح مكانه لم يجد الحضن الدافئ والعقل المغسول الذي ينتشله ومجلسه من اوهام السياسة والمشيخة ،فاستنجد بشقيقه الاكبر حميد عله الاخر يخرج بماء الوجه . هذه الحالة من التخبط التي يمر بها اولاد الاحمر هي نتيجة هوس السياسية التي لم يتعلموها رغم الانفاق الباذخ الذي يميز (مقايلهم المسيسة) والتي عادة ما تخرج ببيانات ثورية لا تغري المواطن ولا تحقق ادنى ما رسمت له. وعودة الى اللقاء المشترك ،هذا الكيان المعارض الذي يعلن تهاوي اسهمة من حصص التأييد الشعبي يوما بعد يوم، فبعد ان فقد اوراق الضغط على النظام والمتمثلة في حرب الشمال وفوضى الجنوب وجد نفسه في مواجهة غير محمودة العواقب مع اقتراب الانتخابات النيابية التي تشكل هاجساً مزعجاً له وتجمعه معها علاقة غير حسنة خصوصا وانها تزيده اضمحلالا من الساحة السياسية موسما بعد آخر ، كما ان اللقاء المشترك كشف للجميع تهربه من مشروع الحوار الوطني بل وسعي الى افشاله ووأده تلافياً من ان يضع نفسه امام منطق الحوار والعودة الى مكونات النظام الديمقراطي الذي لا يعترف بقوى المشيخ والجاه والتهديد بقدر ما يبنى على مدى التأييد والقبول الآتي من سواد الشعب. هروب من الحوار اذن ، وخوف وقلق من الدخول بيد فارغة في معمعة الانتخابات ، هذه الحيثيات دفعت بالمشترك الى التفكير جديا بتدشين المرحلة الأخيرة من خطته ( الاستيلاء على السلطة) بأي حال من الأحوال، ولم يكن امام المشترك سوى ان يحشد كل طاقاته ويجند كل إمكانياته في سبيل اخراج ما تبقى من مناصريه الى الشارع لصنع الفوضى والخراب وتحت شعارات مفرغة تحاول ان تتبنى أي ازمة حادثة لتبرر شرعيتها. وبحالة التهرب والافلاس السياسي يثبت المشترك غير اهليته في تعاطيه مع المناخ الديمقراطي المزعج له ، والذي يرى فيه بيئة غير موائمة لمشاريعه وتطلعاته التي عادة ما تحكم بمنطق القبيلة والاستقواء وتعززها تصرفات المشترك مع كل نائبه او ازمة. لقد جسد المشترك بالفوضى التي اختلقها مؤخراً خروجه عن القانون وممارسة العنف وإثارة النزعات الشطرية والنعرات المناطقية ، والإيغال في ممارسة الفوضى ودعوات العنف واللعب بالنار كما انها افعال صريحة تستهدف تخريب المنجزات الوطنية وتمزيق اللحمة وغرس بذور الشقاق بين أبناء الوطن الواحد ، ناهيك عن ما ينتج عنها من ممارسات كإحراق المتاجر وقتل النفس البريئة وقطع الطرقات والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ونهب المارة . كل تلك الأفعال يدفع ثمنها البسطاء الذي يرمي بهم المشترك كوقودا لنجاح مراميه وغاياته لقد أصبح المواطن اليمني حذقا بما فيه الكفاية ، فالكثير من العامة عبروا عن استيائهم من تلك الشعارات المرفوعة كذباً بدعوتهم للاعتصامات القائلة بتعزيز الوحدة والمواطنة المتساوية بينما هي العكس، وأن ترجمتها بمفهوم المشترك هو ما بدأ يمارسه أعضاؤهم اليوم من شعارات عنصرية ومناطقية و هي المواطنة المتساوية التي يتحدث عنها المشترك، فضلاً عن الأعمال الخارجة عن القانون . كما ان الجميع يتفق على ان جماهير الشعب اليمني لم يعد بمقدورها الصبر على حالة الهدم والجنون التي يمارسها المشترك وحالة التضليل والكذب التي صارت سمة من سماته