بمشاعر الأبوة المتسامحة فوق زلات الأبناء و سلوكيات العصيان المتفاوتة في الأثر والتأثير ووسط نوايا ابوية خالصة بطي صفحة الماضي بالامها ومرارة مواقفها في حاضر اليمن بشكل عام وفي اروقة الأسرة اليمنية على وجه الخصوص ، وسط هذا كله استقبل الاستاذ عبده الجندي نائب وزير الاعلام والناطق الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي في اليمن نجله ( ابى ذر ) الذي اثارت مواقفه و تصريحاته في ذروة الأزمة اليمنية انتشارا وجدلا ، ليس لكونه اختار طريق الانتفاضة على نظام الرئيس صالح ، او لكونه عنصرا مفصليا مؤثراً في الساحات ، لا لشي ، الا لكون والده هو الناطق الرسمي للنظام الذي ارتأى ابى ذر مناهضته والخروج لإسقاطه. فكان ان استغلت وسائل الاعلام التي تقف وراء الاحتجاجات في اليمن الداخلية منها والخارجية الى استغلال هذه المفارقة التي لا تحدث الا في يمن الايمان والحكمة ، لتبرز نجل القيادي المؤتمري الى واجهة الاحداث ، ولتنتزع منه تصريحات في معظمها موجهة لأبيه ، فيها من محاولة إثارة الأبن على ابيه والاساءة المتعمدة له ما يجعلنا نسقط ذلك السلوك المشين الذي عمدت اليه تلك الوسائل في محاولة دق اسفين بين الاب وابنه .. في انها ايضا ارادت ان تدقدق مفاصل هذا الشعب بالتباينات والخلافات والتجريح. سنكون منصفين لأبى ذر ولن نتهمه بالعصيان الصرف .. فالشاب الذي درس الطب واصبح طبيبا مميزا .. لم يبدر منه سوى بعض كلمات تلفض بها حول ابيه وآلمت والده كثيرا .. حينما اعلن براءته منه او من ما يقوله .! لكن موقفا آخر .. أظهر ابى ذر شجاعا ونبيلا .. ابرز فيه عمق التقاليد والقيم اليمنية حينما سعت قناة الجزيرة ان تقوده الى فتنة مع والده الاستاذ عبد الجندي من خلال الاتصال بهما على الهواء مباشرة في توقيت واحد دون ان يكون لدى احدهما فكرة من يكون المتكلم في الطرف الآخر، وكان ان تفرد حشد نت بنشر وقائع ذلك الموقف بالفيديو.. لقد رفض ابى ذر هذا الشرك الذي نصبته له القناة المثيرة للجدل ..واستبشرنا خيرا .. فللتمرد والاختلاف في الرأي حدود وأطر. واليوم ، وفي تقرير اعدته قناة البي بي سي البريطانية اشبه بالبرنامج اليمني الذي يقدمه الزميل محمد المحمدي استطاعت القناة الاجنبية ان تنقل صور اللقاء الأول بين المحتج والنظام .. اللذان يمثلهما الاستاذ عبده الجندي و نجله .. من تعز الى صنعاء .. مرورا باللحظة الاجمل ..لحظة العناق. يقول ابى ذر : شعرت في الأونة الأخيرة ان الهجوم أزداد على والدي ، الهجوم الحاقد والغير مبرر ، ولذا وجدت نفسي انتمي اليه. خلال اللقاء .. كادت ان تعود الخلافات الى الواجهة مع الحديث عن تداعيات الأزمة اليمنية ، لكن الاب السياسي المحنك قال انه علينا ان نعيش خارج اطر المواقف .. وان نحترم الإختلاف بدون تأثير على الألفة والمحبة.