وكالات الانباء: تعرضت السعودية لضغوط من منتجين اخرين في أوبك امس الأربعاء لخفض انتاج النفط من أجل وقف هبوط أسعار الخام. ويخشى صقور الأسعار في المنظمة أن يدفع تباطؤ النمو الاقتصادي أسعار الخام لمزيد من الهبوط. وتراجع الخام 30 دولارا بالفعل منذ آذار/مارس عندما بلغ سعر البرميل 128 دولارا. وكانت امانة أوبك قد قالت في تقرير شهري امس الاول إن 'إنتاج النفط الخام المرتفع من أوبك بما يتجاوز متطلبات السوق يقدم تأكيدا آخر بأن السوق لا تزال بها إمدادات وفيرة'. واضافت ان اوبك تنتج نفطا بأكثر مما تحتاج إليه الأسواق وأن أزمة منطقة اليورو قد تضر بالطلب العالمي. وحذرت من 'ظهور مؤشرات تظهر أن الاقتصاد العالمي يتباطأ بشكل أكبر'. الا ان الأمين العام لأوبك عبدالله سالم البدري قال امس إنه غير قلق من وفرة المعروض الحالي من نفط أوبك بأكثر من اللازم في الأسواق. لكن عندما سأله صحافيون عما إذا كانت مستويات إنتاج أبك خفضت الأسعار بشكل أكبر في سوق تأثرت سلبا بالفعل جراء المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي وأزمة منطقة اليورو، قال 'لست قلقا حقيقة '. وقال وزير النفط الفنزويلي رافاييل راميرز 'نعتقد انه في ظل الوضع الاقتصادي لاسيما في اوروبا ثمة خطر كبير يتمثل في انخفاض حاد للاسعار. سياسيتنا الدفاع عن سقف الانتاج المتفق عليه في كانون الاول/ديسمبر عند 30 مليون برميل يوميا'. قال وزير النفط الليبي عبد الرحمن بن يزة 'أي سعر دون 100 دولار سيكون مؤلما بشدة لليبيا'. وقال وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف يوسفي في تصريحات نشرت اليوم الأربعاء إن منظمة اوبك ستواجه خطرا حقيقيا بسبب تراجع أسعار الخام نتيجة تجاوز إنتاج المنظمة الحد المستهدف. ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن يوسفي قوله في فيينا قبل اجتماع لمنظمة أوبك 'آمل أن يكون هناك وعي بالتأثير السلبي (لارتفاع انتاج النفط) على الاسعار خاصة في الاسابيع القليلة الماضية وبهدا تواجه أوبك خطرا حقيقيا. واستشهد تقرير الامانة بالاضطرابات الاقتصادية في اليونان وإسبانيا وقال إن الضعف في الاقتصادات المتقدمة يضر بدول صاعدة مثل الصين. وفي البداية طرحت السعودية التي تريد سعر معتدلا للنفط رفع سقف الانتاج ولكنها تخلت عن الفكرة لاحقا. وتتجه المنظمة التي تضم في عضويتها 12 دولة لابقاء سقف الانتاج الرسمي دون تغيير. ولكن الانتاج الاضافي من السعودية رفع حجم الانتاج الفعلي إلى 31.6 مليون برميل يوميا في أيار/مايو وهو معدل انتاج أعلى من الطلب يسهم في تراكم المخزونات العالمية سريعا. وقال تقرير لمنظمة أوبك إن المخزونات زادت 2.1 مليون برميل يوميا في المتوسط في الربع الأول من العام خلال فترة تراجع موسمي للمخزونات. وتلمح بيانات العرض والطلب إلى تراكم بنفس الحجم في الربع الثاني. وقال ديفيد هيفتون من بي.ام.بي للسمسرة في النفط 'في ظل مثل هذا الغموض القاتم ينبغي ان تناقش اوبك كبح الانتاج غدا'. وتجد السعودية نفسها في موقف شائك في محاولتها تعويض نقص الامدادات من ايران حين يبدأ الحظر الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي في الاول من تموز/يوليو دون ان تدفع الاسعار للانهيار. والسعر المفضل للنفط لدى السعودية 100 دولار للبرميل وتشعر ان السعر يتيج الاستثمار في النفط دون الاضرار بالنمو الاقتصادي. وتريد معظم الدول الاعضاء في اوبك جعل مئة دولار حدا أدنى للسعر. وساعدت الامدادات الإضافية الرياض على تسجيل أعلى مستوى انتاج في 30 عاما عند عشرة ملايين برميل يوميا في بناء مخزونات النفط حول العالم. وسجلت الولاياتالمتحدة أعلى مخزونات منذ عام 1990. ويعطي المخزون ضمانا في ظل اي انخفاض اكبر للانتاج من إيران اذ تقدر وكالة الطاقة الدولية ان صادراتها تراجعت 40 بالمئة بالفعل بمقدار مليون برميل يوميا إلى 1.5 مليون منذ نهاية العام الماضي. ويستطيع من يخشون تراجع الاسعار الاستناد إلى تحليل من امانة المنظمة في فيينا يتضمن توقعات متشائمة للطلب. فقد ذكرت الامانة في تقرير هذا الاسبوع 'من أزمة منطقة اليورو إلى تباطؤ ملحوظ في الدول النامية والمتقدمة تتعدد التحديات الحالية'. وقالت 'ربما يشهد النصف الثاني مزيدا من التراجع للعوامل الاساسية رغم الطلب الأعلى لاسباب موسمية'. حتى اقرب حلفاء السعودية في الخليج ابدوا شيئا من عدم الارتباح ازاء تراجع الاسعار. وامس قال وزير النفط الاماراتي محمد الهاملي ان الامدادات 'مرتفعة قليلا'. وقالت أويغن فاينبرغ كبيرة المحللين الاقتصاديين في كوميرتس بانك الألماني 'هناك احتمال لوقوع صدام' بين أعضاء أوبك خلال اجتماع اليوم الخميس. وقالت فاينبرغ إن السعودية تريد استمرار أسعار النفط العالمية عند أقل من 100 دولار للبرميل ليس فقط من أجل المساهمة في إنعاش الاقتصاد العالمي ولكن أيضا''لآن مصادر الطاقة غير النفطية تصبح جاذبة للاستثمارات بصورة أكبر كلما ارتفعت أسعار النفط وهو ما يهدد سيادة السعودية على سوق الطاقة العالمية. في المقابل فإن إيران تقود المعسكر المطالب بخفض سقف الإنتاج لتحقيق عائدات أكبر من مستويات الإنتاج الحالية وذلك بعد انخفاض الأسعار إلى أقل من 100 دولارا للبرميل الشهر الحالي. يقول إحسان الحق المحلل في مؤسسة كيه.بي.سي'الاستشارية في بريطانيا 'إيران بدأت تشعر بالتدريج بآثار العقوبات' الاقتصادية الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. ووفقا لتقديرات هذه المؤسسة انخفضت صادرات إيران النفطية بما يتراوح بين 700 و800 ألف برميل يوميا مقارنة''بصادراتها في نهاية العام الماضي.