متابعات : يتوقع الجميع مواجهة سهلة بين المنتخبين الألماني واليوناني في ربع نهائي يورو 2012 لصالح منتخب الماكينات، لكن الواقع يختلف بعض الشيء عن التوقعات المتفائلة. صحيح أن المنتخب الألماني هو الأكثر تكاملا بين منتخبات البطولة، وهو الفريق الأقوى والأكثر جاهزية، لكن هذا لا يعني أن مواجهة المنتخب اليوناني ستكون سهلة من الناحية التكتيكية. ويلعب يواكيم لوف المدير الفني لمنتخب ألمانيا بطريقة 4-2-3-1، حيث يلعب بالثنائي سامي خضيرة وباستيان شفاينشتايغر في الوسط الدفاعي مع إعطاء الأخير واجبات هجومية. فيما يفضل لوف أن يلعب بمولر في الجناح الأيمن المهاجم، ويقابله على الجهة اليسرى لوكاس بودولسكي، وفي الوسط الهجومي يلعب مسعود أوزيل خلف رأس الحربة الصريح ماريو غوميز. وفي حالة الهجوم، تتحول خطة الألمان 4-2-1-3، إضافة إلى المساندة الهجومية من ظهيري الجنب وشفايني، لتصبح أقرب إلى 3-2-2-3. ويقوم شفاينشتايغر بدور صانع الألعاب المتأخر، والذي يقوم بنقل الهجمة سريعة إلى زملائه في الهجوم بتمريرة مباشرة، فيما يقوم أوزيل بدور صانع الألعاب المتقدم والذي يقوم بصناعة اللعب خلال الهجمات المنظمة للفريق. والدليل على ذلك أن شفايني صنع هدفين من أهداف ألمانيا الخمسة في الدور الأول، بينما صنع أوزيل هدفا، وهو ما يظهر تبادل اللاعبين لدور صانع الألعاب. على الجانب الآخر، يلعب المنتخب اليوناني بطريقة دفاعية بحتة هي 4-5-1، حيث يفضل فرناندو سانتوس رص خمسة لاعبين في وسط الملعب منهم ثلاث في محور الوسط، وذلك لتضييق المساحات أمام أي منافس. ويلعب سانتوس بالثلاثي ماكوس ومانياتيس وكاتسورانيس في محور الوسط، ومن المتوقع أن يقدم مباراة دفاعية بحتة، لاسيما في ظل غياب نجمه الأول وأفضل لاعبيه جورجيوس كاراغونيس بسبب الإيقاف. وفي الحالة الدفاعية للفريق اليوناني، سيلعب بطريقة 4-4-1-1، ويتراجع رباعي الوسط ليقترب من رباعي الدفاع ليدافع بثمانية لاعبين، فيما سيترك مهاجمه جيكاس وحيدا في الأمام. وبالرغم من أن الفريق اليوناني يلعب بطريقة دفاعية، فإنه لم يحرز ولا هدف من هجمات مرتدة، مكتفيا بهدفين من لعب مفتوح وثالث من كرة ثابتة. ومن الواضح أن فلسفة المنتخب اليوناني تعتمد بالأساس على الكرات الثابتة وأخطاء الخصوم من أجل تشكيل خطورة على مرمى المنافس. وسجل الألمان أربعة أهداف في البطولة من هجمات منظمة مقابل هدف واحد من هجوم مرتد، وهو ما قد يفتقده الفريق أمام التكتل الدفاعي اليوناني. لكن الأكيد أننا سنتابع مباراة يلعب معظمها في النصف اليوناني من الملعب، حتى وإن شاهدنا بعض الهجمات اليونانية السريعة المرتدة. من وحي الأرقام: اليونان أصعب مما تظن ألمانيا للوهلة الأولى، تبدو مواجهة ألمانيا مع اليونان في ربع نهائي يورو 2012 المقامة بأوكرانيا وبولندا سهلة على منتخب الماكينات. لكن الأرقام تؤكد أن المباراة ليست بالسهولة التي يظنها عشاق المنتخب الألماني، بل والكثير من المتابعين للبطولة. فالمنتخب اليوناني لم يخسر في آخر 12 مباراة من أصل 13 مباراة خاضها في اليورو، ولم خسر مرتين فقط في 24 مباراة خاضها في العامين الماضيين. وحققت اليونان التي توجت على غير المتوقع بلقب 2004 مفاجأة بتأهلها لدور الثمانية في هذه البطولة بالفوز 1- صفر على روسيا، وفي ثامن مباراة على التوالي تسجل فيها اليونان هدفا واحدا وأصبحت تلك هي المباراة الثانية عشرة على التوالي التي تنجح فيها اليونان في هز الشباك. ولكن على الجانب الآخر، فإن فوز اليونان على منتخب روسيا، هو أول انتصار لليونان في البطولة القارية منذ تتويجها المفاجئ في البرتغال قبل ثماني سنوات. أما ألمانيا، فقد حققت 14 فوزا منذ الخسارة أمام إسبانيا في قبل نهائي كأس العالم قبل عامين. ومنذ بطولة أوروبا 2008 لم تخسر ألمانيا سوى مرتين في 30 مباراة رسمية حققت فيها 26 انتصارا. وعلى صعيد المواجهات بينهما، لم تخسر ألمانيا أمام اليونان في ثماني مباريات بينها سبع مواجهات رسمية، لكن المباراة الوحيدة بينهما في نهائيات رسمية كانت في بطولة أوروبا 2008 وانتهت بالتعادل بدون أهداف.