صحيفة الاولى : حذر أستاذ التاريخ المعاصربجامعة صنعاء والقيادي في التنظيم الناصري الدكتور عبدالله فارع العزعزي من تكرار سيناريو7/7 وبشكل قد يكون أسوأ بحسب التشابه الكبير بين ما حصل في الفترة الانتقالية لما بعد الوحدة وما هو حاصل اليوم. وقال العزعزي في ندوة أقامها القطاع الطلابي للتنظيم الناصري بذكرى نكبة 7/7 إن هناك تشابهاً كبيراً في تفاصيل المرحلتين مع اختلاف بعض الشخوص والمسميات، حيث كانت الفترة الانتقالية من سنتين وحكومة تقاسم وقوات عسكرية محسوبة على الطرفين واتفاقات بين الخصمين برعاية دولية ومبعوثين من المغرب العربي، لتنتهي الفترة الانتقالية للوحدة بحسم عسكري عن طريق حرب قادها صالح- على حدّ تعبيره. وأضاف أمين الدائرة الثقافية للتنظيم الناصري أن اليمنيين يجب أن يتساءلوا: "ماذا قدم التقاسم للوحدة، وهل التقاسم يعد حلاً للمجتمع"؟ واعتبر ذكرى 7/7 "لم تكن وحدوية بل تشويهاً لها وللهوية وللوطن"، وأن ما حدث بعدها "كان إضفاء لثقافة المنتصر، فتغيرت حتى أسماء الشوارع والمدارس في مدن الجنوب بل وتم تغيير اسم قاعدة العند إلى 7/7 وتم ممارسة الإقصاء والتهميش والإبعاد القسري من الوظيفة العامة والإحالة إلى التقاعد المبكر ونهب أراضي الدولة وأراضي المواطنين، ونهب وبيع المؤسسات العامة وتسريح موظفيها". وشدد العزعزي على أهمية إيلاء موضوع الأراضي المنهوبة أولوية في أجندة الحكومة , ودعا رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الوفاق إلى سرعة إخراج التقرير المعروف بتقرير "باصرة" إلى النور والبدء بتنفيذ ما ورد فيه, وكشف النتائج للرأي العام منوهاً إلى أن هذه إجراءات عاجلة وضرورية تجعل الناس يطمئنون بأن الرئيس الجديد والحكومة الجديدة يختلفان عن النظام السابق ويؤكدان على جديتهما في تقديم حلول ومعالجات واقعية . وطالب العزعزي كل من شارك في هذه الحرب أو ساندها بالاعتذار للجنوب وقال " على من يتشدق اليوم منهم بالثورة أن يعتذر ويعيد كل ما نهبه واغتصبه في هذه الحرب، مشيراً إلى أن الثورة ليست شعاراً للمزايدة السياسية، ويجب أن تقترن الأقوال بالأفعال وعلى المسئولين والمشائخ والتجار والقادة العسكريين وخصوصاً المحسوبين على الثورة أن يبادروا بذلك فوراً اليوم قبل الغد. وكشف العزعزي أيضاً عن توجه خارجي للقضاء على الثورة حيث قال: إن من يحكم اليمن اليوم هو السفير الأمريكي وسفراء الاتحاد الأوروبي وعواصم الخليج بتواطؤ من قادة العمل السياسي الذين شاخوا ويرتكبون اليوم نفس الخطأ الذي حصل في مصالحة 70 19حين تم إنهاء المقاومة الشعبية استجابة للمصالح، واليوم يتم إنهاء المقاومة الشعبية المتمثلة في الساحات, كما استغرب تضخيم الخطر الإيراني والأصوات المرتفعة بشأنه من القوى والشخصيات الغارقة بالعمالة للنظام السعودي، والذي يكاد يمتلك عميلاً في كل بيت يمني منوهاً إلى أنه من حق إيران أن تدافع عن نفسها ووجودها في وجه الاستهداف والهجمة الامبريالية الشرسة ضدها. وفي ما يتعلق بالحوار الوطني فقد حذر القيادي الناصري مما سمَّاها "الخفة والكلفتة" في التعامل مع هذا الاستحقاق الوطني الهام، مجدداً التذكير بتجربة الحوار الوطني الذي جرى خلال المرحلة الانتقالية الأولى وبعدها والذي استمر لمدة تجاوزت تسعة أشهر ليصل المتحاورون إلى توقيع وثيقة العهد والاتفاق التي بقيت حبراً على ورق، وانفجرت حرب صيف 94م المشؤومة التي لا نزال نعاني من آثارها وتداعياتها حتى اليوم. وأثريت الندوة بالعديد من المداخلات من الحاضرين حيث أشار الدكتور توفيق المقطري عضو اللجنة المركزية للتنظيم الناصري إلى أن ما يطرح اليوم من فك ارتباط يجب أن يكون فك ارتباط بين قوى التخلف والعمالة للسعودية عن الوحدة وعن اليمن حتى نبدأ في مشروع جديد لدولة حديثة تحقق المصلحة لشعبها، كما أثرى طلاب الناصري الندوة بمناقشاتهم ومداخلاتهم.