باحث دكتوراة بجامعة الجزائر غدا الأحد الرابع من ابريل يلتئم شمل 80 مندوبا هم قوام الجمعية العمومية للاتحاد العام لكرة القدم بقصد إجراء الانتخابات العامة في نسختها الخامسة للفترة من ( 2010 – 2014 م ) وذلك لاختيار مجلس ادارة الاتحاد العام , غدا تتجه الأنظار صوب العاصمة صنعاء وتحديدا نحو قصر الشباب من خلال قاعته التي ستشهد فعاليات التصويت والاقتراع . إذا ثمانون مندوبا يصلون صنعاء يقطعون الصحراء ويصعدون الجبال ليس بقصد النزهة ولكن من اجل اختيار 10 أشخاص لولاية جديدة مدتها أربع سنوات وذلك من بين 28 مرشحا , حسم أولها بالتزكية للشيخ احمد صالح العيسي نظرا لعدم تقدم أي منافس , بينما يتبقى اختيار نائبين وسبعة أشخاص لمجلس الادارة , نعم غدا تشهد صنعاء توافد مندوبي الدرجة الأولى وقوامهم 14 شخصا إضافة لعشرين آخرين يمثلون أندية الدرجة الثانية , والى جانبهم 22 مندوبا للدرجة الثالثة ومثلهم رؤساء فروع الاتحادات بالمحافظات , ينظم إليهم ممثلي لجنتي المدربين والحكام ليكتمل العدد ب 80 فردا يملكون حق التصويت . إذا فالحسم قد اقترب وساعة الصفر حانت ونهاية الانتخابات دنت , يوم عصيب بلا ريب , عصيب على الجميع بلا استثناء مندوبين ومرشحين , فكلاهما يترقب الأخر ويرنوا إليه بتوجس أحيانا وبريبة في أخرى وفي ارتياح لدى البعض , كل بطرقته الخاصة المندوبون يقع على عاتقهم عمل أربع سنوات قادمة لأنهم فقط من سيحددون قائمة الفائزين , والمرشحون بدورهم يتمنون ان ينالوا رضا وقبول أعضاء الجمعية العمومية , لأنهم من بيدهم مفاتيح بوابة الأربع السنوات القادمة , ولأنهم كذلك وهم بالتأكيد كذلك فهم محط أنظار الجميع ليس المتقدمون للترشح فحسب بل تشخص أليهم أنظار الكل ممن لهم علاقة بكرة القدم اليمنية من أعلى الهرم الرياضي وحتى المشجع البسيط , وبين هذا وذاك اللاعبون والإداريون ووسائل الإعلام بشتى أنواعها , الكل بانتظار الحسم والكل يتجه ببصره نحو قصر الشباب . نعم أظلنا شهر ابريل الذي طال انتظاره , فئة قالوا كذبة الشهر المعروفة ستحل على الكرة اليمنية فيه , وفئة أخرى نفت ذلك بشدة وبين الفئتين ظلت الجماهير تنتظر وتترقب , لعل إحداها يصدق فيظهر كذب الأخرى , والأكيد ان من صدق هو من وعد فنفذ ما وعد به , لو أنها كذبة ابريل ما اجتمع المجتمعون غدا وما أتى المندوبون من كل حدب وصوب , وما تضرع المرشحون لله عز وجل علهم ينالون الرضا والقبول . نعم أظلنا شهر ابريل شهر الديمقراطية اليمنية ففيه جرت انتخابات أول مجلس للنواب بعد قيا الوحدة الخالدة في 22 من مايو المجيد , حتى غدا هذا الشهر يشهد على شورانا وينقل للعالم رقينا ويسجل انتصارنا على أنفسنا , وصار ومنذ ذلك الحين فألا حسنا للنجاح . الأكيد غدا ان العيسي قد حسم الأمر مبكرا وجعل القيادة تحت يديه , فعل ذلك بإبهار حين اجمع الكل عليه وذهبت أصواتهم قبل التصويت إليه , جعل التزكية واقعا بفضل ما أرساه على ارض الواقع , سحر العقول قبل القلوب فتسارعت النبضات قبل الكلمات واجتمعت نعم فتطايرت اللاآت واختفت الاعتراضات وظهر العيسي رئيسا لولاية جديدة . نعم أمر الرئيس قد حسم , ويبدوا ان النائب الأول يتجه لنفس الطريق , بيد ان مقعد النائب الثاني والذي يتنافس عليه كلا من عبد المنعم شرهان وجمال حمدي وباكر علي باكر بعد انسحاب الشيخ حسين الشريف , وان كان لانسحاب الشيخ علامة استفهام كبيرة ولدت أسئلة جمة فجعلت التكهنات تزيد والاحتمالات ترتفع فعزى المتابعون الانسحاب لاعتبارات عدة , البعد فسرها بإحساس الشريف نفسه بأنه على موعد مع خسارة ربما تكون مدبرة من وجهة نظره بسبب إجماع الجمعية العمومية على ترشيح شخص آخر , وهو ما دعاه الى ان يفاجئهم قبل ان يفاجئوه , في حين عزا البعض الآخر الى ان الشريف ارتضى المقايضة بالانسحاب مقابل الظفر بمنصب هو أهم بكثير من صفة النائب الثاني بل من الاتحاد ولمحوا الى تعيينه بمنصب رفيع , في حين لم يقتنع الآخرون بالمبررات والتي ساقها الشريف نفسه والتي علل فيها بانسحابه بضرورة تفرغه لمهام و لكونه كان يمارس الدور نفسه بل انه كان يرأس الى جانب ذلك الاتحاد العام لإحدى الألعاب الفردية القتالية . وأيا كانت الأسباب ومهما كانت الدواعي فان المحصلة النهائية ان الشيخ حسين أصبح خارج حسبة المترشحين ولكنه بكل تأكيد سيضل لاعبا مهما ومؤثر لأبعد الحدود فهو الى جانب صوته كمندوب لأندية الدرجة الثالثة لمحافظة مأرب يملك من الاورق ما يجعله يمسك بخيوط كثيرة . عبد المنعم شرهان نظريا يبدوا انه المستفيد الأكبر من انسحاب الشريف وليس جمال حمدي كما أشار البعض وذلك أيضا لعوامل عديدة أبرزها دوره الهام في الاتحاد فإلى جانب عضويته فهو رئيس اللجنة القانونية , وخلال السنوات الماضية وضع شرهان قدما قوية في الساحة الكروية ووطد علاقاته بالأندية مما جعله محل تقدير وهو ما جعله في ذات الوقت مرشحا بقوة لنيل المقعد , الى جانب كونه يمثل محافظة ذمار والتي ينتمي إليها الأستاذ حمود محمد عباد وزير الشباب والرياضة , الأمر الذي سيعطي دفعة قوية له لدى الجمعية العمومية . لما سبق تبدوا فرص شرهان أفضل من جمال حمدي فالأخير مر بإرهاصات كثيرة بدأها بالظهور الناري مبتدأ بالتلفزيون حتى قبل ان يجد من يعطيه الترشيح , كما عبر عن نيته تغيير الوضع الرياضي برمته بل وإزاحة العيسي من مكانه وكلها أحلام مشروعة شريطة ان تستند الى ارض صلبة , غير ان قبوله بالتنافس على النائب الثاني , كما ان ما زاد الجميع حيرة هو ان يغير الكابتن جمال حمدي نبرة تصريحاته ويعدل من حروف كلماته مقدما امتنانه للشيخ الشريف مع انه أكد ان خراب الكرة بسبب شيوخها , ولعل الغريب ان يظن ان الشريف كان العقبة الوحيدة في طريقه متناسيا أو متغاضيا عن بقية المرشحين , ولعل البارز في الأمر انه فجأة وبدون مقدمات تنازل عن تصريحات سابقة وبعد التحدي بالتغيير لجئ الى مغازلة العيسي بكلمات التنسيق فأين كان من هذا التنسيق في بداية الأمر , الأكيد ان تناقض كلامه ستغضب بلا ريب كل من وقفوا الى جانبه كذلك الذين زادوا فتيله اشتعالا وسيدكون الان أنهم حينه طرق الباب الخطأ , من جهته لا تنعدم حظوظ الأخ باكر علي باكر وان كانت اقل من منافسيه غير ان الانتخابات لا كبير لها إطلاقا . السباق سيكون على أشده للتنافس على 7 مقاعد هي قوام مجلس الادارة ولأنها محدودة العدد ولان المتقدمين يفوق بكثير العدد المطلوب فان الصراع ستظل جذوته متقدة وشعلته متوهجة ونبضاته متسارعة حتى الرمق الأخير من ساعات الاقتراع , وان كانت هناك أسماء لها من الحظوظ ما ليس للآخرين نظرا لما تملكه من رصيد معنوي لدى أعضاء الجمعية العمومية , ومن أولئك الذين يتمتعون بحظوظ وافرة الأخ معاذ الخميسي الاسم اللامع في بلاط صاحبة الجلالة , ولعل ما جعل حظوظه كبيرة ارتكازه على كثير من الاعتبارات أولها انه مرشح نادي كبير بحجم النادي الأهلي بصنعاء والذي فاجئ الجميع باختياره هذا , ونادي كالأهلي إطلاقا لن يجامل أو يجازف بسمعته إلا وقد درس الأمور وسد الثغور ورأى ان مرشحه تتضمن فيه كامل شروط النجاح ويلتف حوله الإجماع , والأكيد ان قيادة النادي وجدت في شخصية معاذ من التغيير والتطوير ما لم تجده في غيره , لامتلاكه كاريزما مؤثرة في الوسط الرياضي , كما ان معاذ لم يكن ببعيد عن الاتحاد فقد كان يشغل ادارة المركز الإعلامي الى جانب الادارة الرياضية بصحيفة الثورة والتي أسس لها الملحق الأسبوعي والذي غدا مهما للرياضيين بأهمية الملح للطعام . وبما أننا في بحر الإعلام فان التدافع الكبير والتسابق المحموم لرجال مهنة المتاعب سيجعل الاقتراع وكأنه يدور حول اتحاد الإعلام الرياضي وليس حول اتحاد كرة القدم , كان من الأجدى لو نسق الزملاء فيما بينهم واجمعوا أمرهم على مرشح واحد لحصل المراد , غير ان الحاصل غدا ان الأصوات بدون شك ستتوزع على هذا وذاك , الأخ عادل الحبابي مدير قناة سبأ الشبابية والرياضية والتعليمية مرشحا عن نادي شبابعمران وسبق للحبابي ان دخل دورة لحكام كرة القدم وهو شخصية لها وزنها الإعلامي على الساحتين السياسية والرياضية عمل مذيعا في قناة أبو ظبي الرياضية , والحبابي من الشخصيات التي شقت طريقها بسرعة البرق ليضع اسمه في مصاف النجوم , ولعل من ابرز إسهاماته ادارة قناة سبأ الرياضية والسياحية والتعليمية والتي نقلت الرياضية اليمنية لفضاء أرحب وأوسع , الأخ علي مثنى راجح المخرج و الإعلامي الرياضي حاضر هو الأخر بصفة مرشح أندية الثالثة بصعدة عضو سابق في اتحادات فائتة عمل في لجان التحكيم والمنتخبات وشغل مناصب إدارية في نادي أهلي صنعاء ما يمزه انه خليط بين فن الإعلام عبر بوابة الإخراج وبين فن الادارة ورجل كهذا سيظل رقما صعبا في الانتخابات , ولرازح هذه مرة خصوصية وطنية تتمثل في كونه مرشحا عن أندية صعدة والتي يتمنى الجميع ان تكون حاضرة في جميع المحافل الرياضية , الأخ عبد السلام السودي الصحفي المعروف والذي شغل مديرا للأخبار بصحيفة الرياضة دخل مرشحا عن نادي سلام الغرفة , يمتلك من أصوات محافظة حضرموت ما يبقيه في دائرة الضوء كون حضرموت لها نصيب الأسد في قوام الجمعية العمومية , , ومن الإعلاميين يأتي أيضا الأخ عبد الرحمن عقيل مرشحا عن أندية الدرجة الثالثة بالأمانة وقد شغل مديرا لمنتخب الشباب وهو عضو احتياطي بفرع اتحاد الكرة بالأمانة , كذلك يدخل الزميل سليمان مطران بن طليب باحشوان مرشحا عن نادي سيئون وهو الذي شغل المسئول الإعلامي بالنادي لعدة سنوات . و من المتقدمين أيضا الأخ طلال صالح بن حيدرة أمين عام نادي شعب المكلا , الأخ عبد الفتاح لطف أمين عام شعب اب ومرشحه , والأخ علي أبو زيد مرشحا عن نادي تضامن شبوة وهو عضو لجنة مسابقات في فترات سابقة , والكابتن احمد مهدي سالم مرشح نادي حسان واللاعب الدولي المعروف والذي سبق له ان ترأس لجان الحكام والمسابقات والأمانة العامة المساعدة في الاتحاد , من الأسماء التي قد تجد طريقها للفوز الكابتن عبد الله الثريا مرشح أندية الدرجة الثالثة بالبيضاء وقد سبق له ان ترأس لجنة المسابقات ومديرا للمنتخب الوطني ولجنة الحكام , نادي اليرموك رشح المشرف الرياضي الكابتن محمد الشهاري , من جهته رشح نادي اتحاد اب الكابتن فؤاد إسماعيل العسيري عضو لجنة المنتخبات باتحاد الكرة , نصر الضالع قدم الكابتن حسن عبد الحميد مرشحا له , وأندية الثالثة بالمحويت رشحت الأخ حسن سعد صالح فيما رشحت أندية الثالثة بعدن الأخ عادل وادي وسمير الخلقي عن ثالثة صنعاء , وتبقى حظوظهم قائمة على مبدأ التنسيق المسبق والترتيب المبرمج والعلاقات التي يمتلكونها , كل تلك العناصر تظل أسلحة مستخدمة قد تصل الى درجة القنبلة الموقوتة ان هي انفجرت في وجوه الكبار . ومن الرعيل الأول تطل علينا كوكبة لها وزنها في الاتحاد المنتهي منهم الكابتن جمال علي الخوربي كابتن المنتخب الوطني ونادي وحدة صنعاء وهو المرشح عنه عضو الاتحاد الحالي والذي رأس فيه لجنة الحكام العليا لأكثر من موسم له حظوظ وافرة للفوز بإحدى المقاعد فقد حصل في الدورة الماضية على 37 صوتا من أصل 58 صوت وقد عرف عنه الصرامة وحسن الادارة , ومن المتقدمين كذلك الأخ لبيب المهدي مرشح أندية الدرجة الثالثة بمحافظة تعز وهو الذي رأس العديد من اللجان كلجنة الحكام والشباب والكرة الخماسية وحظوظه جيدة لمواصلة المشوار وكان قد تحصل على 27 صوتا في المرة الماضية , والمهدي من الأسماء المتميزة كون علاقاته جد واسعة مع مختلف أندية الجمهورية , من الأسماء المتقدمة والتي هي في الاتحاد الحالي الأخ سالم عزان ممثل شبابالبيضاء والذي تحصل قبل أربع سنوات على 34 صوتا ورأس لجنة المنتخبات , والرجل وضع لمساته في السنوات الماضية عبر مشاركته وحضوره الدائم في أنشطة الاتحاد . مما سبق على الورق تبدوا الكلمات سهلة لكن في قاعة الاقتراع كل شيء سيختلف ولن تكون الانتخابات بتلك السهولة , ستشهد شدا وجذبا وتنافرا والتقاء مما يجعلها محتدمة وكان الله في عون الجمعية العمومية ونسال الله العلي القدير ان ويفقها الى حسن الاختيار , لأنهم يحملون أمانة ثقيلة في أعناقهم , عليهم ان يعوا جيدا الدور الذي سيلعبه , نعم هم وحدهم من سيقررون الفائزين من سيقررون مصير الكرة اليمنية لأربع سنوات قادمة , عليهم ان يبتعدوا عن تدخلات عمرو وتسللات زيد وضغوط س ورغبات ص . الاقتراع سري وبين اليد والصندوق ورقة وزنها المادي خفيف غير ان ثقلها عند الله عظيم , فهي ستهوي بأناس وسترفع أناسا آخرين , ستقرر مصائر المتقدمين , ستحد من أحلام البعض , وستشرع الأبواب لدى البعض الآخر , بيضاء في وجه الفائزين سوداء في أوجه الخاسرين . لهذا كله نقول لأعضاء الجمعية العمومية اتقوا الله في أصواتكم , راقبوه في اختياراتكم , تحروا حسن الاختيار , لان من تختارونه لا يمثل نفسه أو ناديه بل يمثل وطنا بكامله , وطن يحمل أحلام الغد المشرق للكرة اليمنية , لا تظنوا أبدا ان الأمر هين وانه مجرد اختيار أو ان الأمر يختص بكم فحسب , لا والله فانتم مندوبون ومفوضون عن أنديتكم وأنديتكم مندوبة عن جمعيتها العمومية وجمعيا أبناء اليمن الواحد . ثق أيها المندوب ان لصوتك تأثير , وانه سيقلب الموازين , فرب مرشح لا يحتاج إلا لصوت واحد للفوز , ربما يكون هذا الصوت هو صوتك , أيقن بأنك جدير باختيار من اختاروك , لا تكن انمعة تجري خلف هذا وتهرب من ذاك وما بين الأمرين تفضل مصلحتك الشخصية دون غيرها من مصالح الوطن , اجعل الجميع سواسية , كمشط تساوت أسنانه , لا تفضل أحدا عن الآخر إلا بمقدار ما يمتلكه من خبرات وإبداعات ورؤى تصب في خدمة كرتنا اليمنية , قد يغضب منك إنسان بسبب اختيارك وسيزول هذا الغضب مع الأيام , إلا ان غضب الله باق يلاحقك أينما كنت ولا مفر من غضب الله . أيها المندوب انظر للجميع وكأنهم إخوتك فأنت لست في خصومة مع احد منهم , انظر إليهم بعين واحدة لا تغمضها في وجه س وتفتحها في وجه ص , ضع س في عين وص في العين الأخرى , واجعل في راسك حسن التقييم ومن ثقلت كفة عطاءه وعلا سهم ابداعة وفاق شوط عمله وتفوق منسوب نجاحه فاختره بلا تردد فهو الأمثل ان شاء الله تعالى , قل نعم لمن سيعمل لا من سينجح اليوم ليكون عبئا غدا , قل نعم لمن يسعى للتطوير , لمن ينتهج التغيير , لمن لا يخضع للكبير ولا يحتقر الصغير , حينئذ فقط سترضي العلي القدير . [email protected]
