عندما نسمع عن مشكلة في اطار الحكم بالعراق حول قيام الحكومة المحلية في الاقليم الكردي بتصدير النفط سريا عبر تركيا او غيرها خارج آلية الحكومة في العراق فذلك يقدم واقع تمزق او تمزيق للعراق. اذا الولاياتالمتحدة والوضع الجديد في العراق لم يستطع إعادة الأمن والاستقرار في العراق فالديمقراطية الطائفية هي من المساوئ والسيئات وأسوأ وأشنع ديكتاتورية تظل افضل من طائفتين ومذهبية تدمر الأوطان وتسمى ديمقراطية او تنسب للديمقراطية. الحريات ليست حريات إلا بقدر حرية وتحرر الأوطان واذا الحريات ثمنها اوطاننا ووطنيتنا فتلك عبودية وذلك هو الاستعباد وان صور لنا او تصورناه الحرية.
ثورات سلمية اذا الحرب الباردة استمرت قرنا ولم نشهد ثورة سلمية واحدة في الوطن العربي فهل لأن الأنظمة كانت عادلة ولا يوجد ظلم ام لأن الشعوب قبلت العبودية والذل والظلم؟ ليس ذلك ولا هذا، ولكن في وضع التوازن الدولي للحرب الباردة كقطبين كان سقف الشأن الداخلي مرتفعا وكذلك الاستقلالية، وبالتالي فالثورات والانقلابات العسكرية جاءت من استحالة نجاح ثورات سلمية في ظل وضع قامع لأي نظام باي سقف وعدم السماح بتدخل خارجي من وضع التوازن الدولي والنظام الدولي. اذا فإنه لو استمر ذلك الوضع والتوازن والنظام الدولي ما كانت الثورات السلمية جاءت او حدثت، واذا فالثورات السلمية هي محطة من محطات المتغيرات الدولية ذات الارتكاز والتركيز على منطقتنا.
القارة "العجوزة" اذا هذه المتغيرات بدأت في أواخر صراع الحرب الباردة كأسلمة وحروب جهاد في افغانستان وإرهاب ثم كثورة اسلامية ايرانية ومواجهة خطر تصديرها، فمحطة الثورات السلمية ترتبط بالاسلمة والإرهاب والثورة الإيرانية وخطر البرنامج النووي. فهي محطة ذات علاقة عضوية بالمحطات السابقة وبالمتغيرات الدولية واميريكا ثقل توجيهها وإدارتها كمحطة بعد ترتيبات توافق مع الاتحاد الأوروبي بعد تقاطع محطة غزو العراق عام 2003م. أكثر ما استعملت اميريكا حق "الفيتو" في تاريخها هو لصالح اسرائيل ورفض المشاريع قرارات ضدها فهل كانت كل القرارات ضد اسرائيل ظالمة و"الفيتو" والاميريكي كان منصفا وهي تتحدث اليوم عن "الفيتو" "الروسي الصيني" الرافض للتدخل في سوريا ،إذا امريكا عادت للتهديد بالعمل منفردة خارج مجلس الأمن فذلك ما مارسته في غزو العراق عام 2003م وحينها تحدث عن أوروبا القارة "العجوزة" والأمم المتحدةالامريكية والمؤسسة المهترئة وذلك يعني عدم الحاجية حتى للاتحاد الاوروبي وليس فقط "روسيا والصين" في النظام الدولي الجديد.
ثقل سياسي لنفترض بأن اميركا بعد انتصارها في الحرب الباردة باتت هي النظام الدولي ولا حاجية لعصبة امم او للامم المتحدة او بديل ومسمى جديد. حتى امريكا في هذا التموضع المفترض فانها ستكون تحت الضغوط اخلاقيا وإنسانيا لتكون منصفة وانسانية تجاه الشعب الفلسطيني وانسانية تجاه الشعوب العربية على الأقل.
حل سلمي محطة 2011م وثقلها اميركا والغرب كأرضية خارجية ترتكب خطيئة كبيرة هي بمثابة ام الخطايا في حق الشعوب بتبنيها ما يسمى بالحسم الثوري ورفضها المسبق لأي حل سلمي ممكن وهو البديل الأفضل للشعوب هي من يرتكب جريمة في حق العصر وحق الشعوب وتغطي على ذلك بثقلها السياسي والإعلامي في العالم وأي اصطفاف او اطراف محلية او عالمية تطالب بالحل السلمي كأفضلية للشعوب تهاجمه المحطة بآليتها السياسية الإعلامية الطاغية على انه عدو الشعوب او لا يقف مع الشعوب. لو ان امريكا ضغطت على المعارضة السورية مثل ضغط روسيا على النظام ليتحاور الطرفان تحت اشراف دولي فإنه كان من السهل الاتفاق على حل سلمي يتحقق من خلال تطبيق رحيل بشار الأسد كرئيس وتشكيل حكومة والية حكم انتقالية متوافق عليها. امريكا تمارس التكتيك السياسي والتعامل السياسي التكتيكي مع أي طرف داخلي او خارجي يطالب بالحل السياسي فيما تمارس كل ما يفضي الى نسف الحل السياسي السلمي لأنها لا تريده كاستراتيجية او سيناريو للمحطة في اطار ما هو مرتبط بصراعاتها واهدافها. لو آلت الحالة السورية الى حل سياسي فسيكون ذلك عودة او إعادة لحضور روسيا كمؤثر في المنطقة والصين هي ذات الخط نسقا وتنسيقا وذلك ما تحاربه امريكا وليس فقط ترفضه.
احتمال للتصعيد تفجير مبنى الامن القومي في دمشق هي عملية نوعية ومخطط لها بمستوى من الشراكة العالمية كما عملية استهداف جامع دار الرئاسة في اليمن. لعل ذلك بين مؤشرات أدوات وقوة الصراع بسقفه الداخلي او أسقفه الخارجية وهو لا يمثل رسالة فقط للنظام في سوريا وانما الى روسيا والصين. لقد حذر الرئيس الروسي "بوتين" من أي تصرف للغرب خارج مجلس الأمن، وذلك يعني ان روسيا والصين بات كلاهما يرى ان يدافع عن الوجود وعن المصالح من خلال ما هو تموضع وامر واقع في المنطقة ربطا بحالة ايران واحتمال للتصعيد معها او إليها خلال الفترة الرئاسية المقبلة في امريكا.