نت – في قراءة مقتضبة لمقالات ومواضيع يطرق ابوابها كتاب الرأي في اليمن نختار مقتطفات من ثلاثة من تلك المقالات نشرت على صحيفة الاولى اليمنية اليومية. - تحت عنوان " ولاية الفقيه اوباما" تسائل الكاتب الدكتور أشرف الكبسي " هل علينا أن نعيش بأنفسنا تجربة استهداف الطائرات الأمريكية لأحيائنا السكنية، وتدميرها لبيوتنا، وقتلها لأطفالنا ونسائنا، حتى ندرك ما يعانيه بعض أهلنا في أبين وحضرموت ورداع وغيرها...! وحينها... ألم نكن لنرفع شعاراً معادياً على غرار (الموت لأمريكا...) مطالبين القوى الوطنية – أياً كانت توجهاتها المذهبية والطائفية – بالوقوف إلى صفنا، والانتصار لدمائنا وأرواحنا؟ ألم نكن لنبحث في الجوار – وبلا اشتراطات طائفية مسبقة - عن دولة ما، تشاركنا توجهاتنا تلك وتدعم حقنا في الحياة والمقاومة..!" الدكتور الكبسي في سياق مقاله اعترف بعدم القدرة على مواجهة الطائرات الامريكية " نعم... نحن لا نستطيع مواجهة الطائرات الأمريكية عسكرياً، لكن علينا – في الحد الأدنى – التوقف عن بلاهة التصفيق اللاواعي لها ولممارساتها المذلة، والانشغال بخصوماتنا السخيفة وتصفية حساباتنا الواهية، فقد صار لزاماً علينا إعادة ترتيب أولويات الصراع، فالسيادة الوطنية مسئولية الجميع، وانتهاكها على هذا النحو السافر يهدد الجميع، ولم يعد من المقبول بحال تمترس الحكومة الحالية خلف سياسات الاستغباء، والتزام الصمت المعيب تجاه ما يحدث، فإما أن تتحمل – ويتحمل رئيس الجمهورية التوافقي - المسؤولية وفي مقدمتها صيانة الدم اليمني وحفظ السيادة اليمنية، وإلا فليرحلوا غير مأسوف عليهم..!" - وتحت عنوان " مسيرات الثورة المضادة" قال الكاتب نبيل سبيع :"لا تحتاج المسيرة التي تعتزم اللجنة التنظيمية تنفيذها صباح الثلاثاء (نفذت مساء الثلاثاء)، إلى منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، للكثير من الأسئلة حول أسبابها وأهدافها المتوخاة. فبعد أكثر من عام ونصف من هذه المسيرات، لم يعد التساؤل من باب البحث عن إجابة قدرما بات يبدو بمثابة إغلاق للباب أمامنا عن الوصول إلى أي إجابة." يضيف سبيع : هذه المسيرة تأتي بعد أسبوع أو أكثر من مسيرة سابقة كانت الأولى من نوعها من حيث المكان الذي استهدفته: منزل صالح. وقد أثارت تلك المسيرة التي مرت بالقرب من مقر إقامة "الزعيم" في منطقة "الثنية" ب"حدة" غضب الأخير وفريقه الذي طالب وزارة الداخلية والمجتمع الدولي بوضع حد لهذا النوع من "الاستفزاز" كما وصفه. وعلى الرغم من أن من حق كل يمني ويمنية أن يقوم بمظاهرات سلمية تحت أي لافتة احتجاجية، إلا أن المؤسف أن اللقاء المشترك سلب اليمنيين هذا الحق بعد تحويله الثورة الشعبية السلمية من حق شعبي غير محدود السقف إلى نشاط حزبي منظم محتكر لصالح القوى المهيمنة على هذا التكتل وذي استخدام وهدف واحد: ورقة سياسية لتحسين شروط المشترك في مفاوضاته مع صالح وحزبه. من هنا، يبدو وصف المسيرة التي مرت بالقرب من مقر إقامة صالح قبل أسبوع ب"الاستفزاز" مبرراً، وتبدو مطالبة صالح وفريقه لوزارة الداخلية والمجتمع الدولي بوضع حد لهذه المسيرات في محلها. فصالح وفريقه يقفان على أحد طرفي معادلة الوفاق الانتقالي التي يقف على طرفها الآخر اللقاء المشترك. وتلك ليست مسيرة ثورية يقوم بها شعب ضد نظام بل "استفزاز سياسي" يقوم بها أحد طرفي المعادلة التوافقية ضد الطرف الآخر.لا يحتاج صالح ومؤيدوه إلى تجشم أي عناء لإثبات مثل هذا الأمر. فهذا أمر لم يقله هو وحزبه المؤتمر بقدرما فعله ويفعله حتى الآن اللقاء المشترك الذي يبدو أن مهمته تتلخص في أمر واحد هو: إثبات أن كل ما يقوله صالح وحزبه صحيح ودقيق. - وتحت عنوان لن نهلك وهادي قبطان سفينتنا... قال الكاتب يحيى السادة حتماً سنخرج من نفقنا المظلم طالما هنالك إصرار شعبي على هذا الخروج، وطالما هنالك قيادة سياسية وطنية واعية ممثلة بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أعطاه الله من الحكمة ومن الصبر والروية ما لم يعط غيره في هذا البلد القابع على فوهة بركان يهدد بالانفجار، ما بين اللحظة والأخرى. لقد أسس الرئيس هادي بقراراته الجريئة هذه والصائبة- وإن كان يأخذ عليه التوقيت بتزامن هذه القرارات مع تضحيات جسيمة يدفعها أبناء هذا الوطن، من دمائهم ومن أرواحهم- أسس لحقبة دولة جديدة ولنظام مختلف عن سابقه في كثير من أوجهه وتصرفاته. ما يحتاجه الرئيس هادي كي ينطلق إلى أهدافه المرسومة بسهولة وبكلفة أقل ووقت أقصر هو طرقه للحديد وهو على سخونته الحالية، وذلك من خلال إصدار قرارات تلو القرارات خاصة في هذه اللحظات التي يترنح فيها كثير من مُحبطي هذا الوطن ممن استمرؤوا الفوضى والعبث والنهب والقتل، وكل الأعمال التي تتنافى مع قيم وسلوكيات البشر.