تعودنا فيما مضى على المسلسلات التركية الدرامية العاطفية والرومانسية البحتة والكل اتفق على ان المسلسل التركي يغذي العاطفة المفقودة لدى البعض وهناك مسلسلات اخذت صدى كبيراً وعُرِفت عند الصغير قبل الكبير. ومن غير المألوف لنا أن يعمل عمل تلفزيوني تركي يحاكي القضية الفلسطينية اليتيمة ومع ان الجميع ظاهراً متضامناً مع القضية وأهل فلسطين إلا أن صدى هذا المسلسل لم يأخذ حقه من حيث المتابعة والاهتمام.وإن وجد قليل من الاهتمام لدى البعض فإنه اهتمام- فقط -لما اثاره المسلسل من مشاكل بين تركيا واسرائيل. ربما لأن القضية الفلسطينية بالنسبة لنا قضية قديمة ازلية ولن تثير اهتمامنا مسلسلات او افلام من اننا بحاجة لمتابعة تلك الاعمال حتى لا تموت هذه القضية فينا.. ندعي حبنا للقدس ووقوفنا مع القضية ونحن "يقولون ما لا يفعلون".. مجرد كلمات وشعارات نطلقها وقت الانتفاضة وبعدها لتذهب فلسطين واهلها الجحيم. عند متابعتي للمسلسل وعلى الرغم من ظهور تنبيه الى ان الاحداث والشخصيات من نهج الخيال الا انها جديرة بأن تشاهد وبأن نهتم بتفاصيل احداثها -ولو قليلاً – ام اننا تعودنا فقط على متابعة "مهند ونور" و"لميس ويحيى" ومؤخراً "عاصي"،ربما لأننا فقدنا العاطفة نحاول تعويضها بمشاهد تلفزيونية؟ نلهث دائما وراء الغوث ونترك ونتهرب مما قد يفيدنا ولو بالقليل. صحيح أن القضية الفلسطينية أكبر من ان يترجمها مسلسل تلفزيوني ولكننا في امس الحاجة له لأننا شعوب تثور وتنهض بوجود مسبب واذا ما زال السبب تجمدنا ونسينا وتركنا كل شيء وراء ظهورنا. نجح الكيان الصهيوني في صرفنا عن القضية الفلسطينية مع انها القضية الاولى لنا كمسلمين وشغلونا بقضايا ثانوية غير مهمة حتى نهمش قضيتنا الاساسية وفعلاً نجحوا في ذلك لأن الجميع منشغل بما يخصه من قضايا ومشاكل ليست اساسا ولا تحمل الاهمية الكبرى التي تحملها القضية الفسطينية. صرخ الحجر لها وكممنا افواهنا وانخرسنا وشغلتنا الحياة الدنيا وتركنا اولى القبلتين وثالث الحرمين بيد الصهاينة يعيثون فيها فساداً ووقفنا متفرجين من بعيد وكأن شيئاً لا يعنينا..صرخت فلسطين واستنجد الاقصى،وعلّت صرخة الحجر ونحن كالأنعام بل أضل. صمت الجميع وصرخ الحجر..