نفى الحوثيون في الشمال الاربعاء ما جاء في تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش حول تعريضهم المدنيين للخطر وتنفيذهم اعدامات من غير محاكمة، مؤكدين ان الشهادات التي ارتكز اليها التقرير صادرة عن نازحين رهائن لدى السلطة. وقال الحوثيون في بيان يتضمن ردا على منظمة هيومن رايتس : اعتمدتم في توجيه الاتهامات ضدنا على معلومات ادلى بها مواطنون نازحون في معسكرات خاضعة للسلطة او متعاونون معها، ومن تلك الاتهامات تنفيذ اعدامات بدون محاكمة وارغام الناس على القتال ونهب ممتلكاتهم وتعمد اعاقة سعاف الجرحى وغيرها.
وأعلنت الحكومة اليمنية مؤخرا الإفراج عن 161 حوثيا لتدعيم وقف النار تبعها اطلاق 54 اخرين . بينما وجه الرئيس علي عبدالله صالح الاسبوع الماضي بالإفراج عن كافة معتقلي "الحراك " في حضرموت على ذمة أعمال شعب شهدتها المحافظة مؤخراً وهي خطوة قوبلت بارتياح وإشادة اللقاء المشترك الذي اكد بأن القضايا الوطنية لا تحل بالقطعية وإنما بالحوار الوطني الجاد والمسئول.
من جهة أخرى شككت أوساط سياسية يمنية في جدية تهديدات أطلقتها القاعدة مؤخرا، واعتبرتها مجرد حرب إعلامية لتسجيل الحضور وإيصال رسالة للسلطة. ويقول خبير شؤون القاعدة سعيد عبيد إن التنظيم يعاني حاليا ضعفا حقيقيا نتيجة نحو أربعين ضربة موجعة تلقاها العام الماضي سقطت فيها قيادات من الصف الأول كجميل العنبري وسمير الصنعاني. ولأن العمليات الميدانية هي المربع الأول للقاعدة -كما يقول سعيد- فالسكوت الطويل دليل على عجزها عن تنفيذ تهديداتها التي تبقى مجرد حرب كلامية. واستبعد تمكن القاعدة من السيطرة على باب المندب لأن ذلك يتطلب معركة بحرية تعتمد على قدرات ومعدات قتالية متطورة لا يمتلكها التنظيم الذي فشل في البر ناهيك عن حسم معركة البحر. ويرى سعيد أن القاعدة تتعايش مع الواقع، لذا تلجأ إلى المعارك الكلامية والإعلامية لتبقي على حضورها أمام الرأي العام.
صناعة السلطة ويرى الكاتب والمحلل السياسي سعيد عبد المؤمن أن القاعدة غير قادرة على إحداث خلخلة في أي قطر عربي بما في ذلك اليمن.
وقال إن تهديداتها تتفق مع ما تهدف إليه الأنظمة العربية من إرهاب شعوبها، واتهم سلطات صنعاء بتضخيم ملف القاعدة أمام الرأي العام العالمي، وقضية هروب المحكوم عليهم من أعضائها من سجن الأمن السياسي دون كشف أسرار القضية حتى الآن دليل صحة هذا الرأي.
وحذّر جناح القاعدة في اليمن في الآونة الأخيرة عدة مرات من أنه سينال من المصالح الغربية، وكشف الرجل الثاني فيه السعودي سعيد الشهري عن اهتمام التنظيم بالسيطرة على باب المندب كمضيق ملاحي هام.
وهدد التنظيم بعد عملية المحفد بهجمات على السفارات الغربية في صنعاء مما دفع تلك السفارات إلى إغلاق أبوابها أمام الجمهور بضعة أيام.
وفي وقت لاحق لوّح تنظيم "قاعدة الجزيرة العربية" بهدم جامعة الملك عبد الله، واستهداف المسيحيين واليهود في الجزيرة العربية انطلاقا من اليمن.
وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إن بلاده تأخذ التهديدات على محمل الجد.
ونقلت أسبوعية 26 سبتمبر التابعة لوزارة الدفاع عنه قوله إن "الحكومة اليمنية مسؤولة عن حماية مياهها الإقليمية وأجهزتها الأمنية، وأثبتت أنها قادرة على ذلك".
وقال إن "الضربات الاستباقية وجدت تقديرا كبيرا من قبل المجموعة الدولية، وأثبتت جدية الحكومة اليمنية في التعامل مع العناصر الإرهابية".
وحسب بيان للداخلية اليمنية، تعكس تهديدات القاعدة "حالة العزلة واليأس للعناصر الإرهابية في اليمن والتي يضيق الخناق حولها يوما بعد يوم".
وأكد البيان عدم وجود أي هدنة مع "الإرهاب" وقال إن "أجهزة الأمن ستستمر في توجيه الضربات لأوكاره أينما وجد وستظل عناصره ملاحقة على مدار الساعة في طول اليمن وعرضها".