إعلام رسمي غارق حتى رأسه في التأجيج الإعلامي.. إعلام حزبي يعمل بكلل بغية الانتصار على الآخر، صارفا نظره عن أية تداعيات قد يخلفها ذلك.. إعلام مستقل، يحرث في الماء برغبة جامحة رغبة بالحصول على موطئ قدم.. وبين هذا وذاك وطن جريح مضرجا بدماء خناجر تلك الأطراف، تأوهاته وأنّاته لم يعد صداها مسموعا لدى الجميع، فكل منهم يراهن من اجل الانتصار على الآخر، من خلال التمترس خلف أجهزته الإعلامية، متبادلا التهم مع الآخر، ما ينبئ بمستقبل كارثي لوطن يلفظ أنفاسه الأخيرة حسب ما أكده وكشف أسراره الكثير كما جاء في سياق هذا التحقيق الذي اجرته الصحيفة.. تحقيق: معين قائد - خاص بصحيفة حشد و موقع حشد نت : مازالت غالبية الأحزاب السياسية في بلادنا تتمترس خلف التأجيج الإعلامي عبر جميع وسائلها الإعلامية "مرئية- مسموعة- مقروءة"، الأمر الذي نجم عنه ضبابية معتمة في الأجواء السياسية –حد وصف- ذكرى الواحدي -صحفية وناشطة حقوقية- التي قالت: "لا يختلف اثنين في ان الوضع السياسي في اليمن لايزال في حاله من الضبابية المعتمة ولاتزال الأجواء السياسية غير مرئية وهذا بالطبع ينعكس بشكل او بآخر على الإعلام". وبينما ترى الواحدي ان تأثير الإعلام في بلادنا مايزال محدودا على فئات معينة، إلا انها ترى أيضا ان تلك الأحزاب تريد ان توصل رسائل معينة –حسب وصفها- الى الشارع فقالت: "صحيح ان الإعلام يعد أداة مؤثرة ولكن في اليمن مايزال تأثيره محدودا على فئات معينة قد تكون الأحزاب السياسية تريد توصيل رسائل معينه للشارع من خلال وسائل اعلامية تمتلكها ولكن لاتزل دورها ضعيف في التأثير المباشر على الشارع لاختلاف الوسائل وعدم وصولها للغالبية العظمى من الناس والذين هم محرومين من تلك الوسائل لذا اعتقد أن الوسائل التقليدية والبسيطة هي أكثر تأثيرا وتتمترس خلفها الأحزاب السياسية. احتقانات سياسية وحزبية لم تنحصر تلك العتمة على أجواء الأحزاب السياسية فقط، بل امتدت سحابتها الى سماء وسائل اعلامها، حيث تضيف الواحدي: "حتى الإعلام المستقل لايختلف عما قلناه في مسألة التأثير واعتقد اننا نستطيع قياس ذلك في ظل أوضاع مستقره تستطيع ان تقارن فيها بين مدى التأثير او التمترس خلف تلك الوسائل ومدى تأثير ذلك على الشارع والساسة بشكل عام". وعلى الرغم من ان الواحدي لا ترى اختلافا في تأثير الإعلام المستقل على الاستقرار وإنجاح الحوار، إلا انها تحمل النظام السابق مسؤولية ذلك، حيث قالت: "وفي اعتقادي أيضا ان هذا الوضع لايزال في ظل المرحلة الانتقالية والفوضى التي خلفها النظام السابق في الحياة السياسية، والتي تسببت في احتقانات سياسيه وحزبيه وخلقت الفروقات وأساءت الى العمل الإعلامي وتوجهاته، فكل هذا طبيعي في وضع النظام السابق وتأثيره على الوضع الحالي". الواحدي في إيماءة منها الى طرف حزبي معين ترى ان من كان لديه قوة فكر واطروحات إعلامية جيدة، بلا شك انها ستلقى قبولا، فقالت: "واعتقد أيضا من كان لديه قوة فكر واطروحات إعلامية جيدة ستجد طريقها للقبول من اي طرف سياسي سواء حزبي او مستقل لان ما يفيد الناس سيبقى في الأرض وما كان غثاء سيذهب دون رجعة". تهدئة إعلامية وقرار صعب لايمكن للذين حققوا الكثير من المكاسب عن طريق الإعلام والاعتصامات والمسيرات والمظاهرات وقطع الطرقات وقطع الكهرباء وأنابيب النفط والغاز، أن يقبلوا التهدئة الإعلامية ورفع الاعتصامات والمسيرات وإعادة الحياة إلى ما كانت عليه من الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية السابقة للأزمة السياسية المركبة.. هكذا استهل الأستاذ عبده محمد الجندي- الناطق الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام- مقال له تناقلته وسائل الإعلام حمل عنوان "التهدئة الإعلامية والقرار الصعب". مضيفا: "لأنهم يعتقدون خطأً أن الاستيلاء على نصف السلطة لايكفي لإعادة الأجواء إلى ماكانت عليه من الهدوء طالما بقي الحزب الذي كان حاكماً وتحول إلى شريك في نصف الحكم طبقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي .. حتى ولو قبل هذا الطرف المتضرر من الأزمة السياسية المركبة بالتهدئة الإعلامية عن اقتناع ،لأن الأهداف المستترة للطرف المستفيد الذي تحول من المعارضة إلى الشراكة في الحكم يكشف يوماً بعد يوم أنه يسعى جاهداً إلى الاستيلاء على كامل السلطة منفرداً وإلغاء الآخرين من المشاركين في الحياة السياسية ، الحاكم والمعارضة سواءً كانوا حلفاء له أو أعداء له مشاركين في حكومة الوفاق لأن التفرد في السلطة من السمات التي تميزت بها الحركات الإسلامية في الوطن العربي والعالم الإسلامي." التهدئة الإعلامية مطلب حق وفي الوقت الذي أكد فيه الجندي على دور الاعلام في التهدئة، حمل في الوقت نفسه الطرف الذي وصفه ب"المنتصر- مسؤولية هذا التأجيج الاعلامي،–حسب قوله- يريد ان يملي شروطه –التي وصفها بالظالمة- على الطرف الموصوف ب-المهزوم- قائلا: "أقول ذلك وأنا على يقين أن الإثارة الإعلامية والساحات المضطربة من أكبر نقاط القوة الفاعلة، لكن لايمنع من فرض هذه التهدئة على الطرف الآخر كخطوة لتجريده مما تبقى له من الأسلحة الدفاعية المشروعة لكي يسهل الحوار معه بأسلوب غير متكافئ على قاعدة المنتصر والمهزوم.. لأن من يعتقد أن المنتصر لايمكن أن يهدأ له بال ويستقر له قرار إلا بإملاء شروطه الظالمة على من يعتقد أنه المهزوم بقبوله تحت دواعي الحرص على الوطن والشعب وأن يوقع على التسوية ويلتزم بكامل بنودها لتحقيق الانتقال السلمي السلس للسلطة التي لم تتحقق بالديمقراطية القائمة على الشرعية الانتخابية التي يلتقي فيها الجميع على مرشح واحد يطلقون عليه مرشح الإجماع الوطني إلى حين تكون الطريق صالحة للتنافس ،ومعنى ذلك أن ماتم تحقيقه من تسوية سياسية في المرحلة الأولى من الفترة الانتقالية مازال مرتبطاً بالدخول غير المشروط في العملية الحوارية المحفوفة بالكثير من الصعوبات المنذرة بالأخطار على نحو يستوجب المبالغة في التكتيكات والمناورات والمغالطات الحزبية الموجبة للإثارة الإعلامية والاضطرابات السياسية للحيلولة دون الخروج منها بما هو مطلوب من النجاحات والاتفاقات ذات الصلة بحل القضية الجنوبية وحل المشكلة الحوثية جنباً إلى جنب مع الإصلاحات السياسية من الناحيتين الدستورية والقانونية الكفيلة بتسوية الملعب الانتخابي والاحتكام لنتائج الصناديق الانتخابية في 2014، حتى لاتكون النتائج الانتخابية القادمة عملية تكرار لما قبلها من التجارب الانتخابية السابقة ،لأن الالتفاف عليها مستقبلاً سيكون عملية مستحيلة لأنها لن تنطلي على الأطراف الداخلية والخارجية العربية والأجنبية منها على وجه الخصوص بل أنها ستكون عملية مفضوحة قياساً بما قبلها من مناورات دعائية وسياسية قلبت الحقائق رأساً على عقب بصورة مكنت صاحب الأغلبية من الرضوخ لإرادة صاحب الأقلية. كما أكد الجندي على ان القبول بالتهدئة الاعلامية مطلب حق، فقال: "أخلص من ذلك إلى القول بأن التهدئة الإعلامية مطلب حق إذا صدر من طرفين متنافسين على التقدم في وضع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية موضع التطبيق قولاً وفعلاً وليس مجرد كلام لأن التنازل من طرف واحد سوف تعكس سلباً بتحويل الحق إلى باطل ولو بعد حين".
سوق العرض والطلب عبدالعزيز الهياجم- صحافي- الذي له نظرته الخاصة في الاعلام المستقل الذي وصفه بغير مستقل، والاعلاميين المستقلين، والغياب التام في تفعيل التهدئة الإعلامية التي اشعل فتيلها الإعلام الرسمي والحزبي، قال: " للأسف الشديد أن الإعلاميين المستقلين في اليمن هم إما أن يجدوا أصواتهم غير مسموعة في ظل ضجيج الإعلام الحزبي والمعبر عن أطراف سياسية ومراكز قوى قبلية وعسكرية ورأسمالية نافذة ، أو يضطر البعض منهم للانخراط في هذا الواقع المرير حتى لا يتعرضوا للعزلة او البطالة ، وإذا كنت اتفق مع من يصنف الأمر على أن هناك إعلاميين مستقلين ، فإنني لا اتفق تماما مع من يطلق وصف وسائل إعلام مستقلة ، لان هذه الوسائل المسجلة بأسماء أفراد هي في النهاية يقودها أفراد لهم ولاءات او انتماءات لهذا الطرف او ذاك ، كما ان من يسمون بمالكي وسائل الإعلام الأهلية أو المستقلة هم في النهاية يخضعون لسوق العرض والطلب حتى يحصلون على تمويل يمكنهم من الاستمرار وإلا كان مصير وسائلهم الإغلاق والإفلاس. ومن هذه الحيثيات يمكن الانطلاق في تقييم الإعلام والإعلاميين المستقلين الذين لا يختلف تعاطيهم مع الوضع الراهن إلا بنسب متفاوتة واقل حدة من إفرازات الإعلام غير المستقل. أطراف سياسية وعسكرية وقبلية وعن مدى الخطر الذي يكمن وراء التأجيج الإعلامي الحاصل لوسائل الإعلام الحزبية والمستقلة بانواعها، وتأثيرها في إنجاح إقامة الحوار الوطني المزمع في نوفمبر القادم وخطورة التأجيج ايضا اثناء اقامة الحوار وبعده قال الهياجم: "خطورة التأجيج الإعلامي الحاصل بلا شك انها بلغت درجة تجاوزت الحد الأقصى، ولم يعد هناك خطوط حمراء تراعي المصالح الوطنية العليا وتتفهم المخاض العسير الذي يعيشه الوطن، وهذا الأمر بلا شك ينعكس سلبا على مختلف جوانب الحياة السياسية ويشكل تهديدا بالغا لمناخات الوئام والتقارب، لكن برغم ذلك يبقى الشيء الأهم هو نوايا الأطراف المعنية سواء السياسية او العسكرية او القبلية، إذا كانت النوايا صافية ولديها جدية في الوصول الى حوار وطني بنّاء يدفع باتجاه الخروج من النفق المظلم فإن ذلك سينعكس على الإعلام، لأن هذه الأطراف هي من تسيطر على اغلب المنابر الإعلامية وكل طرف يستطيع لجم منبره وكبح جماح الناطقين بلسان حاله، أما حين لا توجد هذه النوايا فإن ذلك يصب الزيت على النار ويضاعف من حالة التأجيج الإعلامي ومن خطورتها. قوى حزبية وقبلية وعسكرية أما علي عمر الصيعري مستشار محافظ حضرموت لشؤون الإعلام- فقد اتهم قوى قبلية وعسكرية بالإضافة الى الحزبية، بالوقوف وراء هذا التأجيج الإعلامي، والذي قال انه من صالحها عدم انجاح الحوار حيث قال: "يسلك الخطاب الإعلامي الراهن درب التأجيج لا التهدئة، وهذا ما يقلقنا جميعا على مصير التئام شمل مؤتمر الحوار الوطني المنشود في قادم الأيام واستشف من وراء ذلك أن هناك قوى حزبية وقبلية وعسكرية ليس في مصلحتها انعقاد هذا المؤتمر لأن لها مخططات وأجندة تراهن عليها في الاستئثار بالسلطة وتجاوز شركائها في المعارضة (المشترك) والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه، إن لم نقل أنها قبلت بالمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014على مضض. الإعلام الأهلي أكثر تأثيرا وبعكس سابقيه، يرى الصيعري ان الإعلام الأهلي والمستقل والمناصر، أكثر تأثيرا من الحزبي، حيث قال: "المعضلة الكبرى تأتي من الصحافة الأهلية والمستقلة والمناصرة كذلك لأنها أكثر انتشارا وتأثيراً على الرأي العام من وسائل إعلام الأحزاب الكبيرة والمعروفة في الساحة السياسية ، لأن معظم هذه الصحف لا يزال رؤساء تحريرها يسيرون على طرائق العقلية المهنية التي كانت سائدة في أوروبا وأمريكا وطرائق تفكير رؤساء هذه الصحف تعود إلى تأثرهم بمدرسة «هنري لوس» القديمة، والذي كان يعرف بأحد أقوى الرجال الذين عرفتهم الصحافة في العالم،وهو الذي أسس وامتلك صحفاً ومجلات مثل « التايم» و«لايف» و«فرو تشن» والذي قال عنه صديقه الكاتب الأمريكي المشهور «تيودور هوايت»:«إن حرية الصحافة عنده: أن مراسله حر في إرسال ما يريد، وهو حر في نشر ما يريد وكما يريد» بمعنى من حق هذا «الجهبذ» أن يتلقى أحسن «الخامات» ومن حقه بعد ذلك أن يطبخها كما يشاء، وفي الأخير يحملها ضحاياه من المراسلين بمختلف عقلياتهم وأهوائهم. وهذا ما عده كبار المحللين الصحفيين والمفكرين بأنه يدخل ضمن (جرائم الصحافة) وعلى رأس هؤلاء الصحافي الشهير) جورج اورويل) الذي دعا إلى ( العنصر الفضلي) في الأسلوب الصحفي، ولاسيما للمراسلين الصحافيين مشاهير الصحافة العالمية أمثال (ريتشارد كيبل) و(كارمن ساندرز) و(جون اونيل) وغيرهم." الجرائم الصحفية الصيعري وبعد ان وصف الاعلام المستقل ورؤساء تحرير الصحف بمرتكبي الجرائم في حق الشعب، اتهم تلك الوسائل بتأثرها ونهجها لوسائل اعلام خارجية فقال: "رؤساء تحرير الصحف اليمنية ليسوا وحدهم من يمارسون هذه الجرائم الصحفية في حق وطن يأمل منهم الموضوعية والشفافية لانتشاله من أزمة أحدقت به وكادت أن تقضي على دولته وكيانه الموحد ومستقبل أمنه واستقراره ،بل هناك من هو قدوة لهم في معظم الدول وأحزابها، وتحديداً تلك التي اجتاحها ما يسمى بالربيع العربي ،ووسائل الدول التي دعمت إن لم نقل أججته وهي معروفة للجميع". ويحمل الصيعري الأحزاب السياسية وإعلامها ظاهرة هذا التأجيج التي يعتبرها مقصودة –حسب قوله – حيث قال: "لو تمعنا في المشهد السياسي الراهن في بلادنا لن تخطئ أعيننا أسباب ما يشوبه من اختلالات هي في معظمها نتاج تواتر الاحتقانات بين الفرقاء وصعوبة التئام شمل الحوار فيما بينهم لمعالجة الاحتقانات التي كانت تتمحور حول اتفاق 23 فبراير 2009م، ولوجدنا أن لصحافة هذه الأحزاب دور كبير في تعكير أجواء التقارب المؤدية إلى فضاءات الحوارات السياسية السابقة وإفشالها المرة تلو الأخرى". مضيفا: "وتمثل هذا الدور في ما تنشره صحافتها من مقالات وتحليلات نمطية منتقاة بعناية، وما تسربه من شائعات وأخبار تؤدي إلى التشويش على الفرقاء وزعزعة الثقة فيما بينهم، وتأزيم أجواء الحوار، وغالباً ما تقوم بهذا الدور أيضاً الصحف المستقلة والأهلية". المشائخ القبليين.. وفقهاء الأسلمة النوادي الثقافية يراها الكثير انها غائبة تماما عن دورها المناط بها في التثقيف والتوعية التي تصب في صالح التهدئة الإعلامية وتقارب الأطراف، إلا ان الغربي عمران – رئيس نادي القصة "أل المقة" يرى عكس ذلك، معتبرا ذلك الغياب هو نتيجة "تغييب متعمد من قبل الحكومة- حيث قال : "لم تغب النوادي والمنظمات الثقافية.. لكنها غيبت.. فمثلا حكومة باسندوة تحارب الإتحادات والمنظمات الإبداعية من خلال عدم صرف مخصصاتها.. إضافة إلى عدم وضعها في موضعها الصحيح.. وعدم مشاركتها في لجان الحوار أو أي فعاليات رسمية.. فتجد أن معظم تلك المنظمات أقفلت مقراتها.. لقطع الإيجارات والمخصصات التي كانت تصرف في السابق.. ولذلك تجد أن المشائخ القبليين.. وفقهاء الأسلمة هم من يلقون الدعم والمكانة من حكومة تسفه كل شيء.. وتعظم القبح في البلد. وعن مسؤولية وزارة الثقافة يقول الغربي عمران: "وزارة الثقافة للأسف لا تعي دورها، فقيادتها مهتمة بالتقاسم.. ومتهمة بتوظيفه على أساس مناطقي وحزبي.. وكأن الثقافة لا تعنيها.. والمؤسف أن علينا تحمل الفترة كفترة إنتقالية من أجل اليمن، وعليه فان الوزارة هي ابعد ما تكون للثقافة وقد تحولت قيادتها إلى قيادة حزبية.. وعلى الدنيا السلام.. الريشة واللون ولان الريشة واللون مهمة جدا في رسالتها في التهدئة الاعلامية ولا تختلف عن غيرها من وسائل الاعلام، يقول الرسام والفنان التشكيلي كمال شرف "ارى ان العمل الفردي عبر كتاب او رسامين لن يساهم في التهدئة مادامت هناك منظومات إعلاميه متكاملة لا تؤمن بالتهدئة الإعلامية وتمضي في التأجيج.. واصبحنا اليوم في حاجه ماسه لتقديم مصلحة الوطن فوق كل شيء آخر.. ثقافة الكراهية كغيرها من زملائها الإعلاميين تقول رواء عصمت -مذيعة بقناة عدن- "بالنسبة لموقف الإعلاميين المستقلين كان من المؤمل ان يكون ايجابيا ويلعب دورا بناءا من اجل احتواء العمل بروح الفريق الواحد ومن اجل بناء اليمن وتوحيد الصفوف إلا اننا نرى عكس ذك بان الإعلاميين المستقلين لا يعملون بوعيهم على نشر ثقافة المحبة بدلا من نشر ثقافة الكراهية، بل يبرعون في كيفية التحدث عن الأعمال العدائية التي ترتكب بحق الوطن والتي لاتخدم مصلحه الوطن فالإعلام هو سلاح ذو حدين للبناء وللهدم فالإعلامي المستقل يجب ان يحترم مهنة الإعلام ألا يعمل على تشويه ما يتم اصلاحه وذلك من خلال القنوات اليمنية او عن طريق الكتابة في الصحف باعتبار ان القارئ والمشاهد والمواطن بات يدرك تماما مايجرى في ارض الواقع فهناك اعلاميين تجردوا من الضمير الإنساني كل ذلك حبا في مصالح معينه". إعلام رسمي نمطي الصحافي أحمد غراب يبدوا متشائما من نجاح الحوار، ويعبر بطريقته الخاصة عن ذلك، حين تساءل قائلا: "إذا كان لا يوجد مناخ سياسي يضمن نجاح الحوار فكيف يمكن إيجاد مناخ اعلامي محايد في الحوار؟!، وكأنه يقول من خلال تساؤله ان عملية إنجاح التهدئة الإعلامية وتحديدا الإعلام المستقل الذي كان المؤمل عليه ان يكون غير منجرا وراء أي تنظيم او حزب سياسي، هو رديف لإنجاح الحوار، فيجيب على تساؤله بالقول: "الإعلام المستقل والمحايد في اليمن شبه مفقود في ضل امكانياته الضئيلة والإعلام المسيطر محصور بين اعلام رسمي نمطي واعلام فرقاء موجه يكرس الاحتقان السياسي ، بمعنى ان الإعلام المسيطر الموجود حاليا عبارة عن وعاء للتجاذبات السياسية تسيره الحساسيات المتبادلة بين المتصارعين وحساباتهم الضيقة وبالتالي من الصعب العثور على خارطة الطريق التوافقية". إذا كنا نفتقد دور الإعلام في تنمية الحس الوطني فأي دور محايد يمكن ان نتوقعه في الحوار! أزمة توجهات وخيارات وحول استمرار غالبية الأحزاب السياسية بالتمترس خلف إعلامها المؤجج لا المهدئ، يقول غراب: "لدينا أزمة توجهات وخيارات، وصراعات مصالح وبالتالي لا يوجد حوار كامل لا يوجد سوى انصاف حلول ، يبدو من الصعوبة خلق فرصة وفضاء للتناظر والصراع بين مختلف القوى الحاكمة والمعارضة من خلال طاولة الحوار لأن السعي المحموم من قبل بعض الأطراف للقضاء على أطراف أخرى هو السائد حتى اللحظة، والذهاب الى الحوار ينبغي ان يكون للدفاع عن رؤية متكاملة ولكن كل طرف يذهب للدفاع عن رؤية تخصه ما يمثل ضرب للآمال وافراغ للحوار من محتواه". مضيفا: "الحوار الحقيقي يحتاج من مختلف الأطراف بلا استنثاء تقديم تنازلات لإنجاحه وتقديم مقترحات توافقية وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة". استبعاد المهمشين.. تهميش الحوار وعن قراءته لقصور اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار الوطني في التهدئة الإعلامية خصوصا وان اعضائها يمثلو جميع الأحزاب السياسية والحوثيين والحراك الجنوبي ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم يقول غراب: "من يبحث فعلا عن توافق وطني لا يجب أن يقصي أي طرف ذلك أن الاقصاء من شأنه أن يبقي على التجاذب والاحتقان ، والقول ان غياب البعض لن ينقص من أهمية الحوار هو قول خاطئ خصوصا عندما تكون هذه الأطراف أساسية في الصراع. واكد غراب على ان الحوار في اليمن بين المتفقين والمتقاسمين للسلطة وليس بين المختلفين، وان الحوار الحقيقي يجب ان تدخله جميع الأطراف فرقاء ويخرجون منه شركاء، لافتا الى ان استبعاد المهمشين – من وجهة نظره- يعني تهميش الحوار،مضيفا: "المهمشون في اليمن كثيرون لو أسسوا حزب لحكموا اليمن من عددهم ". وأشار غراب الى ان التهيئة للحوار يجب ان ترتكز على تقديم براهين واقعية للشارع على جدية مرحلة الانتقال التي تمر بها البلاد. مضيفا "واقصد هنا رد الحقوق الى أصحابها وإعادة النازحين الى منازلهم ومعرفة رؤية الشارع للأطراف الغير مشاركة في الحوار ، لان اقصاء هذا الطرف او ذاك سيمثل اقصاءا لأتباع هذه الأطراف من الناس وبالتالي فالتفاعل الجماهيري لن يكون بالمستوى المطلوب لنجاحه". وفي الوقت الذي قال فيه ان الحوار يعني وجود خيارات متعددة، يقول أيضا " اننا محصورون بين خيارين لا ثالث لهما وممنوع الاستعانة بصديق".. وفي الأخير تساءل: "هل الاطراف الموجودة ستتحاور وتتفق ليخرج الحوار في نهايته ببيان اعلان حرب على الأطراف التي لم تشارك في الحوار ؟ بدائل الحوار هو العنف وحول الدور الذي قدمته اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار الوطني في التهدئة الإعلامية، خصوصا وان أعضاء اللجنة يمثلون جميع الأطراف السياسية والمستقلة ومنظمات المجتمع المدني، والشباب والحراك الجنوبي والحوثيين، وغيرهم، وتأثير اعضاء اللجنة على وسائلهم الإعلامية، وعلى الرغم من اعتراف اعضاء اللجنة ان فشل الحوار سيلقي بضلال وخيمة على مستقبل الجميع تقول الأستاذة/ أمل الباشا –الناطق الرسمي باسم اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار- "اللجنة الفنية للحوار انحصرت بمهامها بالدور التخطيطي لانعقاد مؤتمر الحوار، كما هو محدد في قرار تشكيلها، ولا ولاية لها بأي دور تنفيذي في إي مستوى من مستويات العمل، ومع ذلك فقد دعت اللجنة اكثر من مرة جميع الأطراف بالتهدئة الإعلامية، والمسألة هنا مناطة بوسائل الاعلام الرسمية المملوكة للدولة وتلك المملوكة لأطراف الحوار بتبني خطاب هادئ وتصالحي وعليها جميعا ان تضطلع بهذه المسؤولية الوطنية والدور المؤثر، وهي مسؤولية الجميع، لان فشل المؤتمر سيلقي بضلال وخيمة على مستقبل الجميع ، فبدائل الحوار السلمي، هو العنف والفوضى والانهيار التدريجي للدولة والتشظى لبنيانها، وهذا ما يرفضه ولا يتمناه اغلب الشعب اليمني. عفوا للاختصار فالوقت ضيق والعذر منكم. "شوكة" في حلق الحوار بدره وصف الأستاذ صلاح مصلح الصيادي- أمين عام حزب الشعب الديمقراطي "حشد"-عضو اللجنة الفنية للحوار- الإعلام الرسمي وبعض وسائل الإعلام الحزبية ب(لغم) فخخت به الطريق المؤدية الى الأمن والاستقرار في البلاد، وإقامة الدولة المدنية بالمفهوم الحقيقي. مضيفا: "ليس ذلك فحسب، بل ان الإعلام الرسمي والحزبي والمستقل وبجميع أنواعه يعد ايضا "شوكة" في حلق الحوار الوطني الشامل المقرر إقامته في نوفمبر القادم، ابتلاعها صعب، وبقائها أصعب واخطر، وفي كلتا الحالتين ستخلف تلك الشوكة اضرارا مستقبلية تفقد الساحة السياسية التقارب والجلوس على طاولة مستديرة للتحاور بعيدا عن المناكفات السياسية او المزايدة على الآخرين، فالمرحلة التي مرت بها البلاد لا تسمح بالتحمل أكثر من ذلك. وحول ما قدمته اللجنة الفنية للحوار في التهدئة الإعلامية قال الصيادي: "ان اللجنة طالبت أكثر من مرة جميع الوسائل الإعلامية الى التهدئة الحقيقية،والمثمرة، وذلك عبر اعضاء اللجنة الممثلين للأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم، وكنا في حزب الشعب الديمقراطي "حشد" السباقين بتوجيه إدارتي صحيفة "حشد" وموقع "حشد نت" الناطقان باسم الحزب باستخدام الخطاب الإعلامي المهدئ، كمبادرة نابعة من حبنا لوطننا، على أمل ان يتفاعل البقية مع هذه المبادرة، لما من شأنه تهيئة مناخ اعلامي متزن يخدم الوطن وإخراجه من مربع الصراع السياسي الى مربع الاستقرار، الذي بدوره سينعكس على نجاح الحوار وحله للقضايا العالقة والشائكة التي كانت احدى ركائز الأزمة التي مرت فيها بلادنا على مدار عامين، وكلما كانت نسبة التهدئة الإعلامية والتقارب السياسي كبيرة، ستكون كذلك نسبة نجاح الحوار كبيرة، والعكس. مؤكدا الصيادي على ان المؤشرات الأولية تشير الى نجاح الحوار، والتي يمكن قراءتها –حسب قوله- من خلال نسبة النجاح العالية الذي حققته اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار، ولكن هذا لا يعني نجاح الحوار. ليس من حق احد التدخل ولتكرار تساءل الشارع اليمني عن غياب دور اعضاء اللجنة الفنية للاعداد والتحضير للحوار، ليس لأنها مسؤولة عن هذا التأجيج ومطالبة بتهدئة الإعلام، بل لانها النخبة التي تم اختيارها من جميع الأحزاب وغيرها، لترسم العناوين العريضة لمستقبل اليمن الذي ستحدده الاسابيع القادمة لجنة الحوار الوطني الشامل، تقول ليزا الحسني – عضو اللجنة الفنية للتحضير للحوار- "بخصوص دور اعضاء اللجنة في التهدئة الإعلامية، لدينا متحدث اعلامي رسمي هي الأخت أمل الباشا المختصة بهذا الشأن وكل ماله علاقة بما يصدر عن اللجنة تقوم السيدة أمل بنشره إعلاميا في بلاغ صحفي". مضيفة: "ثم انه ليس للجنة أو لأعضائها أو غيرهم الحق في التدخل بأي شكل في فحوى ومضمون الرسالة الإعلامية لأي قناة أو توجيهها نحو مسار ما، كوننا نؤمن بحرية الإعلام وباستقلاليته".. مسؤولية اجتماعية وأخلاقية وعن ما ينجم من وسائل الاعلام الرسمية تقول الحسني: "أما وسائل الإعلام الرسمية فهي من شأن الحكومة ووزير الإعلام ومسؤوليها المباشرين.. هناك جزئية واحدة فقط من حقنا كمواطنين أولا هي ان ننتقد الأداء الإعلامي لأي وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية".. وبخصوص ما قد يلقي من ظلال عنه التأجيج الإعلامي لمرحلة ما بعد التحضير للحوار والبدء فيه تعترف الحسني ان للإعلام دور كبير في بلورة مفاهيم الناس، فقالت: "لا ننكر أهمية الإعلام في بلورة مفاهيم الناس وتوجهاتهم ولكن الإعلام لم يعد مجرد شاشة وميكرفون وحبر على ورق مطبوع.. الإعلام اصبح الكترونيا أكثر، وبالتالي اصبح هناك تنوع وتعدد في الوسائل الإعلامية وملكيتها وطريقة أدائها لرسالتها الإعلامية بالإضافة الى وجود العديد من الوسائط الإعلامية والاجتماعية، وبالتأكيد هناك مسؤولية اجتماعية وأخلاقية تقع على عاتق كافة الأطراف السياسية والإعلامية التي نتمنى أن تستشعر حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد ، وحاجتها لتضافر جميع الجهود ووجهات النظر المختلفة التي من شأنها أن تسهم في تهيئة المناخات الملائمة لمرحلة الحوار الوطني الشامل ، وكم اتمنى أن تلتزم كافة الأطراف السياسية في البلاد والتي تمتلك وسائل اعلام بالمسؤولية الاخلاقية وعدم الترويج للأكاذيب والشائعات التي قد تؤدي لإثارة النعرات الطائفية أو المناطقية ..الخ. واشارت الحسني الى ان المواطنين يحتاجون الى إعلام مسؤول يخدم ويتبنى قضاياهم وهمومهم ويكون صوتهم وأداة تثقيفهم وتعليمهم والتعبير عن تطلعاتهم للحصول على تغييرات. لا حياة لمن تنادي وعلى الرغم من كل تلك المهاترات وعدم الاعتراف بالجريمة المرتكبة في حق الوطن من قبل تلك الأحزاب وغيرها، جراء ما تطلقه أسلحتهم الإعلامية من أعيرة إعلامية اتخذت من قلب الوطن مستقرا لها، وعلى الرغم من مخاطبة المشير عبدربه منصور هادي -رئيس الجمهورية- لها في أكثر من مناسبة، على رأسها وسائل الإعلام الرسمية، مازال الجرح يتعمق يوما بعد آخر، ومازالت الدماء تسيل، ولا حياة لمن تنادي.. ========== =