قالت وسائل إعلام عبرية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن عن فقدان طائرة أف 16 وفقدان طاقمها فوق سماء مدينة غزة. أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس عن تمكن مجاهديها من إسقاط طائرة حربية كانت تجوب سماء مدينة غزة. وقالت الكتائب بأن مجاهدي القسام يبحثون عن حطام الطائرة فيما تكثف طائرات الاحتلال قصفها في منطقة حطام الطائرة. في ذات السياق أفاد مراسلون إعلاميون بمدينة القدسالمحتلة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب اجتماعا عاجلا مع المجلس الأمني المصغر للمرة الثانية خلال يومين، بعد اجتماع مطول مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز. وجاءت بعد ضغوط دبلوماسية مصرية من خلال الولاياتالمتحدة وأطرافا دولية، تطلب فيه وقف عملية برية تجاه القطاع بشكل فوري. وفى القاهرة علمت «محيط» من مصادر دبلوماسية أن القاهرة تبذل كافة الجهود لمنع العملية البرية، محذرة من تداعيات حدوثها، وأن الأمور لن تكون تحت سيطرة احد. وقالت المصادر أن القاهرة تستهدف إتمام مشروع خطة تهدئة خلال يومين، تظهر ملامحه غدا مع الاجتماع الطارئ للجمعية العامة لمجامعة الدول العربية. وقياساً لتداعيات ردات الفعل العربي على الهجوم الصهيوني على غزة قالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية ان موقف الرئيس محمد مرسى من التصعيد الإسرائيلى على هجوم غزة، حيث إن الرئيس الإسلامى فى مصر ربما ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين المعارضة بشدة لإسرائيل وحليفة حماس، إلا أنه فى أول أزمة كبيرة لها شأن بإسرائيل، يتبنى موقفا ليس مختلفا عن مواقف سابقه السابق حسنى بارك، الذى كان صديقا لإسرائيل الشي الذي اعتبره مراقبون فضيحة لأولى تجربة للرئيس الإسلامي المنتخب.
فبعد أن أطلقت إسرائيل هجومها على غزة، قام مرسى بسحب سفير القاهرة من تل أبيب احتجاجاً عليه، وأوفد رئيس الحكومة هشام قنديل لزيارة غزة فى خطوة رمزية تعبر عن التضامن مع الفلسطينيين اشتهر بها النظام السابق بقيادة مبارك ويكررها النظام الحالي بقيادة الإخوان المسلمين.
ويواجه مرسى فى الداخل دعوات لعمل أقوى، لكنه حذر مثلما كان مبارك بشأن توتر العلاقات مع الولاياتالمتحدة، حليفة إسرائيل الأولى، فضلا عن ذلك، فإن أجزاء قوية من المؤسسة الحاكمة فى مصر وأيضا فى الجيش وفى القوات الأمنية تعارض حماس بشدة، وربما يواجه مرسى رد فعل عنيف لو تحرك بشكل أكثر قوة تأييدا لحماس.
وتمضى الوكالة الأمريكية قائلة: "إن إراقة الدماء فى غزة، من الناحية النظرية، ربما يمثل فرصة مثالية لمرسى لاتخاذ موقف ضد إسرائيل فى الصراعات الماضية بينها وبين الدول العربية، وكانت "الإخوان المسلمين" تنتقد مبارك لرده الخجول للغاية وتطالب بطرد السفير من القاهرة، لكن فى أول تصريحات علنية له على الأزمة، كان مرسى هادئا وتصالحيا تقريبا، ووصف القصف بأنه عدوان غير مقبول، وتجنب الإدانات الحادة لإسرائيل، وأعرب عن تأييده للفلسطينيين فى غزة لكن لم يشر إلى حماس".
وتبرر أسوشيتدبرس موقف مرسى بدافع المصلحة، وتقول إن مصر ربما لا تريد أن ينظر إليها باعتبارها تشعل أزمة غزة، وأن لديها مصلحة قوية فى ضمان النية الحسنة أمام المجتمع الدولى، ولا سيما الولاياتالمتحدة، فى الوقت الذى تريد فيه استثمارات أجنبية قوية ومساعدات أهمها قرض صندوق النقد الدولى، كما أن مرسى ربما يتعرض لضغوط أكبر لو قام برد أقوى فى حال تفاقم الموقف".
وترى الوكالة أن رد مرسى حتى الآن لم يختلف عما كان مبارك يفعله فى الماضى، فقد سبق أن قام مبارك مرتين بسحب السفير من إسرائيل، مرة عند غزو لبنان عام 1982، ومرة فى عام 2000 مع بدء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وفى كلتا المرتين استخدم مبارك خطاباً حاداً لإدانة أفعال إسرائيل لكنه ظل ملتزماً بمعاهدة السلام معها.