بعد ان اطلق الإمام الخميني النداء في السابع من آب 1979م الى الامة الاسلامية والعربية بإعتبار اخر جمعة من رمضان يوم عالمي للقدس . ونحن على ابواب الذكرى 38 لهذا اليوم ، والذي اصبح فيه كثيرا من العرب مضيعين للبوصلة والهدف الرئيسي من المواجهة مع الكيان الصهيوني ، وليس انه لم تعد القدس وجهتهم وقبلتهم بل اصبحت القضية الفلسطينية برمتها منسية . والأخطر من ذلك توجه بعض الأنظمة العربية من مرحلة مواجهة العدو الإسرائيلي الى التطبيع والتنسيق والتعاون معه في ظل إحتلاله للأراضي الفلسطينية وبعض الدول العربية المجاورة له. ان إحياء يوم القدس العالمي، يعتبر صرخة مدوية في وجه دول الاستكبار العالمي واذنابها وعملائها ومرتزقتها في المنطقة العربية والتي يقودها أئمة الكفر من أمريكا ودول أوروبا الغربية في اطار مخططاتهم في تفكيك وإعادة تركيب الجغرافيا العربية على حدود الفواصل والتخوم المذهبية والطائفية . لتقيم على الدول المركزية المدمرة والمفككة والهشة جيوشها وبالذات ( العراق وسوريا واليمن ومصر ) كنتونات اجتماعية مفككة غير مالكة لقرارها السياسي وارادتها، وليست لديها سيطرة على خيراتها وثرواتها. والمصيبة الحاصلة الان ان اكثر أنظمة الدول العربية والإسلامية لم تعد ترى في إسرائيل عدوها الأول، فبدلت وغيرت قواعد الصراع من اسلامي عربي – إسرائيلي ، الى صراع عربي – فارسي إيراني " في الوقت الذي يصيب الانقسام الفلسطيني وغياب الرؤية الموحدة ضد المحتل لارضهم والمنتهك لعرضهم والذي يمارس عليهم كافة الإجراءات التعسفية والانتهاكات الصارخة والاعتقالات السياسية.