نت – لم يظهر ولي العهد السعودي بشكل مباشر، منذ أحداث إطلاق النار التي وقعت في حي الخزامي قبل ثلاثة أسابيع، بالقرب من أحد القصور الملكية، وهي الواقعة التي قالت شرطة الرياض إنها لاحظت تحليق طائرة لاسلكية ترفيهية صغيرة ذات تحكم عن بعد من نوع "درون"، فتعاملت معها وأسقطتها.. و أثار غياب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مؤخرا عن الاعلام شهية المحللين لتبرير هذه الغياب وتنوعت السيناريوهات التي تحلل هذه القضية خاصة انه .. بن سلمان .. متواري عن الاعلام منذ مدة. في النظرة الاولى تعود قلة التواجد الاعلامي لكبار المسؤولين الحكوميين الى انشغالهم والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، غير ان هذا الحدث لشاب صاعد مثل محمد بن سلمان وبعد حضوره الاعلامي المكرر وخارج عن الاعراف والتقاليد يثير تساؤلات جادة. ويعود اخر تواجد اعلامي لمحمد بن سلمان عبر شاشات التلفزة الى ثلاثة ايام قبل احداث قصر الخزامي والذي كان بمعية الملك في حفل افتتاحي وبعد ذلك لم تنشر وسائل الاعلام اخبارا حول نشاطاته. ومراجعة للصفحة الاولى للاعلام السعودي الرسمي والتي تنشر اخبار لقاءات واجتماعات ولي العهد السعودي قد نشرت صور متعلقة لنهاية شهر ابريل ومنذ ذلك التاريخ لم ينشر اي خبر عن ابن سلمان على الصفحة الرسمية كي تذهب بالتساؤلات حول مصير ولي العهد. والجدير ذكره ان ابن سلمان مولع بالظهور على الاعلام، فلم يحضر في الاجتماع الاخير لمجلس الوزراء في الرياض، ولم يحضر كذلك في مراسم اول يوم من شهر رمضان الخميس الماضي والتي حضرها الملك سلمان! على الصعيد ذاته .. وجه مذيع قناة "الجزيرة" جمال ريان، سؤالا عبر صفحته على "تويتر": "يا إخوان، سؤال مشروع خاصة بعد أن طال غيابه: أين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؟ هل شاهد أحدكم أي نشاط للأمير بالفيديو، وليس بالصور؟. غير ان وكالة الانباء السعودية "واس" في وقت لاحق، وفي سعيها للرد على التساؤلات الاعلامية المتصاعدة عن هذا الغياب , نشرت |صوراً | لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قالت انها التقطت خلال ترأسه اجتماع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، لترد على التقارير التي تحدثت عن إصابته بسوء خلال حادثة إطلاق النار التي وقعت في قصر الخزامي. الى ذلك نشرت صحيفة كيهان الإيرانية، مقالاً تسرد فيه سلسلة من معلومات مسربة تؤكد مقتل محمد بن سلمان المختفي عن وسائل الاعلام وهو الذي اعتاد الظهور الاعلامي فضلاً عن نشاطاته التي توقفت منذ الاحداث التي وقعت في السعودية في نيسان الماضي وبُررَت على انها طائرة ترفيهية وليست اكثر من ذلك. وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن صحيفة "كيهان" الايرانية، اشارت الى دلائل عديدة تؤكد على ان غياب بن سمان الاخير منذ حوالي 30 يوما لا يبدو امراً اعتيادياً حيث انه منذ وقوع الاحداث الاخيرة في السعودية يوم السبت 21 نيسان الماضي، وتبرير الاعلام السعودي على انها طائرة ترفيهية ولا اكثر ، غاب بن سلمان وتعمد عدم الظهور على غير عادته. وسردت صحيفة "كيهان" الايرانية في مقال لها عدة ادلة تؤكد مقتل بن سلمان في الاحداث التي وقعت في 21 من شهر نيسان الماضي في السعودية. وبعد ذلك .. كشف المغرد السعودي الشهير مجتهد عن الرعب الذي يعيشه وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان جرّاء تنامي العداء له في الأسرة الحاكمة. وأكد مجتهد في تغريدات له على حسابه على موقع "تويتر" أن إبن سلمان لم يتعرض لإصابة في الهجوم الذي حصل على القصر الملكي الأسبوع الماضي، على الرغم من أنه كان موجودًا فيه ولم يكن بعيدًا عن الحادث، مضيفًا إن "تعامل الحرس مع الهجوم لم يكن مهنيًا". وتابع " كان إبن سلمان قبل الاعتداء يعيش حالة من الرعب والقلق والاضطراب وجاء هذا الحادث ليزيده رعبًا واضطرابًا بسبب اعتقاده بوقوف أطراف في الأسرة خلف الهجوم"، عازيًا سبب الرعب والاضطراب الذي يعيشه وليّ العهد إلى مجموعتين من الأسباب: الأولى تخصّه شخصيًا، والثانية مرتبطة بما بينه وبين العائلة". على الصعيد الشخصي، أشار مجتهد الى حصول تغييرات كبيرة في سلوك وبرنامج وممارسات ابن سلمان اليومية حصل خلال الأشهر الأخيرة أثّرت على دماغه ونفسيته وجعلته هشًّا مضطربًا" ، لافتًا الى أن "هذه التغييرات أثّرت على ثقته بنفسه وجرأته على مقابلة الشخصيات الهامّة وقدرته على اتخاذ القرار إضافة إلى أنها أدّت لعجزه عن مقاومة الابتزاز". وبحسب مجتهد، التغيير الآخر الذي حصل هو التحوّل الكبير في مواقف آل سعود حيث يكاد يكون 95% منهم ضدّه بعد أن كان غالبيتهم إمّا راضين بالواقع أو لا يبالون. وأردف: "في الأشهر الأخيرة وتحديدًا بعد إقالة وليّ العهد السابق محمد بن نايف، تيقّظ النائمون من آل سعود على ثلاثة أمور تهدّد مستقبل الأسرة عمومًا ومستقبل كل واحد منهم شخصيًا: الأول هو استحواذ ابن سلمان ودائرته الصغيرة على كل المشاريع والصفقات والامتيازات، الثاني هو شعورهم بعدم الأمان بعد سجن ابن نايف والضباط والقضاة المحسوبين عليه، الثالث خوفهم من خسارة الحكم كلّه بسبب الفوضى في الاقتصاد واليمن وقطر والاعتقالات والتغريب والتطبيع ممّا يستفز المجتمع ويفتح الباب لتمرّد مسلّح". ولا يزال غياب بن سلمان .. بعيدا عن سلامته من عدمها مثار تساؤلات عدة عن اسبابه وحيثياته والتي بلاشك لن تكون اعتيادية .. حتى وان ظهر مجددا لينفي موته.. فالغياب في ظل هذا الاضطرابات والاستقراءات بحد ذاته قضية ..لها ما بعدها.