* العدوان على اليمن والورقة السلفية : شن تحالف الشر بقيادة السعودية عدوانه على اليمن ، وعودا على بدء ومواصلة لما بدأنا الحديث عنه في الحلقة الأولى ، فقد كان من بين الأوراق التي يمكن الاستفادة منها لمساندة العدوان وتأجيج الصراع الطائفي ما أمكن هو استخدام الكثير من طلاب دماج سابقا وخاصة من أبناء الجنوب لهذه المهمة سيما في ظل بواعث حقيقية تدفعهم لخوض غمار هذا العمل ، وهنا كان الاستثمار لورقة دماج في مرحلته الثالثة ، وهذا هو مانلمسه ونشاهده اليوم في تعز بقيادة أبي العباس عادل عبده فارغ وهو من طلاب الحجوري وفي الحديدة بقيادة أبو زرعة عبد الرحمن المحرمي و شخصيات أخرى وقد أسند للجميع قيادة ما يسمى لواء العمالقة ، و من باب المكاشفة فهناك قنابل موقوته في هذا الإطار ومن دار في فلكه ممن لهم ارتباط وثيق بالسلفية الجامية ولا يزالون في مراكزهم ومساجدهم في مناطق إدارة المجلس السياسي الأعلى ، ونحن نأمل أن يكونوا قد استوعبوا الدرس والاستفادة من الأحداث وأين تكمن مصلحتهم ومالدور الذي ينبغي ، ولست مبالغا إن قلت أن القيادة السياسية في صنعاء ستكون إلى جانبهم ، وهي تحرص كل الحرص على أن يستمروا في القيام بأنشطتهم المتعددة ولكن شريطة أن يكونوا عند مستوى المسؤولية في إحداث بعض المراجعات فيما يتعلق بالارتباط بالخارج وعلاقتهم مع إخوانهم اليمنيين بمختلف توجهاتهم وفق ما يقتضيه الشرع الحكيم ، فهناك أخطاء تمارس ولابد من تصحيحها ، وإدراك أن أي عمل يحاول أصحابه تكرار المكرر الخطأ مما فيه الإخلال بالأمن والاستقرار ليس في صالحهم وبالتالي فلابد من اليقظة والحذر وإيقاف حالة التأجيج الطائفي والمذهبي الذي هو مقدمة للممارسات العملية المشينة ، ولكل رأيه في حدود الأطر المشروعة . القيادة السياسية اليوم تدرك أنه لا مناص من دعوة جميع أبناء اليمن للشراكة الحقيقية والإسهام في بناء الدولة وضمان الحقوق وصون الحريات للجميع بما في ذلك التيار السلفي بمختلف مسمياته ، وهذه فرصة نتمنى من الإخوة السلفيين استغلالها لما فيه رفع الوصاية الخارجية عن بلادنا والبدء ببناء الدولة المنشودة وكل من موقعه . *ماذا بعد : وهنا يمكن التساؤول مرة أخرى إلى أي مدى يمكن الاستفادة من الجناح العسكري لتيار الحجوري ..! ومن خلال متابعتنا للأحداث سنجد أن تحالف العدوان مستمر في استنزاف هذا التيار بشكل أكبر وهذا ما نلحظه من خلال التحشيد لجبهة الساحل أو جبهة الحدود أو جبهة البيضاء دون أي اعتبارات أو تقييم لما يتعرضون له المرة تلو الأخرى من قتل وتنكيل على يد الجيش واللجان الشعبية الذين يدافعون عن أرضهم وعرض شعبهم ويعتبرونها معركة مصيرية مع غازي أجنبي وماهؤلاء إلا مجرد أدوات يستخدمها بهدف تضليل الرأي العالمي وأن الحرب يمينة يمنية وأن الغزاة مجرد متعاونين معهم لاستعادة ما يسمونه الشرعية المزعومة وأهداف أخرى كشفت الأيام حقيقتها .. وهنا قد يقول قائل : طيب من وجهة نظرك إلى أين كان يذهب هؤلاء الطلاب المقاتلين بعد أن خرجوا من دماج التي كانت معقلا لهم وفيها حياتهم ومصادر رزقهم ..! وبعد التأكيد على أن خروجهم كان ضمن مخطط معين ، يجدر الإشارة إلى أن طالب العلم لو كان صادقا حقا في توجهه فهناك عشرات الخيارات للاستقرار في أي منطقة يريد واتخاذ الأسباب الممكنة ، والدعوة إلى الله حسب علمي لا تقتصر على مكان دون آخر ، فالإنسان الصالح والمعلم الصادق سينفع الله به أينما كان ، فلماذا يضيق هؤلاء الخناق على أنفسهم ويرمون بأنفسهم في أحضان المحتل والأمر فيه سعة ، ماذا يعني هذا ! ألا يعني صحة ما ذهبنا إليه وأن هؤلاء قد أُعدوا الإعداد الجيد لللقيام بهذا الدور المشؤوم إلى جانب المتآمرين على بلادنا في أي وقت ، وأنهم وإن فشلوا في المرة الأولى سيكررون في الثانية والثالثة و… وهذا ما حصل منهم منذ أحداث دماج وصولا إلى التحالف الواضح والعملي مع الغزاة ومع مختلف التنظيمات الإرهابية الأخرى . هذه حقائق لا ينبغي تجاهلها ، ومن يحرص على نفع المجتمع وخدمة بلده سيقرأ الواقع كما هو ويقف الموقف الصح الذي يحافظ على بقائه ويضمن استمراره في مشروعه. ونحن هنا نحترم كثيرا كل من جنح للسلم من تيار الحجوري أو كانوا معه وانشقوا عنه لأسباب كمحمد الإمام القائم على مركز معبر وغيره ممن آثر البقاء في مسجده ومركزه التعليمي وقد سبق وأشرت إلى ما ينبغي على هؤلاء اعتباره والتنبه له حتى لا يكرر المكرر المخطأ . هذا ما يمكن ايجازه حول هذه الجزئية وإلا فقراءة العمل السلفي في اليمن بمختلف مدارسه بشكل دقيق من حيث الواقع والمأمول يحتاج إلى وقت . أخيرا : فالذي نريده من وراء هذا السرد هو التفاعل الإيجابي مع الأحداث ومعرفة الأمور على حقيقتها والبدء بإعادة بناء التصورات وفق معطيات صحيحة ، فالاستمرار في التفكير بنفس العقلية والعمل بالوتيرة والسياسة ذاتها لا يعني سوى الدوران حول المشكلة ذاتها ، هذا إن خرج الناس من وحلها . والتيارات السلفية المعتدلة معنية بهذا الكلام أكثر من تلك المتقوقعة حول نفسها لأنه متى لمس المجتمع من هذه التيارات المختلطة بالناس تحولات إيجابية على مستوى الوعي وعلى مستوى العمل وعلى مستوى العلاقات وتجاوز كثير من العوائق التي كانت تمثل حجرة عثرة أمام أي تواصل إيجابي وتعاون مشترك فيما يلزم ، هنا سيبدأ المجتمع يتفاعل أكثر سيما وهناك فئات كبيرة لهذه التيارات أو شخصيات فاعلة فيها لها تأثير على تلك الجماهير ، وهذا كله يصب في مصلحة البلد الذي من حقنا اليوم أن نبحث جميعا عن كيفية إيقاف ما يتعرض له من مؤامرة خارجية تستهدفنا فضلا عن استهداف الأرض التي على ظهرها نعيش جميعا . نحتاج إلى حراك واسع داخل كل المكونات أنصار الله – سلفيين- مؤتمر وإصلاح وغيرهم من أحزاب ومكونات سياسية ومذهبية …هذا الحراك يهدف إلى تجاوز خلافاتنا الداخلية والالتفاف حول القواسم المشتركة وهي كثيرة بل إن نقاط الافتراق لا تكاد توجد وهي قليلة جدا وكل هذا من أجل فتح صفحة جديدة . وعلى القيادة السياسية التشجيع على كل خطوة تعزز من وحدة الصف واجتماع الكلمة ومباركة كل منجز في هذا السبيل . على ثقة أنه متى توفرت الإرادة وصحت النوايا سيتحقق الكثير وحتى نلمس ثمار جهود من هذا النوع على أرض الواقع ..على العقلاء في كل الأطراف استشعار المسؤولية والبدء ببلورة الكثير من الأفكار والمقترحات التي من شأنها الوصول إلى تحقيق إلى تحقيق التطلعات على كل الأصعدة ، فالعقلاء الواعيين هم المنوط بهم روح المبادرة والبدء بخطوات عمل أوليه وسيلحق بهم الكثير .. حفظ الله اليمن ووفقنا لما فيه الخير للبلاد والعباد .